كيف تستقبل إيران عقوبات واشنطن؟.. "الحرس الثورى" يهدد "حاملات الطائرات" الأمريكية.. فريق روحانى الاقتصادى يبحث عن أقل الخسائر.. وخيبة أمل من الآلية الأوروبية للالتفاف على القيود الأمريكية

الإثنين، 05 نوفمبر 2018 04:30 م
كيف تستقبل إيران عقوبات واشنطن؟.. "الحرس الثورى" يهدد "حاملات الطائرات" الأمريكية.. فريق روحانى الاقتصادى يبحث عن أقل الخسائر.. وخيبة أمل من الآلية الأوروبية للالتفاف على القيود الأمريكية "الحرس الثورى" يهدد "حاملات الطائرات" الأمريكية
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تظاهرات وشعارات مناهضة للولايات المتحدة الأمريكية فى العاصمة الإيرانية طهران وتصريحات للمسئولين تنبئ بتصعيد وتوتر أكبر بين البلدين، بهذا المشهد استقبلت إيران العقوبات الأمريكية التى دخلت صباح اليوم الإثنين حيز التنفيذ، والتى تستهدف قطاع النفط والغاز الإيرانى والبنوك وموانئ الشحن وغيرها.

 

التراشق الذى اعتادت عليه إيران عند بلوغ التوتر ذروته مع "الشيطان الأكبر"، جسده قائد الحرس الثورى الإيرانى الجنرال محمد على جعفرى الذى قال فى تصريحات له أن طهران ستقاوم "الحرب النفسية" والعقوبات الأمريكية وستتغلب عليها.

 

 

وقال جعفرى فى تجمع حاشد فى ذكرى الاستيلاء على السفارة الأمريكية فى طهران عام 1979 والذى جرى بثه على الهواء مساء أمس: "أمريكا شرعت فى حرب اقتصادية ونفسية كملاذ أخير.. لكن مؤامرات أمريكا وخططها للعقوبات سيجرى التغلب عليها عن طريق المقاومة المستمرة".

 

من جانبه حذر نائب قائد الحرس الثورى الإيرانى، العميد حسين سلامي، أمريكا، من أن حاملات طائراتها تحت مرمى صواريخ إيران الدقيقة، ولم يعد بإمكانها الهيمنة على الخليج كما كانت سابقا.

 

وقال العميد سلامي فى حديث للتلفزيون الإيرانى اليوم من غير الممكن أن تشن أمريكا حربا ضد إيران، والسبب فى اعتقادنا هو القدرة العسكرية لدينا، حيث باستطاعتنا تهديد المصالح الأساسية العسكرية للولايات المتحدة فى المنطقة، وعندما قال ترامب إن إيران تستطيع أن تحتل المنطقة فى غضون 12 دقيقة، قلنا له نحن لا نبحث عن احتلال المنطقة، لكننا نستطيع إنهاء الهيمنة الأمريكية على المنطقة فى أقل من هذه المدة".

 

وحول تواجد الأسطول البحرى الأمريكى فى الخليج، قال نائب القائد العام للحرس الثورى، إن الولايات المتحدة لم تعد تهيمن على منطقة الخليج كما كانت فى السابق، و"إن حاملات الطائرات الأمريكية فى مرمى صواريخنا الدقيقة، وإن معداتهم العسكرية باتت عتيقة" على حد تعبيره.

 

وعن أهداف ترامب من الحرب الاقتصادية ضد إيران، قال سلامي: "أمريكا تحلم بإسقاط النظام الإسلامى فى إيران، وأن أحلامها واهية، وقد سعت إلى عزل إيران فى الزاوية وقطع علاقاتها مع العالم، لكن اليوم نرى أن أمريكا هى التى انعزلت، إذ باتت على خلاف مع بعض حلفائها.

 

 

هذا هو رأى المؤسسات النافذة فى النظام والمتربعة على هرم السلطة، وإن كان بعض المسئولين يهونون من تأثير هذه الحزمة من العقوبات على اقتصاد بلادهم، إلا الشارع الإيرانى لديه رأى آخر، ففى الساعات الأخيرة يسوده ترقب وتخوف عما سيحل بالمواطن الإيرانى بعد تطبيق العقوبات الأمريكية، فارتفاع الأسعار والتضخم وانخفاض قيمة العملة الإيرانية، حيث تركت حكومة روحانى المعضلات الاقتصادية تنمو مخالبها وتفتك بالإيرانيون الأشهر الماضية، إضافة إلى الفساد المستشرى وشبح البطالة، وعلى عكس المسئولين يرى المواطن الإيرانى الصورة القاتمة ويخشى على مدخراته.

 

فريق روحانى الاقتصادى غايب عن المشهد

الأمر نفسه تناولته الصحف الإيرانية، فغياب حكومة روحانى وفريقه الاقتصادى، وعدم تقديم خطة وحلول للمعضلات الاقتصادية يشعر بها المواطن الإيرانى، ووضع سيناريوهات للخروج من الوضع القاتم لتقليل مخاوف الشارع، أصبح سمة فريق الرئيس الإيرانى، ونددت صحف إيرانية بغياب خطط الفريق الاقتصادى لمواجهة العقوبات، وكتبت صحيفة "دنياي اقتصادى" مانشيت الفريق الاقتصادى الغايب الكبير.

 

ونددت الصحيفة بانعدام وضعف خطط التنمية للاقتصاد الإيرانى خلال العقود الأربع الماضية، معتبرة أن سبب ذلك هو غياب النموذج الصحيح ودور الحكومة فى مسيرة التنمية الاقتصادية، معتبرة أن مشاركة الحكومة أحد أهم الشروط للتغلب على المعضلات الاقتصادية.

 

 

فيما اعتبرت صحيفة "آرمان" الإصلاحية، أن الحكم الذى أصدرته محكمة العدل الدولية بلاهاى فى سبتمبر الماضى لصالح إيران، كان له تأثيره على معافاة 8 بلدان من الوقوع تحت طائل العقوبات الأمريكية، ورأت صحيفة "ابتكار" الإصلاحية أن أمريكا وحيدة فى فرض عقوباتها، وإدارة ترامب تتراجع عن استراتيجة الضغط القصوى على إيران، الأمر الذى تسبب فى غضب حلفاء ترامب من الجمهوريين فى الكونجرس الأمريكى.

 

ولفتت صحيفة "تجارت" إلى الوتيرة السريعة لارتفاع معدل التضخم، الذى كان يتباهى به روحانى معتبرا أنه تمكن خلال ولايته الأولى من جعله رقما واحدا، ها هو الآن أخذ فى الارتفاع مجددا مع ارتفاع الأسعار.

 

شكوك حول نجاح الآلية المالية الأوروبية

ورغم أن طهران باتت تعول على الأوربيين فى تفعيل آلية للإلتفاف على العقوبات تضمن لشركات أوروبية مواصلة تجارتها مع إيران، إلا أن بعض المسئولين يترددون أمام جدوى هذه الآلية، وتسائلت صحيفة "افتاب يزد" حول إذا ما كانت الآلية الأوروبية ستساند إيران أمام العقوبات الأمريكية؟، وفى الإجابة نقلت الصحيفة عن سيد جلال ستاداتيان المحلل السياسى الدولى والدبلوماسى الإيرانى الأسبق، الذى استبعد إمكانية تأثير هذه الآلية على العقوبات الأمريكية.. معتبرا أن الحل المؤثر هو حذف الدولار من التعاملات التجارية فى حال رغب الأوروبيين التصدى للعقوبات الأمريكية ومساعدة إيران، مشيرا إلى أن حذف الدولار سيشكل ضغطا حقيقيا على الولايات المتحدة، وسيكون بمثابة هزيمة حقيقة لها.

 

 

كما عبر محلل القضايا الدولية وأستاذ الجامعة على بيجدلى عن عدم تفاؤله بالآلية الأوروبية، مبديا دهشته لتفاؤل وزير الخارجية الإيرانية بها رغم ضعفها، ويرى أن تصريحات جواد ظريف عن تفعيل هذه الآلية الأيام المقبلة يأتى بدافع إضفاء الهدوء فى الأجواء الداخلية لإيران ليس إلا، وقال بيجدلى إن آلية الأوروبيين يمكن تقبلها باعتبارها جهدا مبذولا من قبل أوروبا لحفظ الاتفاق النووى، لكنها غير كافية.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة