كتبت مقالا نشر بصحيفتى المفضلة (اليوم السابع) تحت عنوان (بدأ الدرس يا تميم ياغبى) ... على إثر المقاطعة التى كانت ومازالت زلزالا هز اركان الروابط الخليجية والعربية.. كان الزلزال هو بمثابة انذارا بأن توابعه سوف تكون وخيمة... وعلى الطفل اللاهى بمقادير الشعب القطرى الشقيق أن يصحو من سباته... وان يترك اللهو عبثا بامور الدول العربية والاسلامية بعدم التدخل فى امورها الداخلية بما يدعو إلى الهدم والتخريب والتدمير وقتل الابرياء ... وان يتوقف عن امداد وتمويل المنظمات الارهابية التى تعيث فى حياة الانسان فسادا.
فمن ساعد على الجريمة يكون فى مقدمة من ارتكبها بل ويكون شيخا للفاسدين ... وكان من الضرورى أيضا أن يقوم ليس بطرد من يأويهم على ارض قطر الشقيقة من قادة الفكر التخريبى واصحاب الفتاوى الشيطانية الذين باعوا دينهم وانفسهم وماتت ضمائرهم - فى مقابل الريال القطرى وحياة البذخ الدنيوى - ومخططى العدوان المستمر على ارواح وممتلكات المسلمين العزل... فبات الامن غائبا على ايدى هذا الطفل العابث بالنار ليلا ونهارا ... وكنا ننتظر منه أن يستجيب لنداء اصحاب الحكمة من الملوك والرؤساء بأن يعود إلى باقة الدول العربية والاسلامية بالتوبة عما قدم من اعمال تتنافى مع الدين والانسانية... ولكن واأسفاه على استمرار عناده ومكابرته والاستقواء ببعض الدول التى يهمها ليس استمراره على تنفيذ مخططه التخريبى بل وضع فتيل حرب عالمية ثالثة ينزع فتيلها دون وعى.
وانتهج حكماء العرب أسلوبا ذكيا لحماية ارواح الابرياء، وذلك بإسداء النصيحة إلى هذا الطفل اللاهى بعد أن تم سحب السفراء وقطع العلاقات وحظر الطيران من والى دول المقاطعة - الباحثة عن وحدة الصف العربى - وعدم التعامل المالى بالريال القطرى من خلال البنوك ... فانخفضت قيمته انخفاضا ذريعا لم يشهده من قبل امام باقى العملات العربية والاجنبية وخاصة الدولار واليورو ... انها توابع وخيمة لزلزال المقاطعة ... الذى تبعه حصار اقتصادى ادى إلى العجز فى المواد الغذائية والدواء للشعب القطرى الشقيق ... وشمرت بعض الدول - عن سواعدها الملطخة بالدماء ونهب ثروات شعوبها - المحبة لاثارة الفتنة العربية واشعال نيرانها إلى الوقوف بجوار دويلة قطر ومنها ايران الشيعية واسرائيل باحلامها التوسعية وتركيا صاحبة الشطح الجنونى باحياء الخلافة على الدول العربية ... وذلك بمد دويلة قطر بالمواد الغذائية والعلاجية ... ولأن الطفل اللاهى لا يعرف بان الماء الآتى من بعيد لا يطفئ النار ... فتوهم بانه لا يهمه من قريب او من بعيد عودته إلى بستان الوحدة العربية ... متوهما بان الامن القطرى فى حماية القاعدة العسكرية الامريكية القابعة على صدر شعبه فوق اراضيه.
ولما كان حكماء العرب اشد حرصا على استمرار قوة الاواصر العربية وعدم تمزق نسيج الثوب العربى بفعل هذا الطفل اللاهى (تميم) ... فقد رأوا وضع نقاط تصالحية وعلى الطفل اللاهى العمل بجديه وصدق واخلاص تحقيقها لعودة المياه إلى مجاريها تصالحا مع نفسه الامارة بالسوء ثم تصالحا مع الدول العربية ... وكان فى مقدمتها التوقف فورا عن الاستمرار فى تمويل الجماعات المارقة التى من خلال تمويلها يقوم شياطين الانس منهم بقتل الابرياء والقضاء على الاخضر واليابس من مكاسب الدول المجاورة على مدار قرون مضت ... وكانت الصدمة التى حيرت كل الحكماء من الملوك والرؤساء وكل شعوب الارض المحبة للسلام بان قام الطفل اللاهى بتسريب شروط المصالحة بل ورفضها بحجة انه لا يسمح بالتدخل فى سياسات بلاده (انها كلمة حق يراد بها كل الباطل) ... وكان من الضرورى أن نقول بان الانسان بما وهبه الله من نعمة العقل والتعقل يعلم جيدا بان مبادرة التصالح مع الطفل التائه (تميم) ليس تدخلا او تعديلا فى سياسات حكم بلاده انما هى نداء للتوقف عن نشر الفساد بالقتل والتخريب والتدمير ... فكم من الم قلب ام ... وحزن اب بفقد عكازه فى شيخوخته ... ودموع طفل فقد سنده ... وفستان زفاف لعروس استشهد فتى احلامها ... يلعنوك (يا تميم) ... ويتوجهون صباحا ومساء إلى العلى القدير أن يحقق لهم انتقاما منك بما كسبت يداك.
إن الشعب القطرى الشقيق يجب أن يعلم بان صوت الشعب هو صوت الله... يجب أن يعود الزلزال من جديد ولكن فى هذه المرة من داخل الشعب القطرى نفسه
إذا الشعب يوما اراد الحياة ... فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلى ... ولابد للقيد أن ينكسر
وتوابع الزلزال فى هذه المرة سوف يأتى ثمارها حتما أن قبل الطفل اللاهى او رفض فيتم تحرير الشعب القطرى من سلوكيات فاسدة لطفلهم اللاهى (تميم ) ... وبهم وعلى الله قصد السبيل .