تحمل ذاكرة البشرية مئات بل آلاف الأحداث التاريخية الهامة التى وقعت على مر القرون الماضية، وذلك على مستوى جميع بلدان العالم، وفى كافة المجالات العلمية والأدبية والسياسية والاقتصادية، وليست الأحداث فقط ما تحفظه ذاكرة البشر، بل هناك مخزون كبير من أسماء الشخصيات العظيمة التى مرت على كراسى الحكم سواء فى الدول العربية أو الغربية، إلى جانب العلماء والأدباء اللذين خُلدت ذكراهم كتاباتهم واختراعاتهم التى كان لها تأثيرًا كبيرًا فى حياة مليارات البشر ممن عاشوا على سطح الأرض عبر قرون ممتدة.
واليوم الأحد الموافق 21 أكتوبر، أحد أيام العام التى تتمتع كغيرها بتنوع كبير فى الأحداث التاريخية الهامة، ليس فقط على مستوى الحدث، ولكن أيضًا فيما يتعلق بأسماء الشخصيات البارزة المرتبطة بتلك الوقائع، فجميع الأحداث البارزة المرتبطة بهذا اليوم، لم يكن أثرها أحادى الجانب بالنسبة للأشخاص الفاعلين والمؤثرين فيها، بل ارتبطت بمصائر أمم تبدلت أحوالها بوقوع تلك الأحداث، لذا يرصد "اليوم السابع"، أهم المعلومات المتوفرة عن أبرز أحداث اليوم.
توماس إديسون
توماس إديسون يعرض المصباح الكهربائى لأول مرة
البداية فى هذا اليوم، كانت مع اختراع هام فى حياتنا اليومية، ففى 21 أكتوبر من العام 1879، عرض توماس إديسون، المصباح الكهربائى لأول مرة فى عرض خاص، وذلك بعد عدة تجارب فاشلة أجراها المخترع الأمريكى إديسون وفريقه فى ذات العام، حتى توصلوا إلى ابتكار أول مصباح كهربائى عملى باستخدام الخيط القطنى واستمر المصباح فى الإضاءة لمدة 40 ساعة متواصلة، وبعد ذلك أجرى إديسون محاولات ناجحة لإطالة مدة إنارة المصباح.
ويرتبط بالمخترع الأمريكى توماس إديسون، العديد من الاختراعات الأخرى التى كان لها أثرا كبيرا فى حياة البشرية، ومنها تطوير جهاز الفونوغراف وآلة التصوير السينمائى ومسجل الاقتراع الآلى والبطارية الكهربائية للسيارة والطاقة الكهربائية، ويُعد إديسون رابع أكثر مخترع إنتاجًا فى التاريخ، حيث يمتلك 1093 براءات اختراع أمريكية تحمل اسمه، فضلاً عن العديد من براءات الاختراع فى وفرنسا وألمانيا.
-2111-1983-n.jpg "غواصة ألمانية")
غواصة ألمانية
ألمانيا توقف حرب الغواصات فى الحرب العالمية الأولى
وانتقالًا من الاختراعات المفيدة للبشر إلى الحروب المدمرة، أوقفت ألمانيا فى 21 أكتوبر من العام 1918، حرب الغواصات فى الحرب العالمية الأولى، والتى كان لها أثرا كبيرا غير مجرى التاريخ، إذ إن ألمانيا كانت سباقة فى هذا المجال، حيث تلقت البحرية الألمانية غواصتها الأولى من نوع "U-1" فى ديسمبر من سنة 1906، إلا أن هذه الغواصات شكلت رعبًا حقيقيًا للحلفاء فى الحرب العالمية الأولى.
ومع اشتعال شرارة الحرب فى عام 1914، كانت ألمانيا تمتلك 28 غواصة من هذا النوع، ليس هذا فقط، ولكنها أثناء الحرب قامت ألمانيا بتصنيع نسخ محسنة ومطورة من غواصاتها، وأنتجت خلال هذه الفترة غواصات تحمل أرقام من "U-1" إلى أكثر من "U-167"، وكان أحد أهم هذه الغواصات "U-9"، والتى استطاعت أن تدمر 3 طرادات بريطانية فى غضون دقائق قليلة فى معركة دارت فى بحر الشمال، كذلك تمكنت الغواصة الألمانية U-20 من إغراق سفينة النقل المدنى البريطانية Lusitania باستخدام طوربيدات، ما أسفر عن غرق 1995 راكبا بينهم 200 أمريكى.
وكان لهذا الحادث الذى أثار سخط الأمريكيين – آنذاك - وقلب الرأى العام الأمريكى ضد ألمانيا، من أهم أسباب دخول الولايات المتحدة فى الحرب، مما قلب الموازين وجعل الكفة تميل لصالح الحلفاء ليحققوا النصر فى النهاية بإعلان الجيش الألمانى انهزامه بكل فروعه، ومن ضمنه الغواصات الألمانية التى وصل العدد المصنع منها عند نهاية الحرب إلى 360 غواصة، والتى فقد منها 178 غواصة، فيما أعلنت الغواصات المتبقية استسلامها عند نهاية الحرب.
غواصة ألمانية تغرق سفينة بريطانية
ألمانيا تقود حرب الغواصات
الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون يقيل المتهم الرئيسى فى فضيحة "ووترجيت"
وفى مجال آخر قريب من سابقه، حيث عالم السياسة أيضًا وحكام الدول الكبرى، اتخذ الرئيس الأمريكى الأسبق ريتشارد نيكسون، فى ذات اليوم خلال العالم 1973، قرارًا بإقالة المتهم الرئيسى بفضيحة "ووترجيت" - أكبر فضيحة سياسية فى تاريخ أمريكا - من منصبه.
وبدأت القصة من عام 1968، الذى كان عامًا سيئًا على الرئيس ريتشارد نيكسون، حيث فاز بصعوبة شديدة على منافسه الديمقراطى همفرى، بنسبة 43.5% إلى 42%، مما جعل موقف الرئيس ريتشارد نيكسون أثناء معركة التجديد للرئاسة عام 1972 صعبًا، لذا قرر الرئيس نيكسون، التجسس على مكاتب الحزب الديمقراطى المنافس فى مبنى "ووترجيت"، وفى 17 يونيو 1972 ألقى القبض على 5 أشخاص فى واشنطن بمقر الحزب الديمقراطى وهم ينصبون أجهزة تسجيل مموهة.
وحينذاك كان البيت الأبيض قد سجل 64 مكالمة، فتفجرت أزمة سياسية هائلة وتوجهت أصابع الاتهام إلى الرئيس نيكسون، الذى استقال على أثر ذلك فى أغسطس عام 1974، وتمت محاكمته بسبب الفضيحة، وفى 8 سبتمبر 1974 أصدر الرئيس الأمريكى جيرالد فورد عفوًا بحق ريتشارد نيكسون بشأن الفضيحة، إلا أن "نيكسون"، قبل استقالته، قد اتخذ قرارًا فى 21 أكتوبر 1973، بإقالة المتهم الرئيسى فى الفضيحة، والذى سبقه إقالة اثنين من كبار مستشاريه لعلاقتهما بالقضية، وذلك فى 30 أبريل 1973.
الرئيس الأمريكى الأسبق ريتشارد نيكسون
هجوم إلكترونى ضخم يضرب خوادم شركة داين فى أمريكا
وأخيرًا، تبقى ذكرى "هجوم داين الإلكترونى"، عالقة فى الأذهان، وهو هجوم إلكترونى ضخم من قبل مجهولين من نوع (DDoS)، الذين نفذوه فى 21 أكتوبر 2016، على خوادم شركة داين، ما تسبب فى تعطيل العديد من المواقع والخدمات على الإنترنت، والذى على أثره أعلن البيت الأبيض بدء التحقيقات على الفور.
وهجوم داين الإلكترونى، كان عبارة عن عدة هجمات لحجب والحرمان من الخدمة، والتى استهدفت نظام أسماء النطاقات (DNS) الخاص بالشبكات التى تديرها شركة داين، مما جعل العديد من المواقع والخدمات الموجودة على الإنترنت غير متاحة لعدد كبير من سكان أوروبا وأمريكا الشمالية، وتوالت تلك الهجمات فى الفترة من الساعة السابعة صباحًا – فى 21 أكتوبر 2016 – وحتى فترة ما بعد الظهر من ذات اليوم، وحينذاك بدأت إدارة الأمن الوطنى الأمريكية التحقيق فى الهجمات، فيما لم تعلن أى مجموعة من المتسللين مسئوليتها عن هذا النجوم.
خريطة بالمناطق المتأثرة بالهجوم الإلكترونى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة