أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد عبد الفتاح السرورى يكتب: شوارع الإسكندرية.. أكثر من مجرد طرقات

الأربعاء، 16 أغسطس 2017 06:00 م
محمد عبد الفتاح السرورى يكتب: شوارع الإسكندرية.. أكثر من مجرد طرقات شوارع الإسكندرية أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الإسكندرية.. الثغر الباسم على وجه المتوسط.. الإسكندرية مدينة الروح المتوسطية.. مدينة اللغات والأعراق والأديان.. المدينة التى كانت.. كان لها من المعالم ما كان.. منارة وضّاءة.. ومرافئ عامرة.. وجاليات ساهرة آمنة.. لا هواء فيها ولكن هو النسيم.. أما شوارعها فأكثر من مجرد طرقات.

لاجتيه.. ويعنى البهجة.. كان هذا الشارع فيما مضى من أرقى شوارع الإسكندرية.. وكان ممتلئاً بالمحلات التجارية الفاخرة.. وبه أحد أشهر مستشفيات الإسكندرية العتيقة (مستشفى على السمّاك) المعروف لأهل الحى باسم مستشفى السجينى.. ومن هذا الشارع تتفرع عدة شوارع جانبية كانت تسكنها عائلات عريقة ممتدة.. وتغير الحال وتبدلت الأحوال وتحول الشارع الراقى إلى سوق للباعة الجائلين.. استباحه القبح كما استباح كل شىء فى المدينة المكلومة. شارع لاجتيه.. سينما ومسرح لونابارك..  وبتاع العصير.. سندوشات الوحيد.. جيلاتى جاربيس.. ولا يذكر لاجتيه إلا ويذكر مخبز (فينو).. أما العلامة الأشهر فهو مطعم الصفوانى الذى يراه أهل المدينة من شرفات ترام الرمل فمنهم من يستطع الولوج اليه ومنهم من يحلم.. قهوة المحروسة.. وحلوانى خاموس.. صيدلية أنصوريان.. و..و .. وإنه عالم صغير.. فى شارع واحد .

سعد زغلول.. الشارع الأم فى الثغر.. لا يوجد سكندرى لم يمر به.. ومن لم يمر فهو ليس سكندرياً.. حلوانى تريانون.. وأشهر المحلات التجارية.. ومقر الكثير من الشركات والتوكيلات.. يقع به محل البن البرازيلى.. ومنشأة المعارف لصاحبها جلال حزى وهى واحدة من أعرق دور النشر من المدينة وتقع بجانب فرع دار المعارف لدرجة أن البعض يخلط بينهما أحياناً.. وفى مواجهتمها يقع فرع الهيئة المصرية العامة للكتاب .

صفية زغلول.. يبدأ بسينما ستراند من ناحية البحر.. وعلى بعد خطواتٍ جنة الفواكهة.. أشهر محلات العصير والتى كانت هدفاً أساسياً للصبية فى الأعياد.. وفى نفس الشارع كانت توجد سينما الهمبرا قبل أن تضيع معالمها.. وما هى إلا خطوات لنصل إلى سينما ريالتو والتى تم هدمها مؤخراً.. وأمامها مباشرة قهوة السلطان حسين.. ومنها إلى الجانب الآخر سينما مترو والذى يقع فى مواجهتها مطعم سانتالوتشيا.. وفى مواجهة سينما مترو مقر بيع الكتب المعروف باسم دار نشر مطابع المستقبل لصاحبها سلامة موسى.. شارع واحد يقع فيه ثلاثة من دور العرض السينمائى ودار نشر ومطاعم راقية.. شارع واحد فقط .

الغرفة التجارية.. شارع الغرفة التجارية المسمى باسم الغرفة التجارية التى تقع على رأسه يعد من أشهر شوارع التسوق فى المدينة وهو ملىء بالمحلات التجارية التى تعرض الأحذية الرياضية والملابس وغيرها.. وهو شارع مزدحم وملىء بالمعروضات وأهم ما يميز هذا الشارع هو أن جميع هذه المعروضات - تقريباً - معروضة خارج جدران المحلات.

خالد بن الوليد.. هناك فى شرق المدينة.. هو شارع يعرفه المصطافون جيداً.. شارع تجارى من الطراز الأول لدرجة أن الحوائط الخارجية للبيوت والمنازل تؤجر فى فترة الصيف للباعة الجائلين – الذين لم يعودوا جائلين – هذا الشارع فى الصيف لاينام – بمعنى الكلمة – عامرٌ ومزدحمٌ .. تشم فيه رائحة الإصطياف والزوار فهو شارع لغير أهالى الثغر .. صالون الضيافة الرئيسى للمصطافين والزوار .. على ناصيته من ناحيته البحر تستمع إلى نداءات سائقى سيارات الميكروباص وهم ينادون بأسماء المحافظات من قبيل الإعلان لدعوة الركاب اليهم .. كلٌ تبعاً لمحافظته .. شارع خالد بن الوليد فى الاسكندرية هو المعادل الموضوعى لشارع مثل سعد زغلول أو شارع لاجتيه .. بمعنى إنه شارع للجاليات المصرية – ونرجو ألا يُجتزأ التعبير هنا من سياقهِ - التى تزور الإسكندرية كما كان شارع لاجتيه أو سعد زغلول شارعاً للجاليات الأجنبية فى زمنٍ ولىّ .. أيام.

أما الشريان الرئيسى فى المدينة فهو شارع أبو قير والذى يتفرع عند منطقة رشدى إلى فرعين أحدهما يتجه إلى مناطق فلمنج وباكوس وغبريال والفرع الآخر الذى يؤدى إلى جناكليس وفيكتوريا ... وينتهى من ناحية الغرب بدوران ساعة الزهور .. هذا المعلم الجميل من معالم الإسكندرية .

ومن الشوارع الجديدة – نسبياً – فى المدينة شارع ملك حفنى ويتميز بأنه ملىء بالمحال التجارية المتخصصة فى بيع وتسويق وتركيب أجهزة استقبال القنوات الفضائية وهم جميعاً متراصين بجانب البعض.. وأيضاً بعض المحلات المتخصصة فى بيع أجهزة التليفونات المحمولة .

ومن الشوارع التى صار لها أهمية فى السنوات الأخيرة شارع الجلاء الذى يبدأ من منطقة فيكتوريا حيث يعد هذا الشارع مدخلاً للسيارت المتجهة إلى القاهرة سواء عن طريق الطريق الصحرواى – والذى لم يعد صحرواياً – أو الطريق الزراعى .. بالإضافة إلى أنه مدخلاً رئيسياً إلى الطريق المعروف لأهل المدينة باسم (الطريق السريع) والذى يشهد ازدهاراً معمارياً وسكنياً فى الآونة الأخير.

ما سبق إطلالة سريعة وموجزة على بعض من شوارع الإسكندرية الحبيبة والتى نتمنى أن تعود إلى سابق عهدها لكى تحافظ على اللقب الذى تستحقه عن جدارةٍ .. عروس البحر المتوسط .

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة