أكرم القصاص - علا الشافعي

فيديو وصور.. لهذه الأسباب قصف الحرس الثورى الإيرانى سوريا.. اضطراب الداخل أربكت حسابات الخارج.."ضربة محرم" نقلة نوعية لطبيعة تدخلات إيران بدمشق.. والتأكيد على عدم التخلى عن الترسانة الباليستية رغم عقوبات ترامب

الإثنين، 01 أكتوبر 2018 03:30 م
فيديو وصور.. لهذه الأسباب قصف الحرس الثورى الإيرانى سوريا.. اضطراب الداخل أربكت حسابات الخارج.."ضربة محرم" نقلة نوعية لطبيعة تدخلات إيران بدمشق.. والتأكيد على عدم التخلى عن الترسانة الباليستية رغم عقوبات ترامب المرشد الإيرانى وبشار الأسد والصواريخ البالستية
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اضطراب الداخل يربك حسابات الخارج، فبعدما وزعت طهران اتهاماتها على خصومها فى المنطقة بالتورط فى عملية استهداف عرض عسكرى بمدينة الأحواز جنوب غرب البلاد ودعم منفذيها، وبعدما اختلفت روايات الجهات الأمنية الإيرانية حول المتورطين بالحادث، خرج المرشد الأعلى الإيرانى آية الله على خامنئى برواية جديدة كانت بمثابة الضوء الأخضر منه بقصف سوريا مجددا انتقاما لقتلى الأحواز بعدما قال فى كلمة له 24 سبتمبر الماضى إن من يقف وراء الاعتداء هم الذين تنقذهم أمريكا كلما تورطوا فى سوريا والعراق، ورغم اصرار تنظيم داعش الإرهابى بتنفيذ العملية وتوعده لطهران بالمزيد من العمليات كانت المقاومة الأحوازية المناهضة للنظام هى الأخرى تؤكد أن العملية أحوازية بامتياز، وبين هذه الرواية أو تلك اختار الحرس الثورى أن يستعرض عضلاته فى سوريا بقصف مسلحين وإرهابيين داعش.

 صواريخ الحرس الثورى

صواريخ الحرس الثورى
 

فى كل مرة كانت تطال طهران هجمات مسلحة كتلك التى استهدفت العام الماضى البرلمان وضريح الخمينى يونيو 2017، كانت تستعرض عضلاتها فى سوريا، فقصف الحرس الثورى المؤسسة النافذة فى الحكم والسياسة الإيرانية للأراضى السورية لم يكن الأول، ففى ليلة الـ 18 من يونيو 2017 قصف الحرس لأول مرة مراكز تجمع مسلحين فى دير الزور السورية بـ 6 صواريخ باليستية من طراز "قيام" و"ذو الفقار" متوسطة المدى من قواعد صاروخية فى محافظتى كردستان وكرمانشاه غرب إيران أطلق عليها "عملية ليلة القدر". كما قصف الحرس الثورى كردستان العراق الشهر الماضى واستهدفت مقار الحزب الكردستانى الإيرانى ردا على هجوم له فى مريوان غربى إيران.

وبنفس العدد وطراز الصواريخ الإيرانية، أعلن الحرس الثورى استهداف مقر الإرهابيين التكفيريين فى سوريا (شرق الفرات) فجر اليوم الاثنين، بصواريخ باليستية المتوسطة المدى من طراز ذوالفقار وقيام، فى عملية أطلق عليها "ضربة محرم"، حيث أطلق 6 صواريخ بالیستیة 'أرض- أرض' أطلقت من محافظة كرمانشاه (غرب إيران) ومن مسافة 570 كيلومتر على ما أسماه مقر قادة جریمة الأحواز الإرهابیة فی شرق الفرات، ما أسفر عن مصرع عدد كبیر من الإرهابیین التكفیریین وفقا لبيان من الحرس الثورى.

طلاق الصواريخ من كرمانشاه

طلاق الصواريخ من كرمانشاه
 

ووفقا لتقرير نشرته وكالة أنباء فارس، فان الصواريخ المستخدمة كانت من طراز ذو الفقار يصل مداه إلى 750 كيلومتر مزود بالوقود الصلب، وبرأس حربى انشطارى، وصاروخ قيام (800 كيلومتر) فعمل بالوقود السائل، وهو من الأجيال الجديدة فى الترسانة البالستية الإيرانية، وكُتب على بعض الصواريخ عبارات الموت لأمريكا والموت لاسرائيل، وعقب الضربات الصاروخية بدقائق قامت 7 طائرات دون طيار بقصف مقرات الإرهابيين فى نفس المنطقة بالصواريخ، وقال البيان إن العملية دمرت قسما كبيرا من البنى التحتية ومنشات للجماعات الإرهابية ومخازن ذخيرتهم.

نقلة نوعية لطبيعة التدخل العسكرى الإيرانى فى سوريا

ويعد قصف سوريا من قبل الحرس الثورى، نقلة نوعية جديدة لطبيعة التدخل الإيرانى وحجمه فى سوريا والذى بدأ منذ 8 سنوات، للحفاظ على الحليف الإستراتيجى بشار الأسد، ويعد أيضا تطور لعملياتها داخل الأراضى السورية والتى بدأت بالاعتماد على إرسال مستشارين ومساعدات عسكرية، مرورا بتدريب وتسليح المليشيات الشيعية من العراقيين والأفغان والتى أبرزها لواء فاطميون الأفغانى الشيعى، وتدفق مقاتلى حزب الله اللبنانى، وكانت تبرر طهران تدخلها العسكرى بأنه للدفاع عن المراقد الدينية الشيعية، كأضرحة السيدة زينب فى دمشق، ووقوفها إلى جانب المستضعفين المادة المثيرة للجدل فى الدستور الإيرانى، والتى تخضع لأجندة توسيع النفوذ الإيرانى فى المنطقة.

نقل المعركة مع داعش إلى سوريا

كما أنه يمكن النظر إلى عملية "ضربة محرم" الإيرانية بأنها نقل للمعركة مع داعش من داخل أراضيها إلى سوريا، تلك المعركة التى اتخذت مسارا علنيا عقب هجمات طهران الدموية فى 7 يونيو 2017 وتكرارها فى الأحواز 22 سبتمبر الماضى، وتعد أيضا ضربة استباقية وجهتها طهران لتنظيم داعش الذى توعدها بمزيد من الهجمات.

التأكيد على عدم تخليها عن ترسانتها الباليستية

ومن خلال الضربة قامت طهران بضرب عصفورين بحجر، فيمكن أن تستغل طهران الضربة لاستعراض عضلاتها أمام خصومها فى المنطقة لاسيما الولايات المتحدة التى تتوعد لها بعصوبات مشددة جراء سلوكها وتدخلاتها فى العراق وسوريا ولبنان وضرب المصالح الأمريكية وتهديد حلفاءها وعلى رأسهم إسرائيل. والتأكيد على أن طهران لن تتخلى عن ترسانتها الصاروخية البايستية، التى ترغب واشنطن فى تقويض برنامج تطويرها من قبل الحرس الثورى.

 صواريخ ذو الفقار المستخدمة فى الضربة

صواريخ ذو الفقار المستخدمة فى الضربة
 

توسيع نفوذ طهران فى سوريا

 وسوف تستغل طهران الضربة لتثبيت وتوسيع نفوذها داخل الأراضى السورية بشكل أكبر داخل سوريا، بعدما بات الوجود الأمريكى فيها يهدد مصالحها، ونقل الجيش الأمريكى منظومة الراجمات الصاروخية المتعددة "HIMARS" العام الماضى للجنوب السورى للمرة الأولى، فى خطوة زادت من قلق طهران ودفعتها لتأمين ممر برى يربط إيران بلبنان عبر العراق وسوريا، يبدأ من مدينة "البعاج" العراقية على الحدود السورية، كما أن انعدام الثقة فى أبرز حلفاءها فى الميدان السورى وهو "روسيا"، حيث تخشى طهران من أن يدير لها الرئيس الروسى فيلادمير بوتين ظهره فى سوريا، ويتخلى عنها بتحالف مع خصمها اللدود دونالد ترامب.

 

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة