لم نتعود على رؤية الدماء، وكثير من المصريين يتجنبون مشاهدة أى منظر يتعلق بالدماء، فهم بطبعهم بسطاء وفى قلبهم رحمة ينفرون من العنف والعدوان، ونسبة ليست بقليلة يبدأون يومهم بالصلاة متمنيين أن يكون يومهم مُحمل بالخير والسلام على الجميع... ولكن حدث تغيير فأصبحنا نرى يوميًا مشاهد دموية ترتجف لها الأبدان وتدمع العين عندما تراها - أصبح الإرهاب مرتبط بكل الأخبار اليومية واللون الأحمر لون الدماء هو السائد بين الألوان..
داعش أو أنصار بيت المقدس أو .... كلمة لم نعرفها من قبل - ظهرت لتدمر – لتحطم – لتجعل بكاء فى كل بيت – تسير على خُطى إبليس فهو ملهمها ... قتلت الكثيرين باسم الدين وهم لا يعرفون أى شىء عن الدين فلهم أغراض أخرى غير الدين.
كان حادث الكنيسة أليما بكل المعانى.. تألم له المسلمون قبل المسيحيين، وبكت الأمهات فى البيوت حزنًا على ما جرى، وظهرت قوة التلاحم والحب بين أطياف الشعب المصرى المسلمين والمسيحيين – لمسنا هذا بأنفسنا ،
لن ينتهى الإرهاب فى فترة زمنية قصيرة بل ستكون هناك حرب طويلة ممتدة سنقاسى منها أيضًا .. فمصر مستهدفة وكل الطرق الشريرة فى مخططات أعدائنا.
لن تنفعنا الكلمات المزينة ولا لقاءات رجال الدين ولا المقالات بليغة الكلمات .. فكل مرة نجلس ونقول نفس الكلام ونتعهد نفس التعهدات ولكن الأيام تنسينا ونرجع لنقطة الصفر .. لابد من تكاتف كل الجهات للقضاء على الإرهاب .
ستكون هناك حرب فكرية قوية، فلابد من محاربة الإرهاب الفكرى .. أفكار كثيرة مغلوطة فى عقول شبابنا وهناك من يشجعهم ويملأ عقولهم بهذه الأفكار، وخاصة فى الريف، فالمجتمع الريفى يحتاج منا الكثير لرعايته فكريًا، فهو موطن خصب وساحة واسعة لنشر الأفكار الإرهابية نظرًا لبساطة أفراده، فمن السهل جداً السيطرة الفكرية على أناس معظمهم لم ينل قدرا من التعليم، وكلما فكرت فى عقلية وفكر كل من يفجر نفسه من أجل قتل الآخرين، أتساءل ألم يفكر ولو للحظة أن من بين من يقتله ولو فرد واحد لا يستحق هذا الجرم، وكيف نقتل الآخرين الذين لم يفعلوا بنا شيئا ثم ندخل الجنة، من أسماء الله سبحانه أنه عادل .. فحاشا لله أن يكافئ شخصا قاتلا للأبرياء بأن يدخله الجنة.
الذى لا يعرفه الكثير أن من ضمن صلوات القداس، صلاة من أجل رئيس البلاد (مهما يكن) وأيضا صلاة من أجل سلام مدننا وسلام العالم كله، وصلاة من أجل ماء النيل ومن أجل الزروع والحصاد وثمار الأرض، وصلاة من أجل أن يبارك الله الآخرين جميع الناس فى كل المسكونة.. فهل كل من رفع قلبه للصلاة والدعاء من أجل الآخرين يستحق الموت؟.
لن نترك الحزن يسيطر علينا بل سنتكاتف للقضاء على الإرهاب ومن قبله الأفكار المغلوطة .. سوف نقضى على الأمية .. سوف ننقح عقول شبابنا سنجعله يحب الدين ويسعى لإعلاء الدين بالأعمال الصالحة ونشر السلام بين الناس .. سنجعل بلادنا أجمل وأجمل وذلك بوحدتنا وتكاتفنا وأيضا بحبنا لبعضنا البعض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة