أكرم القصاص - علا الشافعي

قرأت لك.. الدولة المستوردة.. لماذا يصاب المثقفون بالتناقض؟

السبت، 06 يناير 2018 07:00 ص
قرأت لك.. الدولة المستوردة.. لماذا يصاب المثقفون بالتناقض؟ غلاف كتاب الدولة المستوردة
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى كتاب "الدولة المستوردة.. تغريب النظام السياسى" لـ برتران بادى، والذى صدرت ترجمته عن مدارات للأبحاث والنشر، محاولة للإجابة عن عدد من الأسئلة منها، لماذا لم تتخلص الدول الفقيرة من بقايا الاستعمار، ولماذا تستفيد من طرقها فى الحكم، ولماذا يعانى المثقفون فى هذه المناطق من التنافض؟
 
يقول الكتاب: "إن تصفية الاستعمار، التى كان من المفترض أن تمنح مجتمعات العالم الثالث وسيلة للعثور على تنظيم يتطابق مع تقاليدها، لم تفعل ذلك"
 
الدولة ال
 
وأضأف الكاتب أنه "بالتوازى مع استخدام خطاب يتبنى القطيعة مع الغرب، يقوم زعماء الجنوب باستيراد القانون ونموذج التنمية، والنظام الديمقراطى التمثيلى الغربى، حتى إن كانوا يكيفونه مع أنظمتهم، إن هؤلاء القادة والمحيطين بهم ومثقفيهم يفكرون ويتحركون وينشأون وفقا للنماذج الغربية، لكن وربما باستثناء حالة اليابان يخفق هذا التغريب لاستحالة استنباته فى عالم الجنوب، ويعكس هذا الإخفاق التطورات التى عرفها العالم المعاصر منذ عام 1945 فيسلط الضوء على تاريخ الهند والعالم العربى وأفريقيا وأمريكا اللاتينية والصين بل وحتى على الشكوك التى تواجهها النهضة اليابانية اليوم. وعلى عكس توقعات النخب، كان التغريب الفاشل سببا فى العديد من الأزمات المجتمعية وعاملا للفوضى فى العلاقات الدولية".
 
وتابع الكتاب: "إن عالما يعانى من عدم التجانس، وعاجز على توحيد قواعد اللعبة والاعتراف بالاختلافات، يشكل دون شك أكبر التهديدات التى تواجه الإنسانية".
Capture
 وتحت عنوان "المثقفون المستوردون" جاء قى الكتاب: "يرتبط دور المثقف فى عملية التغريب بمفارقة: فبالرغم من هويته التى تستند على أساس انتمائه إلى ثقافة يعتبر مؤتمنا عليها، إلا أنه ينتصب كمستورد لنسق من الفكر والفعل قادم من مكان آخر. ومن ذلك تظهر مسيرة المثقف فى العالم الإسلامى بأنه يمكن تفسير هذا التناقض بسهولة".
 
وأضاف المؤلف تفسير ذلك بقوله: "إذ طالما أن المثقف يخلق حيزه الخاص، سرعان ما يجد نفسه فى تعارض مزدوج مع السلطة الرسمية من ناحية، ومع أشكال الاحتجاج على هذه السلطة الصادرة من قطاعات المجتمع التقليدية من الناحية الأخرى. ولأنه يتطلع إلى التزود بموارد مستقلة للنفوذ وإلى شغل مكانة خاصة فى المجتمع، فإنه يصدم بسلطوية العاهل مثلما بالعمل القائم بمجرد استنساخ معرفة دينية غير خاضعة إطلاقا لصنعة المثقف. وتعتبر علاقة المجابهة بين سلطة أبوية جديدة وبين مأثور سلفى عقبة رهيبة أمام احتراف المثقف. إذ لا يمكنه الإفلات من هذه المجابهة إلا بالاستعارة بطريقة ضخمة إلى حد ما من تصورات الفكر الأجنبية، مما يسبب فى تعرضه لأخطار أخرى ولإخفاقات جديدة.
 
2
3
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة