كيف ستؤثر عقوبات واشنطن على سلوك طهران؟.. تعزيز قبضة المتشددين وانحسار دور الإصلاحيين.. تعاظم دور الحرس الثورى السياسى والاقتصادى.. مناطق النفوذ الإيرانى ومضيق هرمز أوراق خامنئى لإستفزاز أمريكا وحلفاءها

الجمعة، 09 نوفمبر 2018 02:00 ص
كيف ستؤثر عقوبات واشنطن على سلوك طهران؟.. تعزيز قبضة المتشددين وانحسار دور الإصلاحيين.. تعاظم دور الحرس الثورى السياسى والاقتصادى.. مناطق النفوذ الإيرانى ومضيق هرمز أوراق خامنئى لإستفزاز أمريكا وحلفاءها ترامب وحسن روحاني
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أعادت الولايات المتحدة العمل بالعقوبات على طهران وفى صباح يوم الـ 5 من نوفمبر، تم تطبيق حزمة ثانية من عقوبات وصفا بالأشد على طهران استهدفت قطاعى النفطى والمصرفى، فى إطار استراتيجية الرئيس الأمريكى المتشددة لتضييق الخناق على طهران وتقويض سلوكها، وتقليم أظافرها فى المنطقة، وعرقلة تطوير برنامجها الصاروخى الباليستى الذى يهدد حلفاءها، ولأهل هذه النقاط وجدت واشنطن ان الاتفاق النووى المبرم فى 2015 والذى انسحبت منه فى 8 مايو 2018 لم يعالج هذه القضايا مع طهران.

 

فى هذا السياق يمكن قراءة تأثير العقوبات الأمريكية المشددة من زاوية مختلفة، رغم أن الكثير من التحليلات ذهبت إلى شلل تام سيصيب هذا النظام جراء العقوبات، لكن  تقديرات أخرى تتحدث عن أنه من المرجح أن تكون العقوبات محور للكثير من التغيرات السلبية فى سلوك النظام فى الداخل أو الخارج، ففى الأولى سترسم العقوبات الخارطة السياسية الإيرانية والتعاطى بين التيارات السياسية، وفى الثانية ستشكل العامل المحرك لطهران لتعزيز نفوذها الاقليمى بأى ثمن.

 

انتخابات التجديد النصفى
انتخابات التجديد النصفى الامريكية

 

 

تعاظم دور الحرس الثورى السياسى والاقتصادي وروحانى يخسر المعركة

بعد يومين من سريان العقوبات قال نائب قائد الحرس الثورى الإيرانى جنرال حسين سلامى "إن إيران يمكن أن تزدهر فى ظل العقوبات وستهزم الولايات المتحدة فى الحرب الاقتصادية التى تشنها عليها". يمكن الإشارة إلى أنه رغم صرامة العقوبات الأمريكية هذه المرة إلا أن المراقبون ذهبت بعض تحليلاتهم إلى أنها جائت بمثابة قبلة حياة للمعسكر المتشدد والمؤسسة الفاعلة والمهيمنة فى إيران مؤسسة الحرس الثورى. وإذا عدنا قليلا إلى الوراء، فقبل توقيع الاتفاق النووى عام 2015، وبموجب العقوبات الدولية كان يحظر على إيران استيراد وتصدير السلع، وإيجاد مكانا لنفطها فى الأسواق العالمية وقبل أن تستحوذ إيران على حصة فى سوق النفط مؤخرا بفعل الاتفاق النووى، عمل الحرس الثورى على الالتفاف على العقوبات عبر تأسيس شبكة اقتصادية ضخمة قوامها من الشركات والوسطاء التى تمكنت السنوات الماضية من بيع النفط الإيرانى، الأمر الذى تسبب فى هيمنة هذه المؤسسة على قطاع كبير فى الاقتصاد الإيرانى الذى تضرر بشكل كبير جراء ذلك، الأمر الذى دفع روحانى خلال ولايته الأولى التى امتدت من (2013- 2017) بالتنديد بهذه الهيمنة وسعى لخلع يد هذه المؤسسة من الاقتصاد والسياسية أيضا، ففى مايو العام الماضى خلال جولاته الانتخابية تحدث علنا عن هذه القضية، وقال روحانى "فى الأربع سنوات الماضية استاء تجار العقوبات من كساد تجارتكم، تريدون أن تعيدونا إلى الوراء 4 سنوات، نحن لا نتراجع واختارنا طريقنا".كما أنه فى عام 2015 وصف الحرس الثورى "بتجار العقوبات" والسماسرة التى تربح منها.

ويمكن التأكيد على أن روحانى خسر فى معركته مع الحرس للخروج من الاقتصاد، حيث من المتوقع أن يؤدى إلى استفحال أنشطة الحرس الثورى الاقتصادية التى حاول روحانى أن يحد منها من خلال جذب استثمارات أجنبية تحل محل شركات الحرس الثورى وتقوض نفوذه فى المجال الاقتصادى، وسوف تعود هذه المؤسسة سريعا إلى تفادى العقوبات كما ظلت تفعل السنوات الماضى، فاكتسبت الخبرة فى الالتفاف على العقوبات.

ولن يتوقف الأمر عند هذا، بل سيتعزز القبضة الأمنية أكثر من أى وقت مضى، فطهران تروج لما تسميها مساعى الإدارة الأمريكية بصقورها لإسقاط النظام رغم أن واشنطن صرحت أكثر من مرة أن غايتها من العقوبات هى تغيير النظام سلوكه، لذا متوقع أن ترفع طهران من مستوى الجهوزية الأمنية فى كافة القطاعات ويعزز النظام قبضته الأمنية فى الداخل، ولاسيما بعد أن شهدت طهران عمليات ارهابية ضربت عمق القبضة الأمنية فى الداخل، كان آخرها عملية الأهواز التى استهدفت منصة عسكرية فى 22 سبتمبر الماضى.

 

حسن روحاني
حسن روحاني

 

 

تعزيز هيمنة المتشددين

على جانب آخر فان التوتر والتصعيد بين الإدارة الأمريكية وإيران والنهج المتشدد للرئيس ترامب، وفقا لمراقبين فإن العقوبات الأمريكية قد ستصب فى صالح النظام والمعسكر المحافظ والمتشددين وسوف تعزز من هيمنته على السلطة، ذلك التيار الذى يرفض التفاوض مجددا مع الولايات المتحدة ويرى أن من مصلحتهم أن يبقى مناخ العداء والمؤامرة يحكم العلاقات التى تربط الجمهورية الإسلامية بالغرب لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية، وسيرتفع حدة التوتر، على نحو ما يجرى الآن، لذا سنجد أن "الخطاب التعبوى" سيعود مجددا ويتصدر المشهد ذالك الذى برعت فيه إيران منذ انتصار ثورتها لإشعال حماس الجماهير الإيرانية الغاضبة من الولايات المتحدة ودعوتها للالتفاف حول الدولة الإيرانية ودعمها فى صراعها مع "الشيطان الأكبر".

 

img26
المرشد الأعلى وقادة الحرس الثورى

 

 

تهميش التيار الاصلاحى وخسارة مبكرة فى انتخابات 2021

روحانى لم يخسر فقط حربه فى تقويض الحرس الثورى فى السياسة الإيرانية، بل أن خسارته هذه ستنعكس على التيار الاصلاحى الذى سانده فى على التوالى فى الانتخابات الرئاسية 2013 و 2017، وروج أنصار هذا التيار إلى أن حل الملف النووى بتوقيع اتفاق نووى مع القوى الكبرى فى 2015 يعد احد انجازاته السياسية، حيث خرجت كبريات الصحف الاصلاحية بعد توقيع الاتفاق بمانشتات أكثر تفاؤل قالت فيها أنه لا عقوبات بعد اليوم، ورفع من سقف الطموح لدى الجماهير الإيرانية وحلق عاليا بأحلام لطالما داعبته هو والتيار الإصلاحى مثل الانفتاح على الغرب والتعامل البناء مع العالم، وإفشال هذه الصفقة يعنى فشل الرئيس المعتدل وانخفاض شعبيته، وها هو الاتفاق يشهد انهيارا تدريجيا، قد ينحسر الدور السياسى للتيار الاصلاحى من جديد.

ومع عودة للعقوبات ومتوقع أيضا أن يستخدام المتشددين كارت العقوبات فى الانتخابات الرئاسية المقبلة 2021 كأداة لتشويه المنافس الإصلاحى المحتمل، ويعاد فى هذه الانتخابات انتاج "الشعبوية" التى برع فيها الرئيس الاسبق المتشدد نجاد، ومجابهة الغرب، بينما تشير تقارير إلى مساعى الاصلاحيين لإعداد رئيس البرلمان على لاريجانى للترشح على قوائمهم، حيث أنه شخصية التى تلقى قبولا لدى هذا التيار.

 

img16
قوات إيرانية

 

 

مناطق النفوذ الإيرانى ورقة طهران الرابحة

أما على المستوى الخارجيى، فرغم أن العقوبات ستحرم طهران من مصادر تمويل أذرعتها فى المنطقة، لكن استحداثها لأساليب الالتفاف على العقوبات، قد يجعلها تحافظ ولو لفترة معينة على مستوى تدفقاتها المالية واللوجيستية ودعمها لوكالائها على غرار حزب الله اللبنانى، وامداد سوريا بالمقاتلين، ومساندة الحوثيين فى اليمن، وتكون هذه الأذرع التى تستدفها العقوبات بالدرجة الأولى بمثابة ورقة طهران الرابحة فى استفزاز الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، وقال نائب قائد الحرس الثورى الإيرانى حسين سلامى، "إيران قادرة على التقدم فى أى مجال يفرض فيه العدو عقوبات على إيران الإسلامية.. إن جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية وضعت إسرائيل فى "قبضة الموت". ما يشير إلى أن طهران ستعزز من نفوذها الاقليمى، وستزيد ضغوطها على إسرائيل عبر حزب الله، إضافة إلى التلويح والتهديد المتكرر بغلق مضيق هرمز، وبعد ايام قليلة من سريان حزمة العقوبات، أعاد مستشار وزير الخارجية الإيراني حسين شيخ الإسلام تهديداته باغلاق المضيق، فى مقابلة مع روساي اليوم الاخبارية، قائلا"إما أن يصدّر الجميع نفطه عن طريق "مضيق هرمز" أو لا أحد يمكنه المرور.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة