يحتاج الناقد المتخصص، إن كان متسرعا، لمطالعة نصف العمل الدرامى على الأقل كى يدلى برأيه فيه، وإن كان ناقدا موضوعيا فإنه لن يدلى برأيه قبل الوصول إلى مشهد النهاية، ولكنه إن كان هاويا ومن غيلان السوشيال ميديا و"نقاد الأنتريه"، فيمكنه إصدار حكم نهائى على العمل وأصحابه ومشاهديه والبلاد والعباد وشهر رمضان نفسه بصيامه وحسناته وذنوبه، من أول حلقة فى أول يوم، دون أن تهتز فى رأسه شعرة أو يشعر بتأنيب ضمير.
خلال السنوات الأخيرة تصاعدت أزمة السوشيال ميديا وسطوتها التى منحت قطاعات من الناس فرصا واسعة للتصدى لكل الأمور، وإطلاق الأحكام فيما يفهمون فيه وما لا يفهمون، ليتحول الأمر مع الوقت إلى ساحة واسعة للتلميع أو الإعدام، يمكن من خلالها صنع نجم من لا شىء، أو إعدام نجم ملء السمع والبصر، كما يتراءى لغيلان السوشيال ومن يقفون بعيدا يراقبون ويثيرون بعض الموضوعات ويطلقون ضربة البداية لترويجها أحيانا.
أحدث حلقات التغول والسيطرة التى كشفت أزمة السوشيال ميديا ومجانية أحكامها، موجة حادة من الانتقاد والهجوم، تقترب من الذبح الممنهج، لمسلسل النجم مصطفى شعبان الجديد "اللهم إنى صائم"، بعد حلقته الأولى، دون انتظار لما ستسفر عنه قادم الحلقات، ودون وعى لأن الحلقات الأولى بطبيعتها مداخل درامية للتقديم واستعراض الشخصيات ومفاتيح العمل ومنطلقاته الدرامية والعلاقات السببية والروابط بين أبطاله، ولكن يبدو أن شرارة ما أشعلها شخص ما يجلس فى منطقة ما ويوجه بشكل ما، لتنطلق طوابير الغيلان ونقاد الأنتريه فى هجوم لا يُعرف أوله من آخره.
قد يكون من السابق لأوانه أن نتحدث عن مسلسل "اللهم إنى صائم"، ونقيم عملا لم يُعرض منه سوى 30 دقيقة فقط، كما فعل غيلان السوشيال ونقاد الأنتريه، ولكن استعراض رحلة مصطفى شعبان وتاريخه غير القصير قد يكون مدخلا صالحا لفهم حالة الذبح المسعورة لعمله الجديد الآن، فالنجم الذى بدأ رحلته الفنية قبل أكثر من ربع القرن، وحصل على فرصته الأولى عبر 8 مشاهد فى فيلم "رومانتيكا" للمخرج زكى فطين عبد الوهاب، ثم دور صغير أيضا فى فيلم "القبطان" 1997، ثم مساحة حضور أوسع فى "فتاة من إسرائيل" 1999، لم يستعجل النجومية وشغل مقعد بين نجوم الصف الأول، واشتغل ببطء وتأنٍّ على مشروعه الفنى، مخرجا مسرحيا ثم ممثلا، ولاعبا للأدوار الصغيرة وصولا إلى النجومية والصف الأول والبطولة المطلقة، اشتغل مصطفى شعبان أكثر من 15 سنة بصبر واجتهاد على موهبته واسمه، ومنذ 10 سنوات وهو يحق حضورا لامعا ونجاحا كبيرا، لم يخرج خلال هذه الفترة من المنافسة بين الأول والثانى، كثيرا ما كان الحصان الأسود، صانعا نجومية بسيطة وتلقائية ومحببة للجمهور وتشبهه، لا تتعالى عليه ولا تنعزل عنه.
فى أعماله المتتابعة خلال السنوات الأخيرة، اهتم مصطفى شعبان بباقة الموضوعات التى تشغل القطاع الأول من الجمهور وترتبط بواقع وهموم العاديين والفئات المهمشة، صانعا مزيجا دراميا ذكيا ولطيفا، بين الحالات اللايت والرومانس والدراما الاجتماعية الهادئة والكوميديا الخفيفة النابعة من طبيعة تركيبات الشخصيات والمواقف الدرامية المصنوعة بعناية وتلقائية، لا من خلال القفشات والإفيهات اللغوية والنكات فهو نجم لا يعرف الفشل.
مصطفي شعبان ممثل صاحب الألف وجه ويقدم الكثير من الشخصيات
يهتم مصطفى شعبان بإطلالته اهتماما كبيرا، يجبره على الإعداد والتخطيط والمذاكرة لمسلسله طوال العام، مشتغلا على التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة، ولكن ببساطة وتلقائية ودون اصطناع، لهذا ستراه على الشاشة طبيعيا وبسيطا كما يعيش العاديون حياتهم، لا يصنع دراما معقدة ولا قصصا غريبة ولا تشبه الواقع الذى نعيشه، هو إنسان عادى يعيش حياة عادية ولكنها مليئة بالدراما والبهجة والابتسامات والدموع والمحبة والمعاناة، يستغل الكاريزما الكبيرة التى يتمتع بها، وتاريخه الواسع مع الجمهور ومحبتهم له، ليصنع خلطته الخاصة التى لا تشبه إلا مصطفى شعبان.
يختار مصطفى شعبان مووضعاته بعناية، ويشتغل على شخصياته بتركيز ودقة شديدين، لا يفتعل فى أدائه ولا يخرج على مقتضيات البشاطة والطبيعية، لهذا يحفظ المشاهد تفاصيل شخصياته وأسماءها وعباراتها الشهيرة كما يحفظ اسم مصطفى شعبان نفسه، وهو ما حدث مع الحاج فواز وأفندينا ومولانا العاشق وأبو البنات، وكان مصطفى شعبان يراهن على أن يحدث مع حافظ عبدالودود فى "اللهم إنى صائم"، بحرفية قلم وسيناريو أحمد عبدالفتاح، وعين وصورة أكرم فريد، ولكنه لم يكن يعلم أن كمينا من غيلان السوشيال و"نقاد الأنتريه" سيقتنصه فى أول يوم وبعد أول حلقة، وأنه وهو يقول "اللهم إنى صائم"، سيفاجأ بطوابير من النقاد الجهابذة يمضغون لحم المسلسل وعظامه، ويهللون وهم يذبحون "شعبان" فى أول يوم رمضان.
عدد الردود 0
بواسطة:
....
.....
خليه يخلع عبايه الحاج المتولي لانها علي مقاس نور الشريف لوحده بصراحة استظرافه وتصنعه فاق الوصف هو (والكاتب) اللي معاه خليه ينزل فيلم في السينما عشان يعرف حجمه بطلت هوجة مسلسلات البلطجة والعشوائيات والرقص المبتذل وهو لسه ماسك في عباية الحاج متولي بصراحة قديم قوى خليه يقارن نفسه بجيله والجيل اللي اصغر منه يوسف الشريف وكرارة ووو خليه يشوف اعماله مصطنع واوفر واوفر اوفر حتي طريقة الكلام مصطنعة مواضيعه اساسا افكارها بايته مقتبسة من افلام الخمسينات الي التسعينات