يوسف إسحق يكتب: على زجاج التوك توك

الإثنين، 31 يوليو 2017 12:00 ص
يوسف إسحق يكتب: على زجاج التوك توك التوك توك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الثقافة كما نعلم، هى مجموعة من الأفكار والعادات والتقاليد والاتجاهات، منها المقبول، ومنها المرفوض، ومنها الدخيل على مجتمعنا نظرا للثورة التكنولوجية والتواصل الذى بات قريبا وسهلا جدا بين الشعوب وبعضها، حيث إن لكل مجتمع ثقافاته الخاصة به، ومصر على وجه التحديد تتميز بالتعددية الثقافية التى تختلف من إقليم لإقليم ومن مكان لآخر لدرجة انها تختلف من قرية إلى قرية أيضا .

وللثقافة الشعبية فى مصر دور خاص ومتميز، والعامل الأساسى فى إثراء ذلك الجانب من الثقافة هو التنوع الطبقى الموجود بمصر، والتفاوت الاجتماعى بين فئة وأخرى، وهذا التنوع جعل المصريين يتبارون فى صناعة النكتة، ويصنعون من المِحنة طُرُفة .

وتناول بن خلدون ذلك الأمر فى مقدمته الشهيرة، إذ لمس المصريين عن قُرْب واصفاً إياهُم بأنهم شعب يميل للفكاهة والمرح ولا يخشوا عواقب الأمور، ولديهم أيضا قدرة هائلة على التكيف مع الظروف المختلفة، والدليل على ذلك ما نلمسه فى اللحظة الراهنة !

وأصبح للمصريين ثقافات فئوية اذا صح التعبير، وكل فئة صنعت عالماً خاصاً بها، وكل كار اصبح له مفرداته الخاصة به، وشعب مصر يتميز بذلك، لدرجة أن الدول العربية تحاكيها فى ذلك الامر ولكن .. هيهات .

ولعل ما يميز مصر بثقافتها الشعبية تحديدا، هى الحكم والأمثال الشعبية المتوارثة، لأنها تتميز بإيجاز النص وجمال اللفظ وغزارة المعنى .

والشارع المصرى هو من المصادر الرئيسية التى نستشعر منها ما يجرى من حولنا ونرصد أغلب الظواهر التى تطرأ على المجتمع، سياسية واجتماعية، وللشارع المصرى رأى يؤخذ به

ومن عشق المصريين للعبارات القصيرة التى تُعبّر عن همومهم وآمالهم ومهارتهم وخبراتهم واسقاطاتهم أحيانا، كتابة تلك الجمل، احيانا على أبواب منازلهم لدفع عين الحسد عنهم، او على أبواب متاجرهم، لجلب الرزق مثلاً .

وتعد الكتابة على زجاج السيارات ووسائل النقل الاخرى، من الأمور التى ألفها الشارع المصرى والتى تقع أعيننا عليها عمداً، لنبتسم حينا، او نكتشف مفردات مستحدثة لتلك الفئة من شعب مصر .

ولعل أشهر تلك العبارات التى سُطرت ولُصقت وراء ظهر السائق ما يُعبر عن تخوفاتهم وميولهم وأحلامهم، منها ما هو مضحك، ومنها ما يحمل معنى، جعل صاحبه منه اُسلوب لحياته الخاصة، ولنخرج معا للشارع لنقرأ آخر ابداعات المصريين فى ذلك المضمار :-

السواقة ذوق وفن، مش عٓن عن

بليز دونت بيب، بيكوز اى ووانت سليب

لو الدنيا فيها أمان، مكانش حبيشة قتل حنان

لو عجباك ....دوس نجمة وشباك

متزعليش يا قطة، بكرة تبقى تيوتا

جرحك نسانى ملامحك

سنحيا فى اى ناحية

الأنوثة حياء، قبل ما تكون أزياء

لو الدنيا فيها خير، مكنوش ربطوا الكوباية فى الكولدير

كنت أفكر الشمال اتجاه، طلع اُسلوب حياه

عضة أسد، ولا نظرة حسد

يا بخت اللى مات ومحبش بنات

فى ناس زى اللب، رخيصة وتسلى

فيها ناس زى الصوف، تكرمها تعت

خريج حقوق، ومضطر أسوِّق

حاسب ... ده توكتوك محاسب

الكار ده مش كارنا، بس ربنا مصبرنا

وسعى العباية، يا قليلة الرباية

زى ما فى شامبو ضد القشرة، فى اصحاب خانت العشرة

شط البحر مالح، والعالم كله مصالح

مُر وعدي، وبلاش تحدي

وآخرة الشقاوة، عيش وحلاوة

ونحن نتفق مع بن خلدون حينما وصف المصريين عندما شاهد عشقهم للفكاهة والضحك بأنهم شعب كما لو كان " قد فرغوا من الحساب " شعب يعرف يسعد نفسه

ادام الله عليكم السعادة










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

اسلام كمال

فيه كتير تانى

توكتوك يلمنى ولا كفيل يذلنى الحلوه تفاحه للسفر والسياحه متبصش لعجلها لتجيب اجلها بحبها ومش كاتب اسمها

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة