البائعون أداة التنبيه الوحيدة لإنقاذ المواطنين من خطر مزلقان السيل بأسوان

مزلقان "السيل" بأسوان أنت على موعد مع الموت.. البائعين أداة التنبيه الوحيدة لإنقاذ المواطنين.. أحد الأهالى: المزلقان عمره 20 سنة وعمرنا مشوفنا مسئول.. وفكهانى: بنرمى بطاطس وبصل على الناس عشان نحذرهم من القطر..أحد المواطنين: كلنا فاسدون ومهما عملوا كوبرى الناس هتعدى السكة.

فى أحدث إحصائيات صادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء حول حوادث القطارات وأعداد المصابين والقتلى، أسفرت المؤشرات أن هناك 1249 حادثة قطار نتج عنها 164 مصابا و62 متوفيا فى العام الماضى، ورغم تشابه هذه الحوادث إلا أنها تتكرر بصفة مستمرة وذلك فى ظل غياب خطة محددة لتجنب جوانب الاهمال التى تؤدى إلى زيادة أعداد المصابين والقتلى  سنويا.

مزلقان "السيل" كثيرا من الانتباه ضمانتك لتنجو من عجلات القطار.

تعتبر "مزلقانات السكة الحديد" هى أهم العوامل وراء العديد من وقوع حوادث القطارات خلال الفترة الأخيرة، حتى بات البعض يلقبونها بـ"مزلقانات الموت"، وفى محافظة أسوان وتحديدا بأشهر المناطق التجارية فى المحافظة وهى منطقة "السيل"، عليك توخى الحذر جيدا فأنت على موعد مع الموت، فكثيرا من الانتباه والاستيقاظ  هى ضمانتك حتى تنجو من عجلات القطارات.

"لولا وجودنا كانت الناس هتموت كل يوم"، بهذه الجملة بدأ "محمود" صاحب متجر للخضراوات، حديثه لـ"اليوم السابع"، ليروى لنا قصة مزلقان "السيل" الذى يبلغ عمره قرابة 20 عاما بحسب قوله، قائلا: المزلقان هنا بقاله سنين بالشكل ده وكل مرة يجى مسئولين يقوله هنعمل كوبرى مشاه وفى الآخر مفيش حاجة بتحصل، كل فترة تحصل حادثة حد يموت تحت القطر، واللى بينجى من تحت العجلات انكتب له عمره جديد".

وأوضح محمود قائلا: عمرنا ماشوفنا حد بينظم المزلقان، ولما القطر بيجى الناس بتقف لحد مايعدى بعد كده تمشى عادى من غير أى علامات تنبيه أو إشارات، لازم حد يكون مسئول عن المكان عشان ننقذ الأرواح اللى بتموت كل شوية".

أصوات البائعين وسيلة التنبيه لإنقاذ المواطنين من الحوادث

وما يزيد من خطورة هذا "المزلقان" بالتحديد، تواجده  وسط سوق تجارى هام مقصد للمواطنين فى كافة أنحاء المحافظة نظرا لانخفاض أسعاره مقارنة ببقية الأسواق التى تتميز بأسعارها السياحية، مما يجعل المترددين على هذه المنطقة مئات من المواطنين يوميا.

ومن جانبه أشار "محمد على"، عامل بمتجر فاكهة أمام المزلقان قائلا: البائعين أداة التنبيه الوحيدة للمواطنين خلال عبور السكة الحديد، فلا نملك سوى أصواتنا لتحذيرهم من قدوم القطار حتى لا تقع الكارثة لكن أحيانا لم نتمكن من إنقاذهم، نظرا لقدوم بعض القطارات بسرعة فائقة فتصبح تحذيراتنا بدون فائدة".

وأوضح "محمد" عن وسيلة بعض البائعين لإنقاذ إحد المواطنين قبل أن تلتهمه عجلات القطار، قائلا: كان محامى رايح شغله وهو بيعدى القطر كان على بعد مترات منه، وقعدنا نزعق فيه ونقوله اوعى القطر حاسب، بس هو مسمعش ولما فشلنا بقينا بنرمى عليه البطاطس والبصل عشان نلفت انتباه، بس نصيبه وعمره كده لمينا جثته من تحت القطر أشلاء".

أحد اهالى المنطقة: المواطنين هدموا جدران المزلقان للمرور من خلالها

بينما يرى الحاج "يوسف" يعمل مدير بإحدى مراكز الشباب، أن الأزمة الحقيقة تكمن فى المواطنين وأسلوب حياتهم وليس المسئولين فقط، فالإهمال يقع من الجانبين، حيث كشف أن المواطنين لم يكتفوا بالمداخل المخصصة للمزلقان بل تم تكسير أجزاء من جدرانه لإقامة مداخل ومخارج جديدة غير قانونية، بهدف تسهيل العبور بطريقة مختصرة.

وأكد الحاج يوسف قائلا: حتى لو الحكومة عملت كوبرى مشاة أو مزلقان الكترونى برضو الناس هتخترق الصح وهتستسهل وتعمل الغلط عشان إحنا عشوائيين، لافتا: كلنا فاسون وإحنا لينا نصيب فى الضرر اللى بيحصلنا بلاش نخلى الحكومة الشماعة بتاعتنا".

أحد الأهالى: الحكومة بتيجى تحرر محاضر تعديات للمحلات وتمشى

واختلف معه الحاج "ناصر"، أحد سكان المنطقة قائلا: عمرى ماشوفت مسئول جه هنا ولما بنشوف شرطة بتكون عشان تحرر محاضر تعديات لأصحاب المحلات وبس، انما عشان حد يلتفت ويخصص كوبرى للناس تعدى عليه بدل ما لأطفال تموت محدش بيفكر غير فى مصلحته ومفيش مسئول بيعبرنا واللى يموت يموت".

وعن الحالات التى تمكن أصحاب المحلات التجارية المحيطة بموقع "المزلقان"، من إنقاذههم، يروى "على"، عامل بمحل خضراوات، قائلا: إحنا انقذنا ست منقبة وعيالها التلاته من تحت عجلات القطر بأعجوبة، كنا فى وقت العصر والقطر بتاع الغلابة جه وبعد ما وقف بالمزلقان عشان الركاب تنزل، الست كانت بتعدى زى ما الناس كلها بتعدى وفجأة القطر اتحرك ولولا اننا خدناها بسرعة كان زمانها قابلت رب كريم".

6 رحلات تمر على مدار 24 ساعة عبر المزلقان.. وقطارات الغلابة أقل خطرا

وعن أعداد القطارات التى تمر على هذا المزلقان بصفة يومية، تبين أنه القطارات القادمة والمتجهة إلى القاهرة نحو 6 رحلات، الأخطر منهم قطار "الأسبانى" نظرا لأنه يمر بسرعة فائقة دون توقف، وتنخفض درجة الخطورة عند مرور قطار "الغلابة".

نائب: قدمنا طلبات بإنشاء كوبرى مشاة بالمنطقة ومازال حيز الدراسة

ومن جانبه أشار النائب صلاح عفيفى، عضو مجلس النواب عن محافظة أسوان، أنه سبق وأن تقدم بطلب إلى وزارة النقل لإنشاء عدد 3 كبارى للمشاة بمنطقة الجزيرة والسيل والطب البيطرى، وبالفعل تم الموافقة على بدء إنشاء كوبرى مشاه بمنطقة الجزيرة إلا أنه مازال حيز التنفيذ، وفيما يتعلق بكوبرى السيل مازال حيز الدراسة من الناحية الأمنية نظرا لتواجده بالقرب من مؤسسات حيوية.

وأشار "عفيفى"لـ"اليوم السابع": أن الجهة الشرقية من المحافظة تعانى من إهمال شديد فيما يتعلق  بكفاءة الطرق والمزلقانات المنتشرة على السكك الحديدية بهذه المنطقة، لافتا أن الخطورة تكمن فى انتشار المدارس بالقرب من تلك المزلقانات مما يعرض فئات عمرية صغيرة للخطر خاصة مع بدء العام الدراسى الجديد.