بعد مرور عام على وصول دونالد ترامب للبيت الأبيض، يبدو أن علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بالمكسيك قد تدهورت بشكل ملحوظ، فوفقا لدراسة أجراها مركز "وودرو ويلسون" فإن نسبة المكسيكيين الذين لا يثقون فى واشنطن زادت من 31% فى 2016 إلى 84% فى 2017.
وأشارت صحيفة "أونيبسيون" المكسيكية، فى تقرير نشرته اليوم الخميس، إلى أنه فى 2016 كان 66% من المكسيكيين لديهم وجهة نظر إيجابية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، و49% تجاه رئيسها، أما فى 2017 فقد انخفض الرقم إلى 30% للبلد، ولم تتجاوز النظرة الإيجابية للرئيس 5%.
وأوضحت الصحيفة فى تقريرها، أنه ما زال من الصعب معرفة ما إذا كان هذا التغيير فى النظرة المكسيكية للولايات المتحدة الأمريكية بسبب ملف الجدار الفاصل، أم أزمة المهاجرين، أم اتفاقية نافتا التجارية، ولكن فى كل الحالات فإن "ترامب" استطاع تدمير علاقة التعاون والثقة التى استغرقت عقودا لبناء بين المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية، وتحولت على أيدى ترامب إلى عداوة.
وترى الصحيفة، أن الاستغناء عن تحالف مع بلد يشترك فى 3000 كيلو متر من الحدود، يعد بلا شك أكبر خطأ تاريخى ارتكبه "ترامب"، إذ إنه منذ توليه الرئاسة فى العام الماضى يصرخ ويكتب تغريدات وهمية، ويهدد ويهين الجميع، حتى قال مؤخرا إن المكسيك أكثر البلدان انعداما للأمن فى العالم، كما وعد ببناء جدار على الحدود معها، ومراجعة اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية "نافتا"، ولذلك فإنه يبنى علاقة يشوبها التوتر وانعدام الثقة.
وأضافت الصحيفة، أن عمليات الترحيل التى نفذتها إدارة "ترامب" بحق مكسيكيين فى الواقع أقل من تلك التى نفذتها إدارة باراك أوباما، ورغم تصريحات "ترامب" المستمرة حول المكسيك إلا أن الاستثمار الأمريكى يصلها حتى الآن بشكل طبيعى، وما زالت اتفاقية "نافتا" مستمرة، وما تغير فقط هو لهجة العلاقة بينهما، فلم تعد الحكومة الأمريكية تنظر للمكسيك كحليف يمكن للمرء التعاون معه، ولذلك فإن الحكومة المكسيكية اضطرت لإعادة التفكير فى أنماط التفاعل مع جارتها.
