القاهرة تستضيف مؤتمر تطوير عمليات "حفظ السلام".. نائب وزير الخارجية يبرز دور مصر الحيوى فى عمليات حفظ السلام الأممية.. ومسئول أممى يشيد بقدرات مصر.. ويؤكد: تعمل بأكثر المناطق خطورة فى مالى.. صور

أبرزت كلمة السفير حمد لوزا دور مصر الحيوى فى دعم عمليات حفظ السلام الأممية منذ نشأتها ليس فقط على مستوى المشاركة بقوات ولكن أيضاً من خلال المشاركة الفاعلة فى تطوير عقيدة حفظ السلام وترسيخ مفهوم الشراكة بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية وعلى رأسها الاتحاد الأفريقي.

وفى كلمته التى ألقاها، الأحد، فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقلیمى رفیع المستوى حول "تطویر أداء عملیات حفظ السلام: من صیاغة ولایة البعثة حتى خروجها والذى ينظمه مركز القاهرة الدولي لتسوية المنازعات وحفظ وبناء السلام، أشار لوزا إلى احتلال مصر حالياً المرتبة السابعة عالمياً من بين كبرى الدول المساهمة بقوات عسكرية وشرطية في عمليات حفظ، وأنها في مقدمة الدول الداعمة لمساعي إصلاح أداة حفظ السلام لزيادة فعاليتها وتعزيز إسهامها في استدامة السلام.

ونوه السفير حمدى لوزا بأهمية العامل الزمنى فى عقد هذا المؤتمر، الذي يكتسب زخماً سياسيا دوليا كبيراً اتصالاً بأن مسألة تعزيز أداء حفظ السلام كانت من بين المحاور الرئيسية لمبادرة سكرتير عام الأمم المتحدة المعنونة ب"العمل من أجل حفظ السلام" Action for Peacekeeping وإعلان الالتزامات المشتركة لحفظ السلام الذي تلاها وانضمام مصر له وحظى بدعم عدد كبير من الدول الأعضاء بالأمم المتحدة.

السفير حمدى لوزا خلال كلمته بالمؤتمر

وأضاف نائب وزير الخارجية بأن هذا المؤتمر يعد المشاورات الإقليمية الأولى من نوعها بعد إطلاق مبادرة السكرتير العام، والتي تجمع أصحاب المصلحة الرئيسيين في حفظ السلام بما في ذلك كبرى الدول المساهمة بقوات أفريقياً وعربياً والدول المضيفة لعمليات حقظ السلام وغالبيتها في القارة الأفريقية.

وأوضح السفير حمدى لوزا أن هذا المؤتمر يوفر منصة هامة للدول العربية والأفريقية للمساهمة الفاعلة في تطوير السياسة الإطارية الشاملة والمتكاملة لأداء عمليات حفظ السلام، بالإضافة إلى ترسيخ منظور شامل في تناول مسألة أداء عمليات حفظ السلام.

بدوره، أعرب جون بيير لاكروا وكیل السكرتیر العام للأمم المتحدة لعملیات حفظ السلام، عن سعادته لاستضافة مصر للمؤتمر الاقليمى  رفيع المستوى حول تطوير عمل قوات حفظ السلام، مشددا على أن استعادة وحفظ السلام بات التحديات المتنامية وخاصة فى حالات الصراع والتى يتم فيها مد الإجراءات، وهو ما يؤدى إلى الجريمة المنظمة والإرهاب، مشددا على أهمية مواجهة تلك التعقيدات التى تواجهها البلدان لاستعادة السلام.

وأشاد المسئول الأممى بكافة أفراد قوات حفظ السلام وخاصة المصرية، ناعيا أفراد حفظ السلام الذين سقطوا فى مالاوى، الذين قتلوا فى المنطقة الشمالية فى الكونغو، مشيرا إلى وجود عدد كبير من المفقودين فى صفوف قوات حفظ السلام فى الكونغو، موضحا أن القوات تعانى بسبب سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى فى ظل انتشار الايبولا، مؤكدا أن متابعة  المجموعات هى جزء لا يتجزأ من مدونة أخلاقيات قوات حفظ السلام.

جانب من المؤتمر

وأكد على أهمية تطوير مهام حفظ السلام وخاصة القوات المصرية المساهمة فى قوات حفظ السلام التى تقوم بمهام على الجبهة، موضحا أن مصر احتلت المقدمة بالمشاركة بقوات فى اكثر المناطق خطورة فى شمال مالى، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تعمل على تطوير مهام وعمليات قوات حفظ السلام التى تعمل على استعادة السلام، داعيا إلى توفير العودة الآمنة وتحسين أداء قوات حفظ السلام من أجل تحقيق الأمان للأفراد، لافتا إلى أن الخسائر فى صفوف القوات وصلت لأقصى حد حيث قتل 56 فردا، ومشيدا بجهود قوات حفظ السلام فى العمل على توفير برامج أفضل والآلات والمعدات اللازمة لقوات حفظ السلام ونعمل على توفير الرعاية المطلوبة.

جون بيير لاكروا وكیل السكرتیر العام للأمم المتحدة

بدوره،  قال ماساكى نوك سفير اليابان بالقاهرة، إن بلاده تشارك بفاعلية فى مهام قوات حفظ السلام، وترحب برئاسة مصر للاتحاد الافريقى العام القادم، مؤكدا أن بلاده تعزز مراكز حفظ السلام فى 18 دولة  وتساهم بحوالى 100 مليون دولار امريكى، مشيدا  بدور مركز القاهرة فى تسوية النزاعات والذى يعد مركزا متميزا فى تعزيز قدرات الافراد.

وكشف سفير اليابان عن نشر بلاده 210 من الأفراد اليابانيين فى البلدان الافريقية للتدريب ونشر أفراد آخرى ضمن قوة امنيسوم، مؤكدا أن بلاده ستدعم تدريب الافراد الطبيين باعتبارهم عنصرا هاما فى قوات حفظ السلام.

وأكد  السفير اليابانى لدى القاهرة أن بلاده تستضيف مؤتمرا لبناء القدرات هذا العام، كما تركز على تعزيز دور المراة وتعمل على نشر سيدات ضمن قوات حفظ السلام وسوف تستمر فى دعم قوات حفظ سلام.

فيما أكدت آن فروهلوم مديرة عمليات السلام بوزارة الخارجية النرويجية أهمية انعقاد المؤتمر فى مصر، مشيرة إلى أن النرويج تساهم وتعزز فى حفظ السلام وتسهم فى تعزيز القدرات، موضحة أن تعزيز عمليات حفظ السلام ودفع الحلول السياسية وحماية المدنيين هى أولوية قصوى، مشددة على أن الدول المضيفة تتعاون مع قوات حفظ السلام، كما أن المرأة لابد أن يتم شمولها فى مهام حفظ السلام.

صورة جماعية للمشاركين فى المؤتمر

وأوضحت لاريسا جلادزا المدير العام لبرنامح السلام وعمليات الاستقرار فى كندا، أن بلادها شرفت بدعوتها للمؤتمر، مشيرة إلى أن كندا تعمل على إدماج المرأة فى الشرطة وقوات حفظ السلام، ونعمل على وضع إطار لبحث التحديات التى تواجه عملها.

بدوره أثنى جان بيير لاكروا وكيل السكرتير العام للأمم المتحدة لقوات حفظ السلام على مقترح مشاركة المرأة فى قوات حفظ السلام باعتباره أمرا هاما لإرساء الأمن والاستقرار فى صفوف القوات، مشيرا إلى التحركاتات التى تجرى مع  الأمم المتحدة لوضع استراتيجية أفضل لاقرار السلام بشماركة الشركاء الاقليميين والدوليين لمواصلة العمل فى تنفيذ اصلاحات مهمة فى آلية عمل القوات.

وأكد أن قوات حفظ السلام تعمل على تحسين آمن القوات وذلك عبر تغيير أسلوب التفكير ووضع برامج أفضل وتوفير الالات ووالمعدات لأفراد قوات حفظ السلام من أجل سلامتهم وتوفير الرعاية المطلوبة للقوات، مشيرا إلى الدور المصرى الكبير فى ذلك وخاصة المبادرات التى طرحت للنقاش مؤخرا مع المسؤولين المصريين حول تطوير برامج قوات حفظ السلام.