نشر المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، مقالا على مدونة الخارجية المصرية، باللغة الإنجليزية، تحت عنوان "مصر.. إعادة حكى القصة التى لم ترو".
وفى مقاله، قال أبو زيد إنه مع تبنى مصر لعهد جديد ومهم من التجديد السياسى، والاقتصادى والاجتماعى والدينى، ومع استعادة المصريين لمصيرهم، وعزمهم على تحقيق غد أفضل لأنفسهم وللجيل القادم، يستطيع المرء أن يشعر بروح مزدهرة من الأمل والتفاؤل على الرغم من التحديات المتزايدة التى تصارع البلاد. فبعد سنوات من عدم اليقين، تمكنت مصر من أن تخطو خطوات كبيرة نحو بناء دولة ديمقراطية تجسد قيم الحداثة والتنوير.
وبعد سنوات من عدم اليقين، استطاعت مصر أن تضع نفسها فى بيئة سريعة التغير من الناحية الجيوسياسية، وأن تظهر مجددا كشريك قدر ولا غنى عنه يقدم صوتا حكيما وعقلانيا فى حى مضطرب.
وتابع أبو زيد قائلا: هناك اعتراف متزايد تدريجيا بأن مصر عادت للوقوف على قدميها. فدورها كمنارة للاستقرار والأمن وتقدير جهودها الرائدة فى وجه المد المتزايد للإرهاب يزداد بشكل مكثف. وتستمر كما فعلت دوما فى الوقوف فى طليعة المعركة ضد هذه الظاهرة الخبيثة والإيديولوجية المنحرفة التى تقود التطرف. وتعد خطوط الاتصال المفتوحة والاجتماعات المثمرة مع العديد من القادة فى كافة أنحاء العالم دليلا ممتازا على دور مصر المتزايد على الساحتين الإقليمية والدولية.
وعلى الجبهة الاقتصادية، يقول المتحدث باسم الخارجية، تتلقى الحكومة توقعات مشجعة من المؤسسات المالية الدولية ووكالات الائتمان للإصلاحات الهيكلية غير المسبوقة التى قامت بها كجزء لا يتجزأ من آفاق الاقتصاد على المدى الطويل.
إلا أن كل هذا يأتى ليثير استياء بعض وسائل الإعلام الغربية التى اعتادت أن ترسم صورة قاتمة لمصر ولدورها فى المنطقة، واختارت دوما التركيز على مجالات التقصير أو التجاوزات المزعومة دون حتى أدلة واضحة تثبت إدعاءاتهم.
ومؤخرا، نشرت صحيفة الجارديان افتتاحية أشارت إلى فيلم وثائقى مفبرك عن الجيش المصرى دون أن تتحقق من صحته أو دقته، والتحقيق العادل والتدقيق فى هذا الفيلم الوثائقى الملتوى، ومواقف الرجال الذين ظهروا فيه، وكيف كانوا يرتدون تجعل أى شخص يلاحظ بسهولة كيف أنه مزيف. إلا أن المحرر على ما يبدو لا يدرك أن الجيش المصرى لا يسمح بإطلاق اللحى لرجاله.
والمثال الآخر هو مقال روبرت فيسك الأخير فى الإندبندنت الذى تحدث فيه عن نفس الفيديو الزائف ليس فقط لدعم سرد خاطئ عن الجيش المصرى والموقف فى سيناء، ولكن لرسم أوجه تشابه خاطئة مع بلدان أخرى، فى تجاهل تام للجهود البطولية المبذولة فى المعركة الطويلة والشرسة ضد الإرهابيين المحاصرين الآن فى منطقة بعيدة ونائية فى شمال سيناء.
فضلا عن ذلك، اختارت وسائل إعلام ألا تأتى على ذكر وثائقى آخر أنتجه مسلحون إسلاميون وبثته قناة الجزيرة فى وقت سابق هذا الشهر، يعرض إطلاق النار على جنود الجيش المصرى وهم يؤدون مهامهم من قبل قناصة إرهابيين. وسخر أبو زيد من ذلك قائلا: بالطبع لاحاجة لنشر وثائقى ربما يثير تعاطفا غير مرغوب مع الجيش المصرى أو يسلط الضوء على التحريض على الإرهاب وتمجيده. ويتساءل المرء لماذا تصر وسائل الإعلام هذه على الإنزلاق إلى هذه الصحافة المتلاعبة عندما يتعلق الأمر بمصر، بينما تتداخل التجاوزات الكبرى فى أجزاء أخرى من العالم.
وفى حين أنه ليس من الإنصاف إهمال التحديات السياسة والاقتصادية التى تصارعها البلاد، فمن المهم أن نرى الصورة الكاملة، لفهم أن هذه اللحظة فى مصر مليئة بفرص هائلة لمستقبل أفضل. ونحن نمضى قدما للحصول على الأفضل من هذه الفرص. إلا أن بعض وسائل الإعلام تفضل الانتقاد المكثف للحكومة لتبرير افتراضاتها الشريرة حتى لو اضطروا لإخراج الأمور من سياقها.
وتابع أبو زيد قائلا إن أى تقارير إيجابية عن مصر ستكون بذلك تأكيدات بلا أساس واتهامات خاطئة. فعلى سبيل المثال، فإن مؤتمر الشباب الذى عقد برعاية الرئيس لم يحظ سوى بتغطية إعلامية بسيطة. والمناخ السياسى المفتوح الذين ظهر خلال المؤتمر لم يتوافق على ما يبدو مع الخطاب السلبى الذى تحاول بعض وسائل الإعلام تقديمه. ومثال لآخر موقف المجتمع المدنى فى مصر. حيث أن هناك حوالى 50 ألف منظمة غير حكومية تعمل بحرية تامة. وهى حقيقة لم تذكر فى أى تغطية إعلامية خارجية، التى تركز فقط على ذكر حالات المنظمات غير القانونية التى لا تمتثل للقانون المصرى. وكذلك فإن سلسلة العفو الرئاسى التى صدرت لإطلاق سراح سجناء يتعارض أيضا مع الانتقادات المتزايدة لانتهاكات حقوق الإنسان المتزايدة.
ومن الناحية الاقتصادية، تثير بعض وسائل الإعلام شكوكا مشئومة حول مسار مصر، فى تجاهل صارخ للاعتراف الدولى الواسع والإشادات الكبيرة للحكومة من صندوق النقد والبنك الدوليين على الخطوات والإصلاحات الكبرى التى تم اتخاذها لمعالجة اختلالات الاقتصاد الكلى للدولة. وفى الواقع فإن الدعم الشعبى الواسع لتلك الإصلاحات مثال واضح آخر على عزم مصر ومرونتها. والشعب المصرى ملتف حول قيادته ويضع كل ثقته فى قدرتها على توجيه الاقتصاد عبر المياه الآسنة.
وأشار أبو زيد إلى أن الصورة النمطية التى يتم تقديمها عن مصر متدهورة تظهر دائما مع أى مظهر من مظاهر النجاح فى البلاد. ويبدو هذا على ما يبدو جزءا من حملة تشويه مولعة فقط بإنتاج تحليل قاتم عن مصر، تحليل متحامل ومعادى، لكن بعض وسائل الإعلام من خلال القيام بهذا، لا تغفل فقط أصوات الحيطة والعقل، ولكنها تهيم ذكاء قرائها.
وختم أبو زيد مقاله بالقول إنه من المهم للغاية التأكيد على أن لا أحد يرفض الانتقادات. فكل مصرى يدرك المشاكل التى تواجهها بلاده، إلا أننا نتطلع للانتقاد الذى يذكر الصعوبات التى تمر بها البلاد، المصاعب التى لا يزال لها ثمنا اقتصاديا وسياسيا مرتفعا. وتحتاج مصر تحليلا ذا مصداقية موضوعية يمنح شعبها المزيد من الأفكار مع المضى بتفاؤل نحو إعادة بناء وتجديد دولته الديمقراطية الشاملة التى تتطلع للأمام.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد كمال
العين بالعين
والبادئ أظلم، يجب التركيز علي سلبياتهم، وفضحهم، ولنعلم جميعا أن هؤلاء لن يرضوا عنا أبدا حتي نتبع ملتهم، فيجب اللعب معاهم سياسيا ويجب العلم كذلك أن هؤلاء من أطراف المؤامرة علي الدول العربية، فالعين بالعين والبادئ أظلم، والله المستعان وعليه التكلان وهو حسبنا ونعم الوكيل