العقوبات الاقتصادية والغاء الاتفاق النوورى الإيرانى مع الغرب أكبر التحديات أمام روحانى فى ولايته الثانية.. الرئيس يخشى فرض ترامب عقوبات جديدة بعد 4 حزم أقرها الكونجرس.. وإلغاء الاتفاق النووى يعيد حصار إيران

الجمعة، 04 أغسطس 2017 09:30 م
العقوبات الاقتصادية والغاء الاتفاق النوورى الإيرانى مع الغرب أكبر التحديات أمام روحانى فى ولايته الثانية.. الرئيس يخشى فرض ترامب عقوبات جديدة بعد 4 حزم أقرها الكونجرس.. وإلغاء الاتفاق النووى يعيد حصار إيران الرئيس الايرانى خلال مراسم التنصيب
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بخطى ثابتة سار الرئيس الإيرانى  حسن روحانى الفائز فى الانتخابات الرئاسية  ليلحق بالولى الفقيه الذى يسبقه بخطوات بحسب البروتوكول وتدرج المناصب، دخل حسن روحانى باحة حسينية الإمام الخمينى قائد الثورة الايرانية، يتحسس وجوه المشاركين فى مراسم تنصيبه لولاية رئاسية ثانية، يفند القاعد التى جمعت كافة التيارات والأجنحة المتصارعة فى بلاده، ويحدق فى وجوه المشاركين ليتذكر رفيقه زعيم الاعتدال "هاشمى رفسنجانى" الذى غيبه الموت لأول مرة عن تلك المراسم، كل ذلك لم يخف نظرات الترقب الملحوظة على تعابيرات وجهه "للتحديات" التى تواجهه على مدار الأربع سنوات المقبلة، والخوف على انجازات الولاية الأولى.

 

روحانى والمرشد الاعلى
روحانى والمرشد الاعلى

 

وقبل ساعات من مشهد مراسم التنصيب فى العاصمة طهران، تزامن مشهد آخر فى واشنطن، حيث يجلس الرئيس الأمريكى على طاولته المستديرة فى البيت الأبيض، ويرسم بجرة قلم موافقة على"عقوبات جديدة" تشكل أولى التحديات أمام استمرار "الصفقة النووية" التى أبرمتها طهران مع الغرب فى 14 مايو 2015، والتى يواجها الرئيس الإيرانى المنتخب فى بداية ولايته الثانية.

العقوبات الأمريكية لم تكن الأولى، ففى 4 فبراير العام الجاري فرضت حزمة عقوبات اقتصادية على طهران عقابا لها على إجراء تجربة صاروخ باليستى، كما أضافت قائمة جديدة من العقوبات بسبب برنامج الصواريخ الباليستية فى 18 مايو الماضى وتزامنت مع الانتخابات الرئاسية، تبعتها 4 حزم من العقوبات غير النووية أقرها مجلس الشيوخ الأمريكى بالإجماع فى 15 يونيو الماضى أيضا، لردع نفوذ طهران الإقليمى.

 

الرئيس الأمريكى دونالد ترامب
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب

 

وتمثل الاتفاقية النووية للرئيس الإيرانى المعتدل، أحد أهم إنجازات حكومته خلال الأربع سنوات الماضية، والتى يأمل فى الحفاظ عليها فى ظل توتر متصاعد ومواجهة مشتعلة بين طهران والإدارة الأمريكية التى وعدت بتمزيق الاتفاق السئ بحسب تعبير ترامب، ويرغب روحانى فى مواصلة إنجازاته، وقال خلال تصريحاته أثناء حملته الانتخابية للانتخابات الرئاسية مايو الماضى، وتابع تمكنا من خلال الاتفاق استئناف تصدير خام النفط ورفع حجم تصديره إلى 4 ملايين برميل، وجلب عشرات المليارات المجمدة بالخارج، وفتح أبواب الأسواق العالمية أمام طهران.

 

روحانى والمرشد خلال مراسم التنصيب
روحانى والمرشد خلال مراسم التنصيب

 

ويدرك الرئيس الإيرانى أن تمزيق الادارة الأمريكية للاتفاقية النووية سيكون سدا أمام مشروعه الإصلاحى، للانفتاح على المجتمع الدولى من خلال رفع العقوبات والسماح لطهران بالدخول فى الأسواق العالمية والانخراط فى العالم، لأنه يعتبر أن الاتفاقية بوابة العبور ببلاده إلى الخارج.

وتضع عقوبات الإدارة الأمريكية ضد طهران المرتبطة ببرنامجها الصاروخى وانتهاكات لحقوق الإنسان عودة الرئيس المعتدل على المحك، وقد تخيب آمال الشيخ الدبلوماسى الذى وعد بتسوية "التناقضات" فى الاتفاق مع المجتمع الدولى، فى حملته الانتخابية، وكان فى تصريح له فى مايو الماضى قال أمام حشد من أنصاره فى محافظة مازندران، إنه إذا ما أعيد انتخابه، فإنه سيدفع إلى رفع جميع العقوبات المفروضة على إيران، بما فيها تلك التى لا ترتبط بالاتفاق النووى.

 

حسن روحانى
حسن روحانى

 

 

والآن خرجت رسائل متناقضة من حكومة روحانى ردا على العقوبات، ففى وقت أعلنت طهران أن العقوبات الأمريكية الجديدة التى أقرها الكونجرس ضد إيران ووقعها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب "انتهاك للاتفاق النووي" على لسان نائب وزير الخارجية عباس عراقجى للتلفزيون الرسمى الذى قال"وقع انتهاك للاتفاق النووى من وجهة نظرنا وسنبدى رد فعل ملائما ومتناسبا مع هذا الأمر"، وصرح عراقجى أيضا مطلع يوليو الماضى بأن العقوبات "لا تعد انتهاكا صارخا للاتفاق الموقع بين طهران ومجموعة 5+1".

ومن بين الرسائل المتناقضة أيضا لطهران، قال وزير خارجيتها جواد ظريف أن بلاده لا ترغب الانسحاب من الاتفاق ومنح ترامب ذريعة فى توسيع نطاق العقوبات ضدها، وخلال مقابلة له فى صحيفة ايران الحكومية، قال إن " بلاده لن تقدم لترامب هدية الانسحاب من الاتفاق، مضيفا أن العقوبات الأمريكية الجديدة ضد بلاده غير قانونية مشيرا إلى أنها لا تدخل فى نطاق الاتفاق النووى، وكشف عن شكوى قدمتها طهران للجنة المشتركة للرقابة على الاتفاق".

وقال فى تصريح أخر يوليو الماضى "أن بلاده تملك خيارات عدة حال تم نقض الاتفاق النووى الموقع معها بشكل جدى، ومنها الانسحاب من الاتفاق".

 

الرئيس الايرانى
الرئيس الايرانى

 

وتلقى العقوبات الأمريكية بظلالها على المشهد داخل إيران المشحون بالتنافس بين التيارات والأجنحة السياسية، فمن المرجح أن تزيد العقوبات جرأة منتقدى روحانى من المحافظين المتشددين الذين يقولون إن الاتفاق النووى نوع من الاستسلام، ولم يحقق لطهران أي انجاز يذكر، وسيفقد النظام استقلاليته وسيجعله يركع أمام القوى الغربية وعلى رأسهم الولايات المتحدة، ومن المقرر أيضا أن يواصل المتشددون -الذين تتناغم مواقفهم مع المرشد بشأن معارضة أداء الرئيس - هجماتهم تجاه روحانى الذى وقع الاتفاق ويصر على الاحتفاظ به لانتزاع حقوق بلاده فى الأنشطة النووية السلمية.

ويتفق المراقبون فى إيران على أن الحفاظ على الاتفاقية النووية التحدى الأكبر أمام روحانى وأن ذلك يكون سهل المنال فى ظل وجود إدارة أمريكية تتعامل بتشدد تجاه هذه الاتفاقية، وينظر إليها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب نظرة امتعاض، ويرى أن إدارة أوباما منحت قبلة الحياة للنظام الإيرانى بتوقيع تلك الاتفاقية، ووسط التجاذب بينه وبين النظام الإيرانى الذى يقول أن لديه خيارات على الطاولة، سيظل الحفاظ عليها أمرا فى غاية الصعوبة الأربع سنوات المقبلة.

وفى ظل الغموض المحيط بالاتفاق النووى، هناك تحديات أخرى يتنتظر روحانى، حيث يعانى الايرانيون تدنيا فى هامش الحريات وتراجعاً لافتاً للحقوق الاجتماعية والمدنية، الأمر الذى دفع روحانى خلال حملته الانتخابية للتأكيد فى برنامجه الانتخابى على  إيجاد حلول لتلك القضايا رغم إدراك الصلاحيات المحدودة لمنصب الرئيس فى ظل الولاية التى يفرضها المرشد والحرس الثورى والمؤسسات الدينية على ما دونها من مؤسسات.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة