د. مجدى بدران يكتب لليوم السابع صلاة العيد والمناعة

السبت، 24 يونيو 2017 11:00 م
د. مجدى بدران يكتب لليوم السابع صلاة العيد والمناعة الدكتور مجدى بدران

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هل علينا عيد الفطر المبارك، أعاده الله دومًا على بلادنا وأمتنا بالخير والبركات والمحبة والسلام، للعيد فرحة، تكمل فرحتنا ببلوغ رمضان، وإتمام فريضة الصيام، وإخراج زكاة الفطر، وذهابنا للصلاة، وانطلاقنا بعد الصلاة لبداية حياة جديدة. الصيام خلصنا من سموم كانت قابعة فى أبداننا، وخلصنا من هموم كانت تثقل نفوسنا، وترهق أذهاننا .

زكاة الفطر تجب قبل صلاة العيد، هى تجعلنا نسمو فوق أنفسنا، ونعلو فوق أطماعنا، ونحلق لنسعد آخرين يفرحون بأقل القليل، فنشعر بالتسامى، ويشعرون بالإنسانية، وينصهرون فى المجتمع وتقل الكراهية بين الناس.

الزكاة تكسب المتزكى والمتلقى راحة نفسية واسترخاء رائعًا يقلل من التوتر، ويرفع المناعة، مهما كانت النفس البشرية، فإن عقولنا تشعر بالمكافأة عند مساعدة آخرين، إنه سلوك متطور فى الإنسان لنكران الذات بعيدًا عن الإنانية، فنقيم أنفسنا تقييما راقيا. تغرس الزكاة والصدقات قيمة العطاء ومساعدة الضعفاء والمحتاجين، المذهل أن الذين يتمتعون بسمة العطاء أكثر سعادة من البخلاء، وأكثر مناعة، وأقل شعورًا بالآلام .

فى مفاجأة مدهشة بينت دراسة حديثة تحت أيدينا، أن إعطاء الدعم الاجتماعى للآخرين يفيد المانح أكثر من المتلقى على المستوى العصبى الحيوى، وأن الدعم الاجتماعى يرتبط بزيادة النشاط فى منطقة المخ المعنية بنظام المكافأة.

تم تصوير المخ بالرنين المغناطيسى الوظيفى، والتعرف على ثلاث فوائد محددة فى المخ عند إعطاء الدعم الاجتماعى للآخرين. بالأدلة العلمية الموثقة عرفنا أن هناك ثلاث مناطق فى المخ تستفيد من تقديم الدعم الاجتماعى، ولوحظ انخفاض النشاط المرتبط بالإجهاد فى منطقة محددة بالقشرة المخية تشمل تقسيمات عصبية لها أدوار رئيسية فى المعالجات المعرفية والحركية والعاطفية، وتلعب دورًا مهمًا فى خفض التوتر والتحفيز، وصنع القرار. الغريب أن التغيرات الإيجابية تحدث فى مخ المانح للمساعدة وليس المتلقى. هذه التغييرات داخل المخ تساعدنا فى تفسير لماذا يعد الإيثار وتقديم الدعم للآخرين له فوائد صحية متعددة على الفرد المانح. الخلاصة ببساطة هى أن الكرم يرتقى بالصحة النفسية للفرد .

تبدأ صلاة العيد فى الصباح الباكر، والأبحاث الحديثة بينت أن أكثر الأوقات التى يشعر بها الناس بالسعادة هى الصباح الباكر، بشرط المحافظة على نمط نوم صحى مبكر فى الظلام، والاستيقاظ المبكر. الفطرة الكونية فى كوكب الأرض هى أن تشرق النفوس مع شروق الشمس، ومخالفة هذه القاعدة سببت اختلال الساعة البيولوجية فى الإنسان فى العصر الحديث، والإصابة بطوفان من الأمراض التى لم نكن نعهدها مثل السرطان والإيدز وباقة الأمراض المزمنة المتعددة التى أصبحت موجودة فى كل بيت .

الصلاة فى مكان مفتوح لها فوائد مناعية ونفسية، فوجود المصلين فى مكان مفتوح سقفه السماء يجعلهم يشعرون بالراحة والرحابة. يشعر المصلون أنهم فى ساحة كبيرة سقفها السماء، وبلا أعمدة. ساحات الصلاة مكيفة مجانًا بهواء منعش متجدد، فتتسع صدور المصلين وتمتلئ بالأكسجين، أن تستيقظ وتصلى فى الصباح الباكر فى الخلاء يعنى ضمان حصولك على حصة هواء ذات مواصفات صحية عالية لغياب أو بعد عوادم السيارات، ولغياب أدخنة المصانع التى نادرا ما تكون مشتغلة فى الصباح الباكر.

الجلوس والسجود على الأرض يمتص الشحنات الضارة من الجسد، وكأننا نوصل أجسامنا بكابلات مع الأرض لتفريغ الشحنات الضارة التى تمتلئ أجسامنا بها وتسبب لنا أمراضا شتى. تذكر كيف يغتبط اللاعبون وإن لم يكونوا مسلمين بالسجود بعد كل هدف، يشعرون براحة وسعادة عند الاقتراب من الأرض. تذكر أيضا كيف يرتمى العائدون من السفر على أرض المطار ليقبلوا الأرض ساجدين فرحين. تزداد فوائد الجلوس على الأرض لو كانت طينية، والحقيقة أن التعرض للطين يجلب السعادة ويرفع المناعة ويزيل التوتر ويكسب الاسترخاء .

صلاة العيد جماعة، سلوك جماعى يوحد المصلين خلف إمام، ما يعلمهم أهمية روح الفريق، وأهمية وجود قائد سوى رزين لأى تجمع حتى لو كان صلاة . أى سلوك جماعى حميد يكسب الإسترخاء النفسى ويقلل من التوتر فترتفع المناعه، وكل عام وأنتم بخير .







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة