أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

ترامب والقدس والانقسام العربى

السبت، 09 ديسمبر 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لماذا اجترأ ترامب على ما لم يجترئ عليه أى رئيس من قبل؟ لماذا أعلن بصفاقة اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل وقرر نقل سفارة بلاده إليها، ضاربا عرض الحائط بالقرارات الدولية التى حددت وضع المدينة المقدسة وأكدت إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس؟
 
باختصار، واشنطن تعمل منذ عشر سنوات على تدمير البلاد العربية وتقسيمها وإعادة تفتيت الدول المتماسكة إلى دويلات متناحرة على أساس طائفى وإثنى، وكذا تكوين ميليشيات مسلحة على أساس دينى لإضعاف الجيوش العربية التقليدية وإشعال الحروب الأهلية العربية، وبالفعل نجحت فى تحطيم الجيش العراقى وكان من أقوى الجيوش العربية وبعده تم إدخال الجيش السورى فى حرب طاحنة لا تنتهى وتدمير الجيش اليمنى والجيش الليبى، فضلا عن تقسيم السودان وإشغالها بنزعات التقسيم فى كردفان ودارفور، وإشغال الجيش السعودى والتحالف العربى بالحرب فى اليمن، كما كان المخطط الأكبر الذى سعت إليه جماعة الإخوان الإرهابية فى عام حكمها المشؤوم، تجفيف منابع تمويل الجيش المصرى وجره إلى حروب خارجية فى سوريا واليمن وخلافه، لكن اليقظة وثورة الشعب فى 30 يونيو، جنبت جيشنا ما كان يراد له من مؤامرات.
 
وبالفعل لم يعد بالساحة العربية قائما صلبا متماسكا إلا الجيش المصرى، ولذا استطاع حماية الدولة المصرية من كل أشكال التطرف والإرهاب والحصار الاقتصادى ومحاولات تركيع الدولة المصرية بعد ثورة 30 يونيو، ولعلنا نذكر كيف استطاع الجيش حماية الحدود من محاولات تسلل الإرهابيين عبر حدودنا الشرقية والغربية والجنوبية، وكيف حمى الجبهة الداخلية من مخطط المشروع الصهيونى لإقامة دولة غزة العريش بديلا للدولة الفلسطينية على الأراضى الفلسطينية وفق القرارات الأممية، وكيف حمى الجيش الجبهة الداخلية من محاولات الحصار والتجويع لدفع المصريين إلى الانتفاض والفوضى، وكيف قاد المشروعات التنموية العملاقة من العاصمة الإدارية وحفر قناة السويس إلى مشروعات أنفاق قناة السويس وجبل الجلالة والمشروعات الإنتاجية الضخمة لتوفير ملايين فرص العمل للشباب.
 
إذن، لم يكن ترامب أو غيره من رؤساء أمريكا ليقدموا على اتخاذ قرار نقل السفارة للقدس، لولا حالة الضعف والهوان والانقسام والتشرذم التى أصبح عليها العرب، لدرجة تآمر بعض الدول العربية على بعضها والتواطؤ مع العدو الإسرائيلى على تنفيذ مخططه التدميرى وكذا تنفيذ المهام القذرة من دعم وإيواء وتسليح الإرهابيين لصالح مشروع الفوضى الخلاقة لتدمير المنطقة العربية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة