فى أحد صباحات الشتاء الباردة استيقظ الطفل محمد السعيد الحنفى البالغ من العمر اثنى عشر عاما، على آلام مبرحة فى كلتا عينيه الواسعتين ، صرخ الطفل طالبا النجدة من والديه اللذين فجعتهما حالة طفلهما؛ فقررا الذهاب به فورا إلى أقرب مستشفى فى المحافظة التى يقطنون بها.
فى دمياط الواقعة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، ذهب السعيد الحنفى، الرجل البسيط الذى يعمل أسترجيا، إلى المستشفى حاملا طفله محمد بين ذراعيه ، لإجراء جراحة تعيد لابنه نظره الذى يضيع
وبعد الجراحة نزع الطفل رباط الجراحة من على عينيه، لكنه وجد الدنيا وقد أسودت تماما عن يمينه وعن يساره، لا يكاد يرى بهما إلا قليلا جدا، ولأنه نور عينى والده الصنايعى الذى يمتلك ورشة بسيطة لدهان قطع الأثاث، فقد أغلق الورشة وجال به على الأطباء فى دمياط حتى فقد كل جنيه كان يدخره للزمن.
يوما بعد يوم ساءت حالة الأسرة وفقدت مصدر رزقها الوحيد المتمثل فى الورشة، تلك التى كانت تبقيهم على قيد الستر من الفاقة ومن الحاجة إلى الناس، ومع مرور الوقت فقد الأب زبائنه وبدأ فى العمل باليومية لدى أصحاب الورش بعد أن كان أسطى كبير وله ورشة مستقلة ، ولا يطلب شيئا إلا تدخل المسؤولين لعلاجه على نفقة الدولة
أما الأم فلم تحتمل أن ترى زوجها فى تلك الحالة من دون أن تساعده فى تحمل أعباء الحياة، وبمفردها واجهت لحظة الحقيقة، تركت مهمتها كربة منزل، وعملت فى البيوت تنظف الأرضيات وتغسل السجاجيد حتى تسد رمق الأسرة التى كانت عزيزة قبل عدة أشهر فحسب.
أنهى الطفل الصف السادس الدراسى من المرحلة الابتدائية ودخل فى المدرسة الإعدادية للمكفوفين فى مدينة شطا، التى تمثل المدخل الشرقى لمدينة دمياط من ناحية بورسعيد، ومع كل ذلك لم يفقد الأمل فى عودة النور إلى عينيه.
الطفل وأسرته يناشدون المسؤولين وأطباء العيون النظر إلى حالته باهتمام لعله يعود مجددا إلى الحياة، طفلا كاملا يرى الأشياء بعينيه بدلا من أن يراها بقلبه
للتواصل مع الحالة: 01006154549
شاركونا فى تحرير المواد الصحفية بإرسال الصور والفيديوهات والأخبار الموثقة لنشرها بالموقع والجريدة المطبوعة، عبر خدمة "واتسآب اليوم السابع" برقم 01280003799، أو عبر البريد الإلكترونى send@youm7.com، أو عبر رسائل "فيسبوك"، على أن تُنْشَر الأخبار المُصَوَّرَة والفيديوهات باسم القُرّاء.
محمد السعيد الحنفي
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة