وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إنه من المقرر أن تشهد زيارة الرئيس السيسى إلى ألمانيا، عقد جولة مباحثات ثنائية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الألمانى فرانك فالتر شتاينماير، وكذلك مع فولفجانج شويبله رئيس البرلمان البوندستاج ، بالإضافة إلى عدد من كبار المسئولين والسياسيين ورجال الأعمال الألمان، وذلك للتنسيق وتبادل وجهات النظر بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن مناقشة مجمل جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف الأصعدة امتدادا لما تشهده مسيرة التعاون مع المانيا من تطور نوعي خلال السنوات الأخيرة .

كما يشارك الرئيس السيسى فى أعمال القمة الثانية لمبادرة مجموعة العشرين للشراكة الاقتصادية مع أفريقيا والتي أطلقتها المستشارة ميركل عام 2017 خلال الرئاسة الألمانية لمجموعة العشرين الاقتصادية، وتعد هذه هي المشاركة الثانية للرئيس السيسي في هذه القمة حيث سبق وأن شارك في القمة الأولى التى استضافتها برلين في يونيو 2017 حيث تهدف القمة إلى تطوير اقتصادات الدول الأفريقية وجذب الاستثمارات إليها وإقامة مشروعات البنية التحتية فيها بما يساعد على إتاحة فرص العمل لأبنائها وتحسين أحوالهم المعيشية.


وكان السفير بدر عبد العاطى سفير مصر لدى ألمانيا، أكد أن زيارة الرئيس السيسي لألمانيا تكتسب أهمية سياسية كبيرة في ضوء أنها تأتى قبل شهرين من بدء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى والتى تتزامن أيضا مع بدء العضوية غير الدائمة لألمانيا فى مجلس الأمن، وهو ما يستدعي تعزيز التشاور وتبادل وجهات النظر والتنسيق بين البلدين حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وفِي مقدمتها القضايا التنموية الأفريقية، ودعم الدول الأفريقية في تنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، وخطة التنمية الأفريقية 2063، وذلك في ظل مكانة ودور كل طرف فى محيطه الإقليمى والدولي، حيث تعد مصر ركيزة الاستقرار في المنطقة، بينما تعد ألمانيا بمثابة قاطرة الاتحاد الأوروبي.

وأضاف عبدالعاطى أن الزيارة ستشهد أيضا فعالية اقتصادية مهمة حيث تنظم السفارة فى برلين بالتعاون والتنسيق مع وزارتى الاقتصاد والطاقة والتعاون الاقتصادي والإنمائي الألمانيتين لقاء المائدة المستديرة بحضور الرئيس السيسي وعدد من رؤساء الشركات الألمانية سواء التي لديها استثمارات في مصر أو ترغب في الدخول إلى السوق المصري، في مختلف القطاعات ومن بينها الكهرباء والطاقة والإلكترونيات والأجهزة المنزلية والسيارات وتكنولوجيا المعلومات والبناء والإنشاءات، وذلك بحضور وزيري الاقتصاد والطاقة الألماني بيتر التماير، والتعاون الاقتصادي والإنمائي الألماني جيرد مولر بالإضافة إلى رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية.


وتابع إن اللقاء يهدف إلى تبادل الرؤى بين الرئيس السيسي ورؤساء الشركات الألمانية بما يتيح نقل وتوطين التكنولوجيا الألمانية المتقدمة وزيادة التشغيل وفرص العمل في مصر، وتعريف الشركات الألمانية بالفرص الاستثمارية غير المحدودة بمختلف القطاعات في مصر.


وأشار إلى أن الرئيس السيسى سيبحث خلال زيارته زيادة تدفق السياحة الألمانية إلى مصر، حيث تشير الإحصائيات إلى أن ألمانيا تأتي حاليا في المرتبة الأولى فى قائمة السياحة الأجنبية الوافدة إلى مصر، وتعد مصر ضمن المقاصد السياحية الرئيسيّة والتقليدية للسياح الألمان، خاصة في منطقة البحر الأحمر وحققت السياحة الألمانية في مصر تعافيا كاملا، ومن المتوقع أن يصبح عام 2018 عام السياحة الألمانية إلى مصر.


ونوه بأن شركة ( TUI ) التي تعد أكبر شركة سياحية في ألمانيا والتي تمتلك 46 فندقا في مصر، قررت زيادة عدد رحلاتها إلى المقاصد السياحية المصرية بواقع ستة أضعاف مقارنة بالعام الماضي، وتخصيص 27 طائرة من أسطولها الجوي لهذه المقاصد، بالإضافة إلى بدء تسيير رحلات إلى الأقصر، وذلك في ضوء التطورات الإيجابية التي تشهدها مصر ارتباطا بترسيخ الأمن والاستقرار والتحسن القوي الذي يشهده الاقتصاد المصرى.


وأوضح أن الحكومة الألمانية تحرص على تشجيع شركاتها على الاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة بمصر، وخاصة من خلال تقديم ضمانات الاستثمار لمشروعات الشركات الألمانية في السوق المصرى، حيث تحتل مصر ترتيبا متقدما من بين أكبر 10 دول متلقية لضمانات الاستثمار التي تقدمها وزارة الاقتصاد والطاقة الألمانية، كما تولى الشركات الألمانية اهتماما كبيرا بفرص الأعمال والاستثمار المتاحة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، خاصة في قطاع الأدوية وصناعة السيارات وقطع غيار السيارات واللوجستيات والبنية التحتية ومشروعات الطاقة النظيفة والمتجددة.


وعلى صعيد العلاقات التجارية .. قال عبدالعاطي إن مصر تعد ثالث أكبر شريك تجاري لألمانيا بمنطقة الشرق الأوسط، حيث سجل حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2017 ما قيمته 5 مليارات و800 مليون يورو، وبالنسبة للعام الحالي شهدت العلاقات التجارية تحولا هيكليا لزيادة معدلات الصادرات المصرية وتقليص العجز في الميزان التجاري، حيث شهدت الفترة من يناير إلى يوليو 2018 نموا ملحوظا في الصادرات المصرية لألمانيا مع انخفاض في الواردات مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مما انعكس إيجابيا على الميزان التجاري بين البلدين.


وأفاد بأن قطاع الطاقة ولاسيما النظيفة والمتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، يحظى بأهمية خاصة في إطار التعاون بين البلدين بالنظر إلى خبرات ألمانيا الواسعة في هذا المجال والتطورات الإيجابية التي يشهدها هذا القطاع في مصر، حيث أعلن الرئيس السيسي عن برنامج طموح لتحويل مصر إلى مركز إقليمي وعالمي لتوليد ونقل وتداول الطاقة وخاصة لأوروبا وألمانيا، آخذا في الاعتبار الاكتشافات الواعدة مؤخرا في الغاز الطبيعي، ومحطات توليد الكهرباء العملاقة التى أقامتها مصر وحققت فائضا ملحوظا.
ومن المقرر أن تشهد الزيارة أيضا التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون بين مصر وألمانيا.