حالات هروب متكررة لبعض الأطفال من أسرهم، كأن بيوتهم ضاقت عليهم فلم تعد تستوعب براءتهم ولا يجدون فى آباءهم أو حضن يحتويهم، فيبحثون عن قلوب أخرى خارج جداران المنزل ويخططون للهروب منه وكأنه سجن شيدت أسواره من الشوك والقسوة والعنف.
هروب الاطفال من بيوتهم
يوم بعد الآخر تجد طفلا يفترش الشارع وآخر يسافر فى القطار من محافظة لأخرى لا يهتم ببعد المسافة فالوضع بالنسبة له لا يختلف سواء كان فى محافظته أو فى مكان غريب عليه، فالغربة تفاصيلها واحدة عنده لأنها سكنت معه فى بيت أهله.
العنف الأسرى
القسوة والضرب المستمر من قبل الأم دفع ابنتها للهروب مئات الكيلو مترات، فخرجت من الجيزة لتركب قطار الصعيد لتجد نفسها فى المنيا، الفتاة التى تبلغ من العمر 13 سنة هربت ليس من البيت فقط بل من جحيم الأم بعد وفاة الاب، قصدت فى البداية منزل جدها ومنه للقطار.
حيث تلقى قسم شرطة محطة سكك حديد المنيا، إخطاراً من الخدمات الأمنية المعينة لتأمين قطار "الإسكندرية ـ أسوان"، بتواجد إحدى الفتيات داخل القطار دون مرافق لها، ولم تحدد محطة نزولها، وبالفحص، تبين أن الفتاة تدعى "ش.ع"، وانه تم تحرير محضر بغيابها محضر إدارى قسم شرطة الجيزة بمعرفة جدها.
الطفل حسن
دموع وآلام الطفل "حسن زهير الشعراوى" 10 سنوات، لم تختلف كثيرا عن آلام هذه الطفلة، فهو لف الكثير من محافظات مصر بالقطار أيضا، وكأن الرحيل هو المرادف للهروب لدى الكثير من الأطفال، يختارون أبعد المسافات التى تفصلهم عن عذاب أسرتهم لهم.
الطفل حسن هرب من الصعيد إلى الزقازيق بسبب اصرار ابوه على التسول فى الشارع، لسان حال الطفل "أنا مش عايز أرجع لأبويا تانى، هيرجعنى أشحت فى الشارع، واللى بيشحت من الناس بيجى يوم القيامة يقابل ربنا تكون ايده سودة".
الاستقرار الاسرى
ومن جانبه يقول الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى إن غالبية الأطفال الذين يهربون من أهلهم يكونون من الطبقات الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة، مؤكدا على أن ليس جميع هؤلاء الأطفال ضحايا الأسرة بل بعضهم يهرب نظرا لوجود ميول انحرافية شديدة لديه والتى قد ترجع لأسباب وراثية.
الاهمال وغياب الاب
ويضيف الدكتور جمال فرويز أن غياب الأب سواء بالوفاة أو السفر لدولة أخرى، و التربية الخطأ وأصدقاء السوء، وسلبية الأم التى تترك أولادها يفعلون ما يشاؤون دون رقابة او توجيه يدفع الطفل للهروب من المنزل.
هروب الاطفال
ويؤكد الدكتور فرويز، أن هناك أطفالا الطموح لديهم كبير وحب الاكتشاف أكبر، ففى أحد الحالات قام طفل يبلغ من العمر 14 سنة بالهروب من اسرته بأسوان وجاء للقاهرة وتعرف على مجموعة من الاطفال والشباب، وأقام معهم علاقات جنسية بالرغم من أن أخيه متعلم تعليم فوق المتوسط ووالدته موظفة تجرى على لقمة العيش، لكن هذا الطفل لا يحب المدرسة ويريد ان يعيش فى القاهرة فأصبح يركب القطار ويكرر الهروب من اسوان للعاصمة ليقوم بما يرد من سلوكيات انحرافية .
احتوى طفلك
وينصح استشارى الطب النفسى الآباء والأسرة المصرية بان تحتوى أطفالها، فحتى إذا كانت الظروف الاقتصادية للاسرة سيئة فهذا لا يمنع وجود الحب واحتواء الاب والأم لأبنائهم، قائلا "لو مفيش فلوس على الأقل يكون فى تربية"، نشرح لأطفالنا الصح ، ونستمع لمشاكلهم واحتياجاتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة