أكرم القصاص - علا الشافعي

من فات قديمه تاه.. ملامح اختفت من البيوت المصرية بسبب الديكور المودرن.. النملية أطاحت بها الثلاجة وخلدتها أغانى الأطفال.. الصابون المبشور والزهرة راحت عليها بزمن الأوتوماتيك.. والكنبة البلدى غابت مع السحارة

الأحد، 10 سبتمبر 2017 06:00 م
من فات قديمه تاه.. ملامح اختفت من البيوت المصرية بسبب الديكور المودرن.. النملية أطاحت بها الثلاجة وخلدتها أغانى الأطفال.. الصابون المبشور والزهرة راحت عليها بزمن الأوتوماتيك.. والكنبة البلدى غابت مع السحارة ملامح اختفت من البيوت المصرية
كتبت ـــ سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مدار سنوات طويلة كان للبيت المصرى تفاصيله الخاصة التى كان لكل منها أهميتها الخاصة واستخدامها العملى والذكى، وكانت غالبية البيوت المصرية تقريبًا تتشابه فى مكوناتها ولا تخلو من بعض الملامح الأساسية التى اختفت تقريبًا الآن مع ظهور أجهزة كهربائية متطورة أو ميل البيوت المصرية للطابع الغربى أو "المودرن" فى الديكور. بعض هذه الملامح ربما لا يعرفها أبناء هذا الجيل وبعضها ربما يعاود الظهور فى الفترة القادمة فى شكل عصرى أكثر. 
 

"النملية" قطعة أثاث معجونة بالذكريات أطاحت بها الثلاجة 

كقطعة أثاث ضرورية فى كل بيت مصرى قديمًا حضرت "النملية" فى العديد من أغنيات الأطفال لتخلد هذه القطعة المعجونة بالذكريات حتى بعد أن أطاحت الثلاجات الحديثة بعرشها.
 
والنملية هى خزانة خشبية تستخدم لتخزين الطعام المطبوخ والمؤن الشهرية من مكرونة وأرز وسمن وسكر وأجبان، وكانت تصنع بحيث تكون محكمة الغلق حتى لا تتمكن الحشرات من التسلل إليها وإتلاف الطعام، ومن هنا اكتسبت اسمها "النملية" فى إشارة إلى أنها محكمة الغلق للدرجة التى تجعل حتى النملة عاجزة عن دخولها.
النملية
النملية
وارتبطت النملية فى أذهان الكثيرين بكونها مصدر الطعام الشهى الذى تحضره الأمهات، وكل الذكريات المرتبطة بتحضير الطعام الذى يبدأ بإخراج مكوناته من النملية، وينتهى إليها فى شكل طبق شهى تخزنه الأمهات جاهزًا داخلها لحين موعد تناوله.
 
ولكن مع مرور الوقت وتغير الطقس وتطور الحياة لم تعد النملية كافية لحفظ الطعام من الحموضة والتلف، وأصبحت الثلاجات تحل محل النملية فى البيوت المصرية، إلا أنها لم تحل محلها أبدًا فى أغنيات الأطفال.
 

الصابون المبشور والزهرة والبوتاس منظفات اختفت فى عصر الغسالات الأوتوماتيك 

فى عصر ما قبل الغسالات الأوتوماتيك كان غسيل الملابس يحتاج يومًا كاملاً مخصصًا للغسيل، له العديد من الملامح فى البيت يمكنك تبينها منذ دخولك البيت للحظة الأولى، حيث يعبقه مزيجًا من روائح الماء المغلى والصابون ورائحة الزهرة والبوتاس، مزيج المنظفات المتعددة التى تستخدمها الأمهات المصرية لنظافة مثالية لغسيلها يمكنها التباهى بها أمام الشارع كله.
 
وكانت عملية الغسيل تتم يدويًا بشكل كامل أو مناصفة بين الغسيل اليدوى والغسالة العادية، فيما يتوفر نوع واحد من الصابون لتنظيف الملابس هو الصابونة على شكل مكعب أصفر معروفة باسم "صابونة الغسيل"، فكانت الأمهات تلجأ إلى استخدام المبشرة لتحويل كتلة الصابون الكبيرة إلى صابون مبشور يمكن استخدامه بسهولة فى تنظيف الملابس ووضعه حتى فى الغسالات.
 
وإلى جانب الصابون المبشور كانت النساء تستخدم البوتاس لتبييض الملابس وتخليصها من البقع، لا سيما الملابس الداخلية الرجالية التى تنظفها بالبوتاس وأحيانًا تضعها فى الماء المغلى على النار، ثم تأتى مرحلة "الزهرة" التى تضع البصمة الزاهية المشرقة على الملابس، كل هذه المنظفات اختفت تقريبًا مع ظهور الغسالات الأوتوماتيك والغسالات نصف الأوتوماتيك والتى تحتاج منظفات خاصة، فيما أصبحت تتوفر منظفات أخرى بديلة لها ولكن بأشكال سائلة مثل معطر الملابس والكلور ومنعم الأنسجة.
 

الطشت والبستلة والمرحاض البلدى ملامح اختفت من الحمام المصرى

يعد الحمام من أبرز أجزاء البيت المصرى التى شهدت تغيرًا كبيرًا على مدار السنوات الماضية، واختفت الكثير من محتوياته لتحل محلها مكونات أخرى، فقد اختفى "طشت الغسيل" و"بستلة الماية" القطعتان اللتان تستخدمان بشكل مشترك بين الغسيل والاستحمام وبين المطبخ، لتحل محلهما قطع أخرى، فلم تعد هناك حاجة لطشت الغسيل فى وجود الغسالات الأوتوماتيك التى تقوم بعملية الغسيل بشكل كامل دون حاجة لنقل الغسيل إلى هذا الإناء الواسع لشطفه بالماء وتخليصه من المنظفات بشكل كامل، ولم يعد يستخدم فى الاستحمام فى وجود البانيو، وكذلك لم تعد هناك حاجة لاستخدامه فى المطبخ بعد أن كفت الأسر عن خبز العيش منزليًا.
لوحة لأم تحمم طفلها في طشت وإلى جوارها بستلة الماء
لوحة لأم تحمى طفلها في طشت وإلى جوارها بستلة الماء
ولم تعد هناك حاجة إلى "بستلة الماية" لتخزين الماء تحسبًا لأوقات انقطاع المياة حيث أصبحت الأسر تفضل تخزين الماء فى البانيو أو فى حاويات بلاستيكية، ولم تعد تستخدم فى الغسيل لأن الغسالات مزودة بنظامها الخاص لتزويدها بالماء.
 
اختفى أيضًا المرحاض البلدى من الحمامات المصرية على الرغم من الدراسات التى تؤكد أنه صحى أكثر، وجلستنا عليه تجعلنا نفرغ ما فى أمعائنا بشكل كامل على عكس "المرحاض الأفرنجى"، ولكن نظرًا لأن الأخير مريح أكثر فى الاستخدام وأصبح شائعًا أكثر فى البيوت اختفى "البلدى" ولم يعد مواكبًا للموضة.
 

"السحارة" مغارة على بابا فى "الكنبة البلدى" 

من بين قطع الأثاث التى اختفت من البيوت المصرية أيضًا "الكنبة البلدى" الخشبية واختفت معها "السحارة" التى كانت من أشهر أماكن التخزين فى البيوت المصرية قديمًا، وربما تشير "الكنبة البلدى" إلى أن المصريين من رواد عالم "الأثاث الذكى" متعدد الاستخدامات حيث كانت تستخدم كأريكة عادية للجلوس عليها وتستخدم فى الوقت نفسه كمساحة للتخزين سواء تخزين الملابس الخاصة بالموسم الأخر أو تخزين المؤن الشهرية كالسمن والسكر أو تخزين الأدوات التى تستخدم من وقت لآخر فى إصلاحات المنزل، أو حتى تخزين النقود والمقتنيات الثمينة الخاصة بالأسرة.
السحارة
السحارة

العتبة والقيشانى الأبيض ملامح تراجعت فى زمن السيراميك والرخام

قبل انتشار استخدام السيراميك والرخام والبورسلين فى أرضيات البيوت المصرية وعلى جدرانها أحيانًا كانت غالبية الأرضيات إما من الخرسانة المطلية بطبقة ملونة ناعمة أو البلاط، أما جدران المطبخ والحمام فغالبًا ما كانت تغطى بالقيشانى، وهو عبارة عن خزف مغطى بقشرة بيضاء رقيقة فوقها طلاء شفاف أو طبقة منقوشة وفوقها الطلاء الشفاف لمنحه اللمعان.
قيشانى أبيض
قيشانى أبيض
ونظرًا لأن طريقة تنظيف هذا النوع من الأرضيات كانت تسمح باستخدام الكثير من الماء فكانت غالبية البيوت تميل إلى عمل العتبات أمام الأبواب لمنع تسرب الماء من غرفة لأخرى وأيضًا لإحكام غلق الغرف بحيث لا تتسلل الحشرات ولا حتى الهواء من أسفل عتبة الباب.
 
وكانت العتبة تستخدم أيضًا بشكل أساسى عند الحمام لمنع تسرب الماء من داخله إلى باقى الشقة، خاصة أثناء الاستحمام قبل ظهور البانيو. 
 
وفى الوقت الجارى اختفت هذه التفصيلة من غالبية البيوت المصرية ليحل محل القيشانى الأبيض والبلاط السيراميك أو البورسلين أو حتى الرخام وفى بعض الأحيان الباركيه أو الأرضيات الخشبية. 
 
وعاد القيشانى للظهور من جديد فى السنوات الأخيرة ولكن بشكل مختلف حيث أصبح ملونًا أو منقوشًا ومن النادر أن تجد القيشانى الأبيض القديم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة