إصابات فى صفوف شبان فلسطينيين فى مواجهات مع الاحتلال فى بيت لحم

الخميس، 07 ديسمبر 2017 01:48 م
إصابات فى صفوف شبان فلسطينيين فى مواجهات مع الاحتلال فى بيت لحم مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الإحتلال
كتب - أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أصيب اليوم الخميس، عدد من المواطنين الفلسطينيين بحالات اختناق جراء قمع قوات الاحتلال لمسيرة جماهيرية خرجت في بيت لحم تنديدا بقرار ترامب بالاعتراف القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

وانطلقت المسيرة التى دعت إليها لحنة التنسيق الفصائلى من منطقة باب الزقاق مخترقة شارع القدس الخليل وصولا إلى المدخل الشمالى لبيت لحم، حيث قمعتها قوات الاحتلال الإسرائيلى بإطلاق قنابل الغاز والصوت، والمياه العادمة، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، ولا زالت المواجهات مستمرة، ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، مرددين هتافات مناهضة للسياسة الأمريكية المنحازة.

من جانبه، أكد مدير المركز الفلسطينى للبحوث والدراسات الاستراتيجية اللواء محمد المصري، أن قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، غير المحسوب، والقاضى بنقل سفارة بلاده للقدس والاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، يمثل عملية انتحار سياسى وعزل عن رعاية العملية التفاوضية.

وقال المصري، فى تصريح اليوم الخميس، إن القرار أفقد الولايات المتحدة مكانتها فى الشرق الأوسط، كما أنه حول ترامب إلى عدو للشعب الفلسطينى والمنطقة العربية والإسلامية، وعرّض مصالح بلاده وسياساتها وحتى مواطنيها للخطر والتشويش والتعطيل، لافتاً إلى أنه يفكك منظومة حلفائه العرب المعتدلين.

وأضاف "إن هذا الحلف سيتفكك نتيجة تقوى الحلف المقابل واستمداد الشرعية من هذا الموقف، إن هذا القرار عملياً يعنى إشعال المنطقة، وإعادة الصراع إلى مربعه الأول؛ لأنه ببساطة ينسف أسس عملية التسوية التى وضع ترامب نهاية لها، إذ على ماذا سيفاوض الفلسطينيون؟".

وأشار إلى أن أى قائد فلسطينى لن يستطيع أن يساوم أو يوافق على ما يُطرح أمريكياً، وأنه على أمريكا وإسرائيل أن تتوقفا عن وهم أن العرب والفلسطينيين غير قادرين على الرد، فهذا القرار يتجاوز الخطوط الحمراء كلها، وهذا يعنى أن حلفاً فلسطينياً عربياً إسلامياً سيتشكل فى عالم الغيب للرد غير المتوقع، إما غداً أو بعد غدٍ.

وشدد على أن الموقف الأمريكى كان نتيجة للضعف العربي، ولكنه سيكون أيضاً واقعاً لتغيير الواقع من أساسه، هذا القرار المجنون ليس نهاية العالم، فلا يمكن لأمريكا أن تحدد عاصمة إسرائيل أو عاصمة فلسطين.

وتابع المصرى "الشعب الفلسطينى أحبط الكثير من الخطط والمؤامرات، وهذه مؤامرة أخرى سنتجاوزها أيضاً، بحكمة القيادة، والتى تمتلك كثيراً من الأوراق، ولديها خططها، وسيُفاجأ ترامب وإسرائيل، بأن الشعب الفلسطينى وقيادته الوطنية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، قادرون على قول كلمتهم، وهى الرفض التام".

ونوه إلى أن القيادة الفلسطينية لن تقبل بعد ذلك التعامل مع هذه الإدارة التى وضعت نفسها فى المربع الإسرائيلى كلياً، مضيفا أن الإدارة الأمريكية حوّلت هذه المسألة أيضاً إلى عصا غليظة تهدد بها الفلسطينيين والعرب، وتبتز المواقف منهم، والجديد الآن، هو أن ترامب يستغل مسألة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس للخروج من مأزقه، وخاصة فيما يتعلق بعلاقة مشبوهة بين إدارة ترامب والمخابرات الروسية فى مسألة الانتخابات الأمريكية الأخيرة.

واستطرد "شهدنا بعد إعلان خبر اتصال ترامب بالرئيس عباس وبقية قيادات المنطقة، أن هناك ردود فعل عربية ودولية حذرت من خطورة هذا التصرف الأرعن، وهذا الأمر يُتابع من قِبل القيادة الفلسطينية على صعيد التحركات السياسية والدبلوماسية، أما على المستوى الشعبى الميدانى الذى يجب أن يتميز بالتدرجية والاستمرارية والانضباطية، ضمن شعارات متدرجة قابلة للتحقق ومتفق عليها وطنياً، يمكن تغييرها حسب النجاحات أو الظروف".

وقال "هذا يتطلب تنسيقاً شعبياً محكماً لا تجاوز فيه أو تنافس أو اصطياد فى الماء العكر، إن هذا الحراك هو الحراك الأكثر أهمية؛ لأنه يعطى حاضنة شعبية لقرارات القيادة وحماية لها وتأكيداً لشرعيتها وتمثيلها، وهذا المستوى ضرورى لإرسال رسالة شعبية واسعة وقوية لكل الأطراف: إن الفلسطينيين يستطيعون – بما يمتلكون من قدرة على الإبداع – أن يفرضوا شروطهم ولو بالحد الأدنى".

وأضاف "لابد من الاستفادة من هذه التجربة؛ لأننا رأينا تراجعات وانكشاف ظهر ومزايدات، الأمر الذى جعل من هذه الهبّة ذات نتائج قليلة، وثم الاختلاف عليها، وثم التعامل معها بطرق مختلفة، إلى درجة أنها تخامدت وانتهت إلى حدٍ بعيد، الآن، ما أقصده هو أن يكون الرد على الخطوة الأمريكية إذا حصلت، بطريقة مختلفة، أعني، أن يكون الحراك الشعبى منسقاً من جهتين: الأعلى والأسفل، حتى لا تكون هناك قراءات مختلفة أو شعارات مختلفة أو انكشاف لظهر أى طرف مشارك".

وكشف المصرى أنه يجب على القيادة الفلسطينية تغيير الوسائل لا تغيير الأهداف؛ حيث إن الهدف هو الدولة، فإن من الممكن تغيير أدواتها، ومنها: السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية.

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة