الدكتور مجدى بدران يكتب لـ"اليوم السابع" عن الصيام المتقطع والمناعة

الثلاثاء، 27 يونيو 2017 09:00 ص
الدكتور مجدى بدران يكتب لـ"اليوم السابع" عن الصيام المتقطع والمناعة الدكتور مجدى بدران

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هناك ما يشبه الإجماع من العلماء المهتمين بصحة ومناعة الإنسان على أهمية الصيام للصحة والعامة كوسيلة للتخلص من السموم التى تتراكم داخل الجسد البشرى.

 

وبالرغم من تمتعنا بهذه الميزة طوال شهر رمضان، لكننا نحتاج أن نصوم من شهرين إلى ثلاثة شهور كل عام تقربا إلى الله، ولإكمال عملية تنقية الجسم أولا بأول مما يدخله سواء عن طريق الطعام أو الشراب من خلال الفم أو الهواء عن طريق الأنف أو عن طريق الجلد أيضا. وللأسف يحتوى الجسد البشرى فى الزمن الحالى على حوالى 400 إلى 800 مادة سامة.

 

لا غرابة فى هذا الكم من السموم طالما هناك 34 ألف مبيد حشرى ومبيد عشبى مسجل عالميا، وفى كل عام، يجرى تصنيع 000 10 مادة كيميائية جديدة تضاف إلى ما يزيد على مليون مادة كيميائية موجودة بالفعل.

 

تعددت الأمراض، ونشأت أمراض جديدة، وإنحفضت جودة الحياة بسببها للكثير من البشر. يموت حوالى 100 ألف شخص يوميا فى جميع أنحاء العالم بسبب الأمراض المرتبطة بتقدم العمر وتقتل الأمراض المزمنة 17 مليون من البشر سنويا. وفى ظل غياب ثقافة الوقاية أصبحت الأمراض المزمنة مسئولة عن 60٪ من جميع الوفيات فى جميع أنحاء العالم. يؤثر المرض المزمن على النساء والرجال على قدم المساواة تقريبا فى جميع أنحاء العالم. من العوامل الخطرة الرئيسية للأمراض المزمنة اتباع نظام غذائى غير صحى، وقلة الحركة والنشاط البدنى، وتدخين التبغ.

 

الصيام المتقطع هو الصيام مرة أو مرتان أسبوعيا، وهو مفيد لصحة الانسان أفضل من العيش على وجبات الريجيم القاسيه. من فوائد الصيام المتقطعزيادة مضادات الأكسدة فى الجسم، وإنحفاض الشوارد الحرة، ومقاومة الإجهاد التأكسدى، وطول العمر، والحفاظ على الشفرات الوراثية بالحفاظ على طول التيلومير الذى يحمى الشفرات الوراثية من الضياع. من المعروف أن العمر يقل مع الإجهاد التأكسدى وقلة مضادات الأكسدة فى الجسم. الصيام المتقطع يقلل أيضا من السموم وكيمياء الالتهابات ومستويات الدهون الثلاثية، ويحسن أداء الجهاز الدورى، ويعدل التمثيل الغذائى للأفضل بما يعزز الصحة العامة ويخفض مستوى السكر فى الدم، مما يسهل حرق الدهون الزائدة، ويزيد فعالية هرمون الأنسولين.

 

كما يزيد الصيام المتقطع من إنتاج هرمون النمو وفعاليتة مما يفيد العضلات والعظام وحرق الدهون، ويحسن الأداء العقلى والمزاج بشكل كبير، ويساعد على تحسين الوظائف المعرفية، ويساعد على الحصول على نوم أفضل، ويحسن الذاكرة والتركيز. هرمون النمو هرمون حيوى ديناميكى ليس هاما فقط للأطفال، بل للبالغين أيضا، ونقص هرمون النمو البشرى يمكن أن يؤدى إلى أعراض كثيرة منها قلة جودة الحياة، واعتلال المزاج، وزيادة القلق، والكسل والإعياء والتعب الدائم، والعزلة الاجتماعية. البالغون الذين يعانون من نقص هرمون النمو غالبا ما يكون لديهم معدلات أعلى من الاكتئاب.

 

ثبت حديثا أن الصيام المتقطع يقى من السرطان، فهو يوفر للجسم القدره على التخلص من الملوثات البيئيه المسرطنه إلى تتسلل إلى داخل الجسم، خاصة مع تناول وجبات منخفضة السعرات الحرارية، بشرط الحرص على عدم إحداث سوء تغذية. يخفض الصيام المتقطع من نمو الأورام، وتغذية الأورام، وعوامل النمو التى تنشط الأورام. يزيد الصيام المتقطع من إنتحار الخلايا السرطانية، وينشط بروتين خاص يزيد من هدم خلايا الأورام فقط دون مهاجمة خلايا الجسم السليمة، مع تنشيط الالتهاب الذاتى، والحد من كيمياء الالتهابات التى تستفيد منها غالبا الخلايا السرطانية.

 

تفرز الحيوانات الصائمه جزيئات هامة من البروتينات تسمى بالنيوروتروفينات وهى تحافظ على سلامة الأعصاب والخلايا، وتزيد من مقاومة الأعصاب للإجهاد، وتحمى المخ من التلف. يفرز المخ فى الحيوانات التى تصوم صياما متقطعا نوعا من النيوروتروفينات أصبح له شهرة كبيرة يزيد القدرة على التعلم والذاكرة، ويحمى المخ من التلف. الفئران المولودة المحرومة من هذا البروتين الثمين تموت لأهميته القصوى للنمو وتطور الأعصاب ! هناك علاقة بين انخفاض مستوى هذا البروتين والإصابة بالاكتئاب وفقدان الذاكرة.

 

الشوارد الحرة هى جزيئات تحمل أعدادا فردية من الإليكترونات مما يجعلها غير مستقرة تبحث عن إليكترونات تسرقها بتدمير الخلايا والشفرات الوراثية وبالتالى تهتك أنسجة الجسم. تنتج الشوارد الحرة داخل الجسم ولها القدرة على تدمير خلايا الجسم، وتُضعف جهاز المناعة، فتسبب أغلب أمراض العصر، مثل الأمراض المزمنة والسرطانات، والسكر، والكاتاراكت (المياه البيضاء فى العين)، وزيادة تجاعيد الجلد والشيخوخة. ازدادت نسب الشوارد الحرة مؤخراً فى جسد الإنسان نتيجة الثورة الصناعية، والتوتر، والإضافات التى تضاف للأغذية كمكسبات اللون والطعم والرائحة والمواد الحافظة، وطبخ الطعام بدون تغطيته، والإجهاد، والمبيدات الحشرية، والتلوث البيئى، والتدخين.

 

مضادات الأكسدة هى بعض الإنزيمات، والأحماض الأمينية، والمعادن، والفيتامينات التى تمنع أكسدة الجزيئات الضارة وتمنح الشوارد الحرة الإليكترونات فتجعلها مستقرة بلا تدمير لخلايا الجسم. هناك 4000 نوع من مضادات الأكسدة، بعضها ينتج بصورة طبيعية داخل الجسم. من أهم مضادات الأكسدة فيتامين سى وفيتامين هـ. من فوائد مضادات الأكسدة رفع المناعة، وحماية الجهاز العصبى، وتأخير الشيخوخة، والمحافظة على الجلد ونضارته، وحماية القلب والدورة الدموية، ومنع ترسب الدهون داخل الأوعية الدموية، والوقاية من السرطان، والوقاية من مضاعفات مرض السكر. الإجهاد التأكسدى هو اختلال التوازن بين إنتاج الشوارد الحرة فى جسد الإنسان وقدرة الجسم على مكافحة أو إزالة السموم وآثارها الضارة من خلال تحييد أو إبطال مفعول المواد المضادة للاكسدة، أى هو نتيجة لنقص مضادات الأكسدة وزيادة الشوارد الحرة، ارتبط الإجهاد التأكسدى بالعديد من أمراض العصر مثل الشيخوخة المبكرة، وتأخر النمو، والسمنة وزيادة الوزن، وأمراض الحساسية، ونقص المناعة، وأمراض المناعة الذاتية، وطفرات الجينات، والسرطانات، والقولون العصبى، وفشل زرع الأعضاء، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وتصلب الشرايين، وفشل القلب، والاضطرابات العصبية. يسبب الإجهاد التأكسدى كمية هائلة من الالتهابات تسبب أعاقة تعلم اللغة، والإعاقة الاجتماعية والإدراكية، ومرض الزهايمر، والأوتيزم (التوحد). أظهرت الدراسات الحديثة زيادة الإجهاد التأكسدى لدى الأطفال المصابين بالأوتيزم، وبينت دراسات أخرى أن المواد الغذائية المضادة للأكسدة يمكن أن تحسن أعراض الأوتيزم.

 

للبيئة دور فى زيادة الإجهاد التأكسدى عن طريق مسببات الأمراض مثل العدوى بالبكتيريا، أو الفطريات أو الفيروسات، وشرب الخمور، والملوثات البيئية مثل الانبعاثات من السيارات والصناعات والأسبستوس والتعرض للإشعاع المؤين.

 

التدخين يزيد من الشوارد الحرة خاصة فى الشعب الهوائية، ويقلل بدرجة كبيرة من مضادات الأكسدة فيها. يسبب التدخين نقصان كبير فى مستويات مضادات الأكسدة خاصة فيتامين س، وفيتامين هـ، والبيتاكاروتين، والجلوتاثيون.

 

أفضل الأغذية بمضادات الأكسدة الطبيعية هى عش الغراب، والبنجر، والخرشوف، والبصل، والثوم، والطماطم، والشاى الأخضر، والتوت الأزرق، والتوت الأسود، والزيتون، والفراولة، والبرتقال، والأناناس، والعنب الأسود والأحمر، والبرقوق، والتفاح، والفول، وكافة البقول، والسبانخ، والفلفل الحار، والبندق، وعين الجمل، واللوز، والقرنفل، والقرفة، والزعتر، والسمسم، والمانجو، والبطيخ، والبروكلى، والمأكولات البحرية، والأفوكادو، والمشمش. 

 

مما تقدم يتبين كيف بينت الأبحاث الحديثة فوائد الصيام المتقطع للوقاية من أغلب أمراض العصر. ما أحوجنا بعد النجاح فى مدرسة الصيام أن نواظب على الصيام مرة أو مرتين أسبوعيا بعد رمضان.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة