بين مبادرة السيسي ودعوة بن سلمان.. "الاعتدال" سلاح مصر والسعودية فى الحرب الفكرية على الإرهاب.. ولى عهد المملكة قاد معركة الانفتاح لدحض التطرف.. الأمير الشاب تحدى التقاليد وأنصف المرأة وانفتح على كنائس العالم

الأربعاء، 28 نوفمبر 2018 07:00 م
بين مبادرة السيسي ودعوة بن سلمان.. "الاعتدال" سلاح مصر والسعودية فى الحرب الفكرية على الإرهاب.. ولى عهد المملكة قاد معركة الانفتاح لدحض التطرف.. الأمير الشاب تحدى التقاليد وأنصف المرأة وانفتح على كنائس العالم الرئيس السيسي والأمير محمد بن سلمان
كتب - بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الزيارة التى يقوم بها ولى العهد السعودى، الأمير محمد بن سلمان، إلى القاهرة، تمثل امتدادا صريحا للعلاقات القوية التى جمعت بين البلدين لعقود طويلة، إلا أن الشراكة الاستراتيجية بين مصر والمملكة العربية السعودية ربما وجدت جذورا أعمق بكثير فى السنوات الماضية، تزامنا مع حالة الفوضى التى عمت العديد من دول المنطقة، خلال حقبة ما يسمى بـ"الربيع العربى"، حيث لعب البلدان الدور الأبرز فى تقويض الخطط الدولية التى كانت تهدف فى الأساس إلى تقسيم المنطقة فى إطار ما يسمى بـ"الفوضى الخلاقة"، وذلك من خلال مواقفهما المشتركة تجاه العديد من القضايا الدولية والإقليمية.

 

إلا أن المفارقة الجديرة بالملاحظة تتمثل فى المسار المزدوج الذى شهده تطور العلاقات المصرية السعودية، فى إطار مجابهتهما لتحدياتهما المشتركة، وفى القلب منها التهديد الذى يمثله الإرهاب، ففى الوقت الذى تحركت الحملات الأمنية لمداهمة أوكار المتشددين، كانت الحرب الفكرية تمثل أساسا للقضاء على جذور التطرف، وهو الأمر الذى بدا واضحا فى مبادرة الخطاب الدينى المعتدل، والتى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ بداية حقبته الرئاسية فى 2014، ودعوة "العودة إلى الإسلام المعتدل" والتى تبناها الأمير محمد بن سلمان.

 

المرأة السعودية.. نقطة الانطلاق نحو الانفتاح

ولعل الخطوات التى اتخذتها المملكة العربية السعودية لتحقيق تلك الرؤية، كانت محلا لحديث الكثير من المنابر الإعلامية والمنتديات الدولية فى العديد من دول العالم، خاصة وأن رؤية الأمير الشاب لم تقتصر على مجرد الكلمات التى أطلقها، وإنما تزامنت مع خطوات فعلية ربما لم يكن يتوقعها العديد من المحللين والسياسيين على مستوى العالم، ربما كان أبرزها التطورات التى شهدتها المرأة السعودية، والتى تم إشراكها فى سوق العمل باعتبارها قوى فاعلة داخل المجتمع السعودى، بالإضافة إلى القرار التاريخى الذى اتخذه العاهل السعودى، الملك سلمان بن عبد العزيز بالسماح لها بقيادة السيارة، فى خطوة ربما أذهلت العالم أجمع.

 

المرأة السعودية نالت الحق فى قيادة السيارة والمشاركة فى سوق العمل
المرأة السعودية نالت الحق فى قيادة السيارة والمشاركة فى سوق العمل

 

وتمثل الوتيرة السريعة التى سعى الأمير الشاب انعكاسا صريحا إلى حاجة المجتمع السعودى، بالإضافة إلى المجتمعات الأخرى داخل منطقة الشرق الأوسط، إلى مزيد من الانفتاح، حتى لا يصبحوا مجرد أسرى للسموم التى يبثها أصحاب الأجندات المتطرفة، والذين سعوا إلى اختراق المجتمعات، ليس فقط بالقوة المسلحة، كما حدث قبل سنوات فى سوريا العراق، ولكن أيضا عبر خطاباتهم المتطرفة التى نشروها عبر الإنترنت، والتى تمكنت من استقطاب المئات من أبناء المجتمعات الشرقية والغربية على حد سواء، والذين اتجه بعضهم نحو الالتحاق بالميليشيات المتطرفة، بينما اكتفى البعض الأخر بتنفيذ عمليات إرهابية داخل دولهم تنفيذا لتعليمات قيادات الإرهاب.

 

ملتقى الأديان.. المملكة تنفتح على كنائس العالم

ولم تقتصر رؤى الأمير الشاب على مجرد إنصاف المرأة السعودية، باعتبارها جزء لا يتجزأ من المجتمع السعودى، وإنما امتدت كذلك إلى الانفتاح على الأخر، وهو ما بدا واضحا فى الخطوات غير المسبوقة التى اتخذتها المملكة العربية السعودية لتوطيد العلاقات مع كنائس العالم، ومن بينها الكنيسة المصرية، والتى حرص ولى العهد السعودى على زيارتها خلال وجوده بمصر فى شهر مارس من هذا العام، حيث التقى بالبابا تواضروس، كما سبقة فى ذلك العاهل السعودى نفسه خلال زيارته لمصر فى عام 2016، كما أن المملكة استقبلت على أراضيها للمرة الأولى فى تاريخها بطريرك الكنيسة المارونية مار بشارة الراعى فى شهر نوفمبر من العام الماضى.

 

زيارة الأمير محمد بن سلمان التاريخية للكاتدرائية المرقسية بالقاهرة
زيارة الأمير محمد بن سلمان التاريخية للكاتدرائية المرقسية بالقاهرة

 

ويمثل التطور الكبير فى العلاقة بين المملكة العربية السعودية والعديد من كنائس العالم، من بينها الكنيسة الكاثوليكية وكذلك الكنيسة المارونية، دليلا دامغا على رغبة الإدارة الحاكمة فى الرياض على تقديم الصورة الصحيحة للدين الإسلامى، والتى تقوم فى الأساس على قبول الأخر واحترام معتقداته، وهو ما يأتى فى إطار الجهود السعودية لمجابهة الأفكار الظلامية والانغلاقية التى سعى لترويجها أئمة الإرهاب، بالإضافة إلى وضع نفسها كقوى إقليمية يمكنها القيام بدور فعال فى الحرب الفكرية على الإرهاب.

 

مركز اعتدال.. منبر تكنولوجى للحرب على الإرهاب

ولعل الحديث عن الحرب الفكرية على الإرهاب بالنسبة للمملكة العربية السعودية لم يقتصر على مجرد قرارات أو زيارات، وإنما امتد إلى الجانب العملى، عبر تدشين المركز العالمى لمكافحة الفكر المتطرف، والمعروف باسم "اعتدال"، والذى شارك فى افتتاحه قادة الدول العربية، وعلى رأسهم الرئيس السيسى، بالإضافة إلى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، خلال فعاليات القمة العربية الأمريكية التى عقدت على هامش الزيارة التى قام بها ترامب إلى المملكة فى شهر مايو من العام الماضى.

الرئيس السيسى ونظيره الأمريكى يشاركان العاهل السعودى فى افتتاح مركز اعتدال
الرئيس السيسى ونظيره الأمريكى يشاركان العاهل السعودى فى افتتاح مركز اعتدال

 

ويقدم "اعتدال" رصد وتحليل الفكر المتطرف واستشرافه للتصدى له ومواجهته والوقاية منه، والتعاون مع الحكومات والمنظمات ذات العلاقة، وذلك لمحاربة جذور التطرف ونشر قيم التسامح والاعتدال، وإثبات قدرة القيادات الدولية على حفظ السلام العالمى، وتحقيق الرفاهية لشعوب العالم.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة