هانى عثمان

انتحار "قمر"

الجمعة، 19 مايو 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مشهد "1"

"ضعف الأنثى يزيدها جمالا عندما تعلم أن لها قلبا وقد أحب، أنت الحياة التى رأيتها مرارا فى أحلامى ، وكل أمنياتى فيما مضى وفيما هو آت، أراك قمرا استقر نوره فى عينى ورسمت ملامحه بدموعها ، أنت النغم والعزف والألحان وكلمات الشعر وصوت الأمل ، ترقصين على دقات قلبى التى عشقت صوتها .. أنت الجمال ، لذا أنت الحب .. " .. لا أعلم مكانى أو زمانى عندما سمعته يتحدث فى هذه الليلة ، فكان منذ ما عرفته حلو اللسان وطيب القلب وصادق الإحساس.. نظرت إلى عينيه لأجد نفسى ساكنه بداخلهما لا أمتلك فى حريتى أى قرار ، تحدث وأنا أكاد أكون طفلة نامت بين ذراعى أمها بعد فراق بينهما .. دار فى رأسى التى فقدت السيطرة عليها فى هذه الدقائق ، كثيرا مما لم أذكره بعدها ، علمت حينها أنى أعشقه بعد أن أصبحت كلمة أحبه حروفها أضعف من ان تحمل معانى ما أقصده ، عندما أيقنت فعلا أنى أعشق والعشق حلال فى حضرة المعشوق سبحانه ، أخبرت نفسى وقتها أن الحياة قرار يصعب على كثيرا منا إتخاذه لأن كثيرا منا يتمنى أن يعشق بكل ما فيه ، وبصدق قلب يبحث عن هذا العشق على مدار حياته ، لكن لا يدركه إلا القليل منا حتى وإن أنكر بعضنا ذلك .. تحررت من كل عادة أو تقليد وتخلصت من كل وهم أو زيف فى حياتى وعلمت ان الحياة للحب تكون حياة وبغير الحب تضيع هباء .. إتخذت قرار فى حالة عشق سماه من ذكرونى بعد رحيلى "انتحار ".

مشهد " 2"

ترك كل دنياه وقرر ان يعيش معها فى حالة حب دائما، ظن أنه امتلك كل ما أراده يوما ، ولم يكن يعلم ان من ظن أنه امتلك الدنيا كان يمسك فى يده خيوط دخان..لم ينشغل دقيقة بشئ غير حبه ، بينه وبين نفسه أو بذكر فضله فى حديثه مع أخرين .. ضاع فى ضيعة الحب سنين وفى هذه الليلة إلتقاها وكان يعلم أنها أخر مرة تلتقى عيناهما ولحظة وداع بين سلام دام كحضن ليديهما ، كان ضعيفا أمام من رأى الدنيا فى عينها ، وكل جميل فى عشقها..لم ينسى عندما أخبرته قرارها وظن أن هذا من فرط حبها..عاتب نفسه ولام عليها عندما ترك حبيبته ترحل وحدها .. قالت له ليلتها : "انت العشق ولم اراك قبل اليوم فى صورتك ، انت الحبيب والعاشق والقوة كلها فى كلمتك .. أحبك وأحب كل ما فيك لان فيك كل جميل وأجمل ما فيك قلب عشق من عشقه " .. علم وقتها ان ما يعيشه لحظة يمكن للدنيا ان تقف عندها ، لكنه لم يعى ما حملته كلماتها .. بعد رحيلها تحدث لنفسه قائلا :" كنت أحبها ، لكنى لم أكن جريئا فى حبى لها.. تركتها ولن أرحل إليها إلا إن عشت نفس العشق مع أحد غيرها ، وهذا مستحيل ، ليس فى الدنيا بعدها.. سأظل هائما فى حبى وسارحا فى ذكرياتها ، لم أعد صاحب قرار فى عشقى ولكن يصعب على نفسى ان يقول الناس عنى ان فى ضيعة الايام أصبحت ساكنا.. "مجنون" فى عيون اهل قريتى ، لكنى عاشق فى حضرة المعشوق أمضى .

مشهد " 3”

لم يكن هذا اليوم كأيام سبقته او جاءت بعده ، قد اختلطت المشاعر على أهالى قرية "قمر" ما بين حزن على رحيلها وبين فرحة من سقوط " هيبة العمدة " الذى زاد بطشه وظلمه لهم ، ظل الأهالى يروون تفاصيل حكاية "قمر" ، كل منهم يحكى ما يراه هاما فيها ، فيهم من يراه يوم التحرر من العمدة الظالم ، الذى جلبت له إبنته العار عندما عشقت غريبا عنها، ومنهم من يرى أن المثل الشعبى صدق عندما قال " مراية الحب عامية " ، وقليل من أدركوا ان العشق ليس له قواعد أو أصول يمكن إتباعها بل هو حالة لا يعلم صاحبها ما يمكن أن يفعله حينها .. إنتحرت إبنه العمدة التى أحب خلقها وطيبة قلبها كل من عرفها او سمع سيرتها..كان حب "قمر" وعشقها سببا فى رحيلها وعودة الروح لاهل قريتها، وظلت كلماتها التى تركتها فى رسالتها الاخيرة هى أصل كل حكايه عنها، وعن من ضاع بينهم وهو من خيرة شباب القرية كلها، قد قالت :" السماح لا يطلب الا ممن احب، ومن يحب يغفر لمن احب فى كل وقت، واظن فيكم حبا لى.. كانت نفسى لا تمتلك حق الاختيار فى الوجود، غير الوجود معه..انظروا حولكم وان كنتم تريدون سببا لرحيلى لن تجدوا غير الحب ..لم أجد غيره أحبه أكثر من نفسى وأكتفيت به بعد ان أصبح فى قلبى وحده و لا شريك له، كنت أعلم أنى بينكم أعيش بعيدا عنه وتضيع نفسى فى ضيعة أيامكم، فسلاما لحين أن نلتقى.







مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

يا بختك

يا بختك عشقت القمر ونسيت عبد العال

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة