مررتُ بذاكرتى على أحداث سنوات عجاف أصابت بلاد ما يسمى الربيع العربى أصابتها بالقحط والجدب.
فوجدت أن تلك السبع العجاف فى زمن يوسف - عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام - لم يكن سببها الفكر الضال والمنحرف؛ بل سببها بيئى بَحت لا دخل للإنسان فيه، بل كان ضحية تلك التقلبات الجوية التى شحّ فيها أكسير الحياة فسبّب تلك العجاف التى انتهت بانتهاء الجفاف.
ولكن سبب عجافنا الذى أصاب مجتمعاتنا الآمنة المطمئنة هى تلك الجرثومة السرطانية المسمّاة جماعة الإخوان، والتى تنخر فى جسد الأمة العربية وتسعى نحو زعزعة استقرار الأوطان، فهى أمُّ لكل فكر جانح منحرف، وتكفيرى متطرف... سنين عجاف تعيشها دول كثيرة بسببها، دمار وقتل ومكر وخداع تمارسها، فالوصول إلى سدة الحكم هدفها، فيتبعون لتحقيق ذلك سياسة قذرة، فهم يتخذون من رؤوسهم أدوات يجعلونها تصل ويتم دعمها بخفاء منقطع النظير.
فتارةً تكون تلك الرؤوس ثقافية، وتارةً تنظيمية، فيَبذلون أنفسهم، ويُعينون بعضهم، حتى يصلَ أحدهم بطريقة أو بأخرى إلى السُلطة.
وقد يكون مغفولاً عن ذلك الشخص، بل قد يُهاجم من طرفهم حتى يصل إلى سُلطة جزئية، ينفُذُون من خلالها إلى التأثير ! ويستوجب أن يكون هناك تحزّب، فهم يقرِّبون مِنهم من فى الجماعة، ويُبعِدون من لم يكن منهم، أقنعتهم كثيرة ومتلونة ومتطورة، قد يعجبك لحن قولهم وما خَفِيت صدورهم أعظم، يستميلون البسطاء بأنشطتهم الخدمية، ويلعبون على وتر الحاجة، ثم ينفثون سمومهم بعد أن يتأكدوا من تملّكهم من الشخص الذى أمامهم.
فيكفى ليدرك القارئ خطرها أن يعلم أنها صُنعت فى الغرب منذ نشأتها، ونفثت سمّها فى مجتمعات آمنة فقلبت أمنها إلى قلق وراحتها إلى كدر ورغدها إلى ضنك وتكاتفها إلى تباغض.
ولكن.. أدركت الشعوب العربية خطرها والهدف القذر الذى يسعى إليه قادتها، فرفضتها الشعوب ولفظتها، ووقفت سدّا منيعاً خلف قياداتها، وفوّضت لهم محاربتها ومواجهتها، وتفهّمت كل إجراء يأخذه ولاة أمرها، وتضرّعت لله أن يحفظ قادتها وحكامها من كل شرّ ومكروه وسوء يُراد بهم وبأوطانهم .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة