مع اقتراب سقوط النظام القطرى، جراء ممارساته العبثية وتمويل الإرهاب بمليارات الدولارات على مدار السنوات الماضية، بدأ أمير قطر تميم بن حمد ـ الراعى الرسمى للإرهاب فى المنطقة ـ يسلك خطوات جديدة ضمن مساعى الدوحة اليائسة لإنقاذ النظام من السقوط، والاستقواء بالولايات المتحدة الأمريكية، عن طريق تقديم كافة الإغراءات لواشنطن، وابتزازها بالأموال، حيث عرض على الولايات المتحدة ضخ 100 مليار دولار فى الاقتصاد الأمريكى شريطة شريطة تدخل واشنطن لإنهاء الأزمة مع الرباعى العربى التى اجتازت شهرها السابع ورفع المبلغ حال نجاحها.
الصفقة المشبوهة التى تجرى خلف كواليس زيارة عددا من المسئولين القطريين إلى واشنطن وإقامة الحوار الاستراتيجى الأمريكى القطرى، فضحتها مراسلة الجزيرة القطرية لنسختها الإنجليزية، "باتي كولهين" التى قالت فى تقريرها المباشر من واشنطن، "إن القطريين وعدوا باستثمار 100 مليار دولار فى الاقتصاد الأمريكى"، وأكدت على أن النظام القطرى وعد الأمريكيين برفع الرقم فى حال ما اسمته "رفع الحصار عن قطر". أى إنهاء الأزمة الخليجية بين قطر وجيرانها.
الإغراءات القطرية لم تتوقف عند هذا الحد، بل عملت قطر خلال الأسبوع الجارى على تكوين لوبى (جماعة ضغط) لها داخل الولايات المتحدة، وقالت مصادر قطرية معارضة، إن الدوحة كثفت من زيارات مسئوليها الأسبوع الأخير من شهر يناير الجارى، من أجل إجراء مباحثات مع الدوائر المقربة من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والدوائر الأمنية لوكالة الاستخبارات الأمريكية “CIA” .
واعتبر مراقبون، أن الخسائر التى تكبدتها قطر على مدار الأشهر الماضية والنزيف الاقتصادى الحاد جراء سياسات دعم الإرهاب، دفعها للجوء إلى الولايات المتحدة لإنقاذ الإمارة من السقوط، حيث كشفت وكالة "موديز" العالمية لخدمات المستثمرين، مؤخرا، إن ثقة المستثمرين الأجانب بالاقتصاد القطرى تتراجع يوما بعد الآخر، مع استمرار مقاطعة الدول العربية للدوحة، مشيرة إلى أن القروض البنكية تعد واحدة من أبرز الأصول المالية للبنوك، والتى تأثرت نتيجة تأخر سداد جزء من أقساط قروض العملاء فى قطر، نتيجة لتبعات تأثيرات المقاطعة على الاقتصاد والمالية العامة للدوحة.
ومع ارتفاع حدة الاستياء داخل الإمارة من أسرة آل ثانى، واشتعال غضب القطريين من النظام القطرى، أجبر أمير قطر على إرسال وفود قطرية رفيعة المستوى إلى وشنطن تضم وزير خارجيته محمد بن عبد الرحمن آل ثانى ووزير الدفاع خالد بن محمد العطية لإجراء ما أسماه حوار استراتيجى فى واشنطن لعرض ما أسمتها المصادر القطرية "صفقة الـ100 مليار دولار" على ترامب، تحت ستار إجراء هذا الحوار.
وفى إطار تقديم الصفقة القطرية، استضافت غرفة التجارة الأمريكية مساء أمس الثلاثاء، كبار المسئولين القطريين والأمريكيين الذين عمدوا على تقديم إغراءات كبرى للولايات المتحدة نظير ممارسة ضغوط على بلدان الرباعى العربى (مصر والسعودية والامارات والبحرين) لتتغاضى عن مطالبها الـ 13 التى تشترط استئناف الحوار مع قطر حال نفذت المطالب.
وأشارت المصادر القطرية، إلى أن الصفقة إحدى الخطوات التى قامت بها قطر لتجميل وجهها أمام العالم وغسل أيديها الملوثة بدماء الأبرياء الذين راحوا ضحايا الجماعات الإرهابية التى تمولها الدوحة، مؤكدة أن الدوحة تعمل على إيجاد "لوبى" وشبكات مصالح قطرية وتقديم رشاوى للمسئولين الأمريكيين من أجل تجميل وجه الإمارة، وفى مقدمة هؤلاء السفيرة الأمريكية " آن باترسون" التى تتولى منصب رئيس مجلس الأعمال الأمريكى القطرى، وقالت المصادر إن السفيرة الأمريكية حضرت حفل أقيم مساء أمس الثلاثاء، حضره العديد من الشخصيات والمسئولين القطريين والأمريكيين، فى مقدمتهم وزير الخارجية القطرى وأحمد بن جاسم بن محمد آل ثانى وزير الاقتصاد والتجارة، ومحمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة. وحضره أيضا ريكس تيليرسون وزير الخارجية الأمريكى.
وبحسب تقارير خليجية تواصل الإمارة التعنت فى قبول المطالب الـ13 للرباعى العربى، وكثف المسئولون بقطر من زيارتهم إلى الولايات المتحدة بأمر من تميم، لتقديم عروض سخية ورشاوى وإغراءات للمسئولين الأمريكيين لتجميل وجه الإمارة، كى تمارس الضغوط على الرباعى العربى لإثناءها عن مواقفها من قطر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة