يوسف إسحق يكتب: عن الفساد وكيف نتصدى له أتحدث

السبت، 15 يوليو 2017 02:00 ص
يوسف إسحق يكتب: عن الفساد وكيف نتصدى له أتحدث صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعم الفساد ظاهرة عالمية، ولكن يختلف مستواه من دولة إلى أخرى، ومن مكان إلى مكان آخر ويرجع ذلك التفاوت لأسباب ترجع لأيديولوجيات كل دولة، فى محاربته. 
 
منذ عهد بعيد كانت مصر أولى الدول التى أولت اهتماما كبيراً للفساد وتصدت له، إذ عرفت مرجعه وأسبابه مبكرا، حيث يظهر هذا واضحاً فى وصية الحاكم لمرؤوسه حينما يتقلد منصبا فى الدولة، حيث يحذره الحاكم فور توليه منصبه بقوله: اعلم أن المسئولية " مُرَّة " وليست حُلوة. اعلم أن الماء والهواء سينقُلان لى كل ما تفعله فى الخفاء، إياك أن تقرب إنسانا لانه قريب منى، او تُبعِد إنسانا لانه بعيد عنى، ليكن ذلك بحسب الكفاءة وليكن نبراسك العدالة، واعلم أن احترام الناس لك لا يتأتى إلا بإقامة العدل بين الناس 
الفساد بتعريفه الشامل والمختصر، هو تفضيل المصلحة الخاصة على المصلحة العامة، لصالح فرد لشخصه، أو شخص وفئة تتبعه.
 
الفساد بكل مستوياته ودرجاته كبيرا كان ام صغيرا بذوره الأولى هى البيئة الاجتماعية التى ينشأ فيها الفرد والبيئة المحيطة به أيضا، فكلما كان مناخ تلك البيئة فاسد كلما أنتج أفرادا فاسدين وهذا ينطبق تماما وبالأولى على الخلية الاولى والأساسية فى تلك البيئة وهى الأسرة فإن فسدت تلك الخلية أنجبت فردا فاسدا، مواطن فاسد، ومسئول فاسد أيضا.
 
 البيئة الثقافية أيضا لها دور لا يقل عن سابقتها وما يكتسبه الفرد من عادات وتقاليد وأعراف، منها ما هو مٓرن وصالح، ومنها ما هو بالٍ وعقيم، لكن الأخير استمد صلاحياته بفعل طول مده العمل به وأصبح غير قابل للحل! 
 
 أيضا غياب العدالة الاجتماعية وتفاوت الأجور والرواتب وتباين الخدمات المقدمة من مؤسسة لأخرى خلقت نوعا من ثقافة عدم الرضا والخوف من الغد، وتأتى هنا بلاغة كلمة " ايه معنى او إِيش معنى او إشمعنا بمعناها الدارج " والشعور بتفضيل فئة دون غيرها تلك نقطة مدعاة للفساد أيضا ولو انها ليس مبرراً لذلك 
غياب دور الرقابة والسيطرة، نقطة من اخطر النقاط على الإطلاق فى عملية التصدى للفساد، وهى وأد الفساد فور ظهوره من خلال تفعيل ذلك الدور الهام، الفساد يولد صغير ولكنه يستشرى اذا تغافلت عنه الرقابة والسيطرة 
 
عدم تفعيل القانون والأحكام البطيئة وعدم تغليظ العقوبة على المتورطين فى جرائم فساد هى من الامور التى تجعل الفساد يكون له نسخ متكررة ومستحدثة. 
وأيضاً تراكم فساد الأنظمة السابقة سبب من أسباب انتشار الفساد ولعل ما تبذله الدولة من جهود للتصدى لشبح الفساد من استرداد للاراضى المنهوبة من قبل فئة منتفعة دون غيرها بدون وجه حق، هى أبلغ دليل على فساد الأنظمة السابقة وما بنى على باطل فهو باطل. 
 
المحسوبية وغض النظر عن الكفاءات، ومنح الوظائف لمن لا يستحقها، ومحاباة أشخاص دون أُخر وشراء الذمم بالرشوة فى سبيل الوصول لذلك، هى الاخرى لها ترتيب متقدم فى انتشار الفساد.
 
الإيمان بالمسؤولية والشفافية والعدل واحترام القوانين هى من الركائز الاساسية لإقامة دولة الحق، ودولة القانون آتية لا محال.
حفظ الله مصر









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة