الأزهر الشريف فى 2017.. انفتاح على العالم ودفاع عن الإسلام وحرب على الإرهاب.. جولات الإمام الأكبر تؤسس للحوار بين الشرق والغرب.. الأزهر يتقدم الأمة فى دفاعها عن القدس.. ومرصد الأزهر يقود الحرب الفكرية ضد التطرف

الأحد، 24 ديسمبر 2017 05:00 م
الأزهر الشريف فى 2017.. انفتاح على العالم ودفاع عن الإسلام وحرب على الإرهاب.. جولات الإمام الأكبر تؤسس للحوار بين الشرق والغرب.. الأزهر يتقدم الأمة فى دفاعها عن القدس.. ومرصد الأزهر يقود الحرب الفكرية ضد التطرف الأزهر الشريف بـ2017
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"أروقة الأزهر" توفر ملاذا آمنا لطلاب العلم الشرعى.. و"مجمع البحوث" يقطع الطريق على الفتاوى الشاذة والمتشددة

بيت الزكاة والصدقات "نهر خير" يداوى آلام الفقراء..  و"بيت العائلة" يمد مظلته لأبناء مصر بالخارج..  ومعاهد الأزهر تقهر "ظاهرة الغش"

 

واصل الأزهر الشَّريف عطائه وجهوده فى العام 2017م، انطلاقا من مسئوليته الدينية والعلمية والاجتماعية، وتفعيل دوره التاريخى فى مواجهة التطرف والإرهاب ونشر ثقافة السلام، مقدما رؤية ونشاطا يرتكز على التطوير الذاتى، وتطوير التعليم والدعوة وتجديد الخطاب الدينى، وتدريب الأئمة الوافدين، وعقد لقاءات حوارية مع الشباب فى مختلف المحافظات، وإرسال القوافل الدعوية والتوعوية والتكافلية للمناطق النائية، وإنهاء عدد من الخصومات الثأرية، وضبط الفتاوى، والمشاركة فى عدد كبير من المؤتمرات والندوات داخل مصر وخارجها لتحقيق الهدف الأكبر الخاص بمكافحة التطرف ونشر الصورة الصحيحة للإسلام.

 

وأصدرت مشيخة الأزهر حصادها لعام 2017 وشكل ملف "تجديد الخطاب الدينى" صدارة اهتمامات الأزهر الشريف فى 2017، لاسيما فى ظل ما تشهده دول العالم من عمليات إرهابية، ومحاولة إلباس هذه العمليات عباءة الدين الإسلامى، وقد سعى الأزهر إلى شرح الخطاب الدينى عبر العديد من الجولات فى الداخل والخارج، ومن خلال المؤتمرات والندوات، التى سعى جميعها للتأكيد على وسطية الدين الإسلامى واعتداله ورفض كل أشكال العنف والتطرف.

مؤتمر "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل"

ومن بين المؤتمرات والفعاليات التى عقدها الأزهر الشريف فى عام 2017، يَبرُز مؤتمر "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل" الذى عقد فى فبراير الماضى، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، وصدر عنه "إعلان الأزهر للمواطنة والعيش المشترك"، الذى شدد على حتمية العيش المشترك فى ظل المواطنة والحرية والمشاركة والتنوع.

 

مؤتمر الأزهر العالمى للسلام

ونظَّم الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين مؤتمرا عالميا للسلام فى إبريل الماضى بحضور البابا فرنسيس الثانى، بابا الفاتيكان، ونخبة من علماء ورجال الدين والساسة بالعالم، جرى خلاله التأكيد على رسالة الإسلام التى تحمل إلى العالم قيم السلام والتعايش والحوار، كما تم تنظيم مؤتمر "التطرف وأثره السلبى على مستقبل التراث الثقافى العربى" بالتعاون مع جامعة الدول العربية، فضلا عن توقيع بروتوكول تعاون مع المركز الثقافى البريطانى لتوصيل رسالة الإسلام الصحيحة إلى الناس فى مختلف أنحاء العالم.

واستكمالًا لما تم إنجازه فى العام الماضى، واصل الأزهر جلسات الحوار المجتمعى مع الشباب فى 2017م، من الإسكندرية شمالا وأسوان جنوبا وكذلك جنوب سيناء، بهدف إرساء قيم الحوار وتحصين الشباب والاستفادة من مقترحاتهم وأفكارهم، والمساهمة فى بناء المجتمع دينيا وأخلاقيا وثقافيا واجتماعيا، وذلك بمشاركة مختلف الفئات العمرية مع التركيز على الشباب، ويبرز فى هذا السياق المؤتمر الدولى الذى نظمته كلية الدراسات الإسلامية والعربية تحت عنوان "تجديد الخطاب الدينى بين دقة الفهم وتصحيح المفاهيم".

 

وفى السياق ذاته، حرص الأزهر الشَّريف على مكافحة التطرف الفكرى باعتباره القضية الأبرز على الساحة والتى أصبحت تهدد استقرار المجتمعات والسلام العالمى، وجرى عقد سلسلة ندوات من أجل التواصل مع جميع فئات المجتمع وتعريفهم بما يقوم به الأزهر من جهود لإرساء السلام المجتمعى، ومحاربة الفكر المتطرف، والعمل على إرساء قيم المواطنة والحفاظ على الهوية والثقافة المصرية.

 

ولمكافحة الكراهية، شكَّل الإمام الأكبر لجنة لإعداد مشروع قانون لمكافحة الكراهية والعنف باسم الدين، بهدف تجريم الحض على الكراهية ومظاهر العنف التى تمارس باسم الأديان، وتم الانتهاء من مشروع القانون وتسليمه إلى رئاسة الجمهورية، ليأخذ مساره التشريعى.


جولات الإمام الأكبر الخارجية.. دعوة للمصارحة ورسالة سلام

شهد العام 2017م نشاطا مكثفا للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشَّريف، على المستوى المحلى والإقليمى والعالمى، وارتكزت كل زياراته وتحركاته الداخلية والخارجية على أهداف رئيسة، تتمثل فى نشر السلام العالمى، ومواجهة التطرف، ونصرة القضايا الإنسانية العادلة، وقد شهد العالم بأهمية دور الإمام الأكبر وتأثيره فى الحد من التطرف، والإسهام فى إرساء السلام، وهو ما أكدته العديد من الشخصيات والقيادات والمؤسسات السياسية والدينية العالمية.

وتجلى هذا التأثير الكبير للإمام الأكبر فى اختياره الشخصية الإسلامية الأكثر تأثيرا فى العالم للعام الثانى على التوالى، وبات العالم يدرك الدور المحورى للأزهر فى مواجهة الإرهاب وترسيخ السلام العالمى؛ ولذلك شهدت مشيخة الأزهر الشريف توافد العديد من الشخصيات والقيادات السياسية والدينية فى العالم، بما يؤكد الدور المحورى والمهم للأزهر الشَّريف على مختلف المستويات.

 

وكان لقاءات الإمام الأكبر مع البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، مرتين الأولى فى القاهرة والثانية فى روما هذا العام، هما اللقاءان الأبرز والأهم خلال هذا العام، باعتبارهما يمثلان أكبر مؤسستين دينيتين فى العالم، وخلال اللقاءين كان العنوان الرئيس هو التأكيد على العمل المشترك من أجل السلام الشامل بين جميع البشر.

 

وفى ضوء الانخراط القوى والبارز للأزهر الشريف فى محاربة الإرهاب، حرصت العديد من الدول الأوروبية على توثيق علاقاتها بالأزهر الشَّريف، وشهدت مشيخة الأزهر بالقاهرة توافد العديد من الشخصيات والوفود الغربية للقاء الإمام الأكبر، من أبرزهم: المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ووفد من مجلس الشيوخ الإيطالى، ومسئولون معنيون بمكافحة الإرهاب من أستراليا، وألمانيا، بولندا، وقد أكدت كل هذه الوفود حرصها على التعاون مع الأزهر الشريف فى مجال مكافحة التطرف، ونشر مفاهيم الوسطية والاعتدال، كما أشادت بجهود الإمام الأكبر وخطابه العالمى الذى أسهم فى تصحيح صورة الإسلام وتبرئته من ممارسات التنظيمات الإرهابية.

 

أما لقاء الإمام الأكبر برئيس وزراء بريطانيا الأسبق تونى بلير نهاية 2017م، فقد ركز الإمام الأكبر فيه على رفضه للقرار الأمريكى باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيونى واستنكاره نقل السفارة الأمريكية إليها، وتأكيده أن هذا القرار سيقود إلى عدم الاستقرار فى المنطقة والعالم أجمع.

 

بالإضافة إلى زيارة إيطاليا، توجه الإمام الأكبر إلى ألمانيا مرتين خلال هذا العام، الأولى كانت فى شهر مايو؛ لحضور احتفالية حركة الإصلاح الدينى بمناسبة مرور 500 عام على تأسيسها، وخلال هذه الزيارة التقى بالعديد من القيادات الألمانية، أما الزيارة الثانية فتمت فى سبتمبر الماضى، والتقى خلالها الإمام الأكبر مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، كما ألقى الكلمة الرئيسية فى مؤتمر "طرق السلام".

 

وفى إطار حرصه على ترسيخ علاقاته بالدول الأفريقية، باعتبارها تمثل العمق الاستراتيجى لمصر وأحد معاقل الإسلام الكبرى فى العالم، حرص الأزهر خلال عام 2017 على تقديم الدعم العلمى والدعوى لدول القارة، ومساعدتها على مواجهة الإرهاب، كما استقبل الإمام الأكبر العديد من الوفود الأفريقية الرسمية، وكذلك الأمر بالنسبة للقارة الآسيوية، حيث زارت عدة وفود من دولها مشيخة الأزهر الشريف، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك فى المجالات الدعوية والتعليمية.

 

كما كان تأثير الدكتور أحمد الطيب على الساحة العربية واضحا، وقصدته الوفود من دول عربية عديدة، هذا فيما زار الإمام الأكبر المملكة العربية السعودية مرتين خلال 2017م: إحداهما لحضور الملتقى العالمى "مغردون" حيث وجه فيه كلمة إلى شباب الأمة، حذر فيها من استخدام البعض وسائل التواصل الاجتماعى لتقديم صورة مشوهة عن الدين الإسلامى، كما زار دولة الإمارات العربية المتحدة، لترأس الجولة الرابعة للحوار بين الشرق والغرب فى أبوظبى.


الأزهر فى مواجهة الإرهاب

فى ضوء ما واجهته مصر خلال 2017م من أحداث إرهابية أليمة، كان موقف الأزهر الشريف وإمامه الأكبر واضحا فى إدانة تلك العمليات ووصف منفذيها بـ"الخوارج"، الذين يجب على مؤسسات الدولة محاربتهم، كما أكد الأزهر ضرورة اصطفاف الشعب المصرى خلف مؤسساته من أجل القضاء على تلك الجماعات الإرهابية، فيما حرص الإمام على زيارة المصابين فى معظم هذه الأحداث.

 

وشكلت زيارة الإمام الأكبر إلى قرية الروضة، بشمال سيناء، بعد تعرض مسجدها لهجوم إرهابى غادر أسفر عن استشهاد أكثر من ثلاثمائة من أبنائها.. شكلت الزيارة نقطة تحول فاصلة فى مواجهة الأزهر للإرهاب، حيث تحدى الإمام الأكبر كل المحاذير الأمنية وأصر على المرور على بيوت القرية لتعزية أهلها ومواساتهم بنفسه، واتخذ عدة قرارات مهمة لصالح القرية، من بينها صرف معاش شهرى لذوى الشهداء والتكفل برحلات حج مجانية لهم وبناء مجمع أزهرى متكامل لخدمة أبناء القرية.

 

الأزهر ومأساة مسلمى الروهينجا

منذ تصاعد موجات العنف بحق المسلمين الروهينجا فى ميانمار سعى الإمام الأكبر إلى إنهاء هذه المأساة الإنسانية من خلال الحوار، فعقد فى بداية يناير 2017م مؤتمرا للسلام بين أبناء ميانمار، واستمع إلى رؤية الجميع؛ بغية الوصول إلى تفاهم مشترك، وبعد استمرار السلطات فى ميانمار فى ارتكاب المجازر بحق المسلمين فى البلد، حيث خرج الطيب، فى بيان متلفز تناقلته وسائل الإعلام العالمية، دعا فيه المجتمع الدولى إلى التصدى بكل السبل لسلطات ميانمار التى ترتكب أبشع أشكال الإبادة الجماعية والتهجير القسرى بحق المسلمين فى بورما.

 

وقاد تحركات عالمية لإنهاء هذه المأساة، حيث تواصل مع الدول المعنية بهذه القضية، مثل إندونيسيا وماليزيا وبنجلاديش، كما دعا المنظمات الإغاثية الإسلامية والعالمية إلى تبنى قضية اللاجئين الروهينجا الذين يعيشون أوضاعا مأساوية وسط تجاهل وصمت دولى كبير، وأطلق فضيلته قافلة إغاثية كبيرة برعاية الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، إلى مخيمات اللاجئين الروهينجا فى بنجلاديش، وكان من المقرر أن يقوم الإمام الأكبر بزيارة مخيمات اللاجئين فى نهاية نوفمبر الماضى، لكنه قرر تأجيل الزيارة قبل ساعات من موعدها عقب الهجوم الروضة الإرهابى على مسجد قرية الروضة فى سيناء.


الأزهر وقضية القدس

واحتل الملف الفلسطينى بصفة عامة والقدس بصفة خاصة حيزا كبيرا من اهتمام الأزهر الشريف وإمامه الأكبر، الذى ندد وأدان الانتهاكات الصهيونية بحق الفلسطينيين، ورفض قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس، محذرا من التداعيات الخطيرة المترتبة عليه، ومشدّدا على أن القدس المحتلة، وهويتها الفلسطينية والعربية، يجب أن تكون قضية كل المنصفين والعقلاء فى العالم، رافضا طلبا رسميا من نائب الرئيس الأمريكى، مايك بينس، للقاء قائلا: "كيف لى أن أجلس مع من يزيفون التاريخ ومن منحوا ما لا يملكون لمن لا يستحقون، ويجب على الرئيس الأمريكى التراجع فورا عن هذا القرار الباطل شرعا وقانونا".


 بيت الزكاة يبث روح التكافل والتراحم

شهد عام 2017م توسعا كبيرا فى أنشطة بيت الزكاة والصدقات المصرى، الذى يشرف عليه شيخ الأزهر بما يبرهن على حجم الثقة التى يحظى بها لدى عموم المصريين، وقد تحمل بيت الزكاة تكاليف إجراء العمليات لقوائم انتظار مستشفى أطفال أبوالريش، وتم توسيع دائرة علاج قوائم الانتظار بمعهد القلب ومعهد ناصر، وإنشاء مركز لعلاج الفيروسات الكبدية بمستشفى الأزهر التخصصى، وعلاج 26 ألف مريض بفيروس (سي)، كما أطلق بيت الزكاة حملة "صحتك هتنور حياتك" حيث قام بعمل مسح ميدانى على أكثر من 20 ألف مواطن، وإجراء التحاليل الطبية بالمجان وتحويل الحالات التى يتم اكتشافها دون تحميل المرضى أية أعباء مالية.

 

وقدم البيت إعانات شهرية استفاد منها حوالى 80 ألف شخص، إلى جانب قيامه بتوزيع أكثر من 750 ألف كرتونة رمضانية. كما أنشأ بيت الزكاة مبنى للأطفال بلا مأوى لتدريبهم على المهن الحرفية، وأطلق حملة "تيسير الزواج" كمشروعٍ وقائى للقضاء على ظاهرة الغارمين، والمشاركة فى الإفراج عن الغارمين.

 

وقرّر البيت تَبَنّى مشروعٍ جديد لدعم القرى الأشدّ فقرا فى مصر؛ من خلال اختيار قرية من كل محافظة، وتَبَنّى الفقراء فى هذه القرى بتوفير احتياجاتهم الضرورية، كما تبنى مشروعا جديدا لدعم المرضى من مستحقى الزكاة المترددين على معهد القلب، وتقديم العلاج وإجراء العمليات لهم بالمجان على نفقة بيت الزكاة.


مجلس حكماء المسلمين يُعزز السلم

وجسدت أنشطة مجلس حكماء المسلمين، الذى يترأسه الإمام الأكبر، فى عام 2017م انعكاسا لدوره فى تعزيز السِّلم فى المجتمعات المسلمة، وتنوعت أنشطة المجلس ما بين عقد المؤتمرات والندوات وقوافل السلام التى تجوب مختلف أرجاء المعمورة، أو البيانات التى يسجل من خلالها المجلس مواقفه تجاه الأحداث والتطورات الجارية.

 

وحرص المجلس خلال عام 2017م على إرسال قافلة سلام إلى فرنسا بتاريخ 14 يونيو، بمشاركة عدد من علماء الأزهر، كما أطلق قافلة سلام إلى جمهورية كولومبيا فى 30 يوليو، تم خلالها إلقاء عدد من المحاضرات التى توضح جوهر الإسلام ورسالته السامية، والحديث عن ثقافة السلام ونبذ العنف.

 

وأطلق المجلس فى يناير الماضى حوارا بين عدد من الشباب الذين يمثلون الأطراف المعنية بالصراع فى ولاية راخين بميانمار من جميع الدِّيانات (البوذية والإسلام والمسيحية والهندوسية)، تحت عنوان: "نحو حوار إنسانى حضارى من أجل مواطنى ميانمار"، كما أرسل المجلس فى نوفمبر الماضى قافلة مساعدات إنسانية لمسلمى الروهينجا اللاجئين فى بنجلاديش.


مركز الأزهر العالمى للرصد والفتوى الإلكترونية

"تصحيح المفاهيم وكشف زيف الجماعات الإرهابية".. شعارٌ انطلق منه مركز الأزهر العالمى للرصد والفتوى الإلكترونية فى 2017م، حيث حمل على عاتقه مسؤولية محاربة التطرف والإرهاب وتجديد الخطاب الدينى، وشهد هذا العام تطويرا كبيرا فى آليات عمل المركز واستحداث آليات أخرى بهدف الوصول لأكبر قطاع ممكن من المستهدفين، كما شهد افتتاح أقسام جديدة، هى: وحدة رصد اللغة العربية، وحدة رصد اللغة الإيطالية واللغة اليونانية، وحدة رصد اللغة الصّينية، وحدة رصد اللغة التركية، وذلك بجانب ثمان لغات أجنبية حية يعمل بها المرصد منذ إنشائه هى (الإنجليزية – الفرنسية – الألمانية – الأسبانية – الأوردية - الفارسية – اللغات الأفريقية).

 

وأصدر المرصد عددا من الإحصائيات الشهرية التى تناولت أنشطة الجماعات الإرهابية عبر العالم، إضافة إلى التقارير الربع سنوية والسنوية، والمتابعات باللغات المختلفة، وهو ما كان محل إشادة واهتمام المتخصصين فى مجال مكافحة التطرّف والإرهاب، فضلا عن المشاركات البحثية لعددٍ من باحثى المرصد فى المؤتمرات والندوات الدولية.

 

وأطلق المرصد عددا من الحملات التوعوية عبر صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعى، مثل حملة "قيم إنسانية"، والتى هدفت إلى إبراز القواسم المشتركة بين البشر جميعا والتأكيد على أن الفطرة الإنسانية السّليمة تترفّع عن الجرائم التى يقدم عليها المتطرفون، وحملة للمطالبة برفع المعاناة عن مسلمى بورما، فضلا عن حملة لمواساة الإخوة المسيحيين ومناصرتهم ضد الإرهاب الخبيث، وكذلك حملات خاصّة ببعض وحدات المرصد المختلفة التى تتناول سياقا بعينه وتعالج قضية محدّدة، مثل حملة "منصفون" التى أطلقتها وحدة رصد اللغة الإسبانية للتعريف ببعض الآراء المنصفة التى قدّمها كُتّاب ومفكّرون ناطقون بالإسبانية حول الإسلام، وحملات أخرى للتعريف بصحيح الدّين ومناهضة الفكر المتطرّف؛ وأطلق المرصد حملة باللغة السواحلية بعنوان: "فلنتعرّف على حقيقة الإسلام" بهدف توعية الشباب المسلم الناطق بالسواحيلية بحقيقة الدين ومبادئه السمحة ونفى ما يردّده المتطرّفون من حركة الشباب الصّومالية وغيرها من مزاعم وادعاءات.

 

وأصدرت اللجنة الشرعية التابعة لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف خلال عام 2017 أكثر من 50 تقريرا تتناول ردودا شرعية وفقهية منضبطة لبعض القضايا التى تشغل المجتمع فضلا عن تفنيد الأفكار المتطرّفة التى تبثها الجماعات المتطرّفة، وتحليل ادعاءات وشبهات المتطرّفين.

 

وفى إطار جهود الأزهر الشريف للقضاء على فوضى الفتاوى والفتاوى الشاذة وتصحيح المفاهيم المغلوطة، جاء إنشاء مركز الفتوى الإلكترونية، الذى يضم علماء متخصصين، يتولون الإجابة عن أسئلة المستفتين عبر الهاتف والشبكة الإلكترونية، من خلال نظام الاتصالات الذكى (Avaya)، والذى يعمل إلكترونيا بنسبة 100% ويسمح باستقبال 120 مكالمة فى وقت واحد.

 

وبلغ إجمالى عدد المكالمات التى استقبلها المركز من نوفمبر 2016م حتى نوفمبر 2017م حوالى 13 ألف مكالمة هاتفية مقسمة ما بين الوحدات المختلفة للقسم وهي: العبادات – المعاملات – الأحوال الشخصية – الشبهات – البوابة الإلكترونية – فتاوى النساء. كما قام قسم البحوث الشرعية والنشر خلال عام 2017م بإعادة تنقيح الفتاوى الواردة فى "كتاب فتاوى علماء البلد الحرام" وفق منهج الأزهر وإعداد ردود فقهية حولها فيما يتعلق بقسم المعاملات، وإعداد أبحاث متعلقة بالشبهات، وإجراء مقابلات شخصية مع الملحدين والمستفتين داخل المركز، كما قام بإعداد أبحاث شهرية عن المعاملات المالية المعاصرة وما يستجد من أسئلة تتعلق بالمعاملات.

 

وأطلق قسم البوابة الإلكترونية تطبيقا هاتفيّا يسهل على الناس التواصل مع المركز حيث بلغ معدل الفتاوى الواردة إلى هذا القسم عبر التطبيق الذكى بالهاتف 80 فتوى فى اليوم الواحد، فضلا عن متابعة الأسئلة الواردة على البريد الإلكترونى والرسائل النصية والرد عليها، وإعداد حملات على مواقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك – تويتر) عن أهم القضايا المعاصرة، مثل (حملة عن الطلاق وأسبابه وما يترتب عليه والحلول المقترحة للحد منه)، بالإضافة إلى أكثر من 16 حملة تم إطلاقها بالتزامن مع الأحداث الدينية كاستقبال شهر رمضان والعيد وموسم الحج وغيرها من الحملات الأخرى.

 

ويقوم قسم الفتاوى باللغات الأجنبية بتقديم الفتاوى بثلاث لغات – كمرحلة أولى– وهى الإنجليزية والفرنسية والألمانية.

 

تطوير مناهج التعليم الأزهرى

نجح قطاع المعاهد الأزهرية فى تحقيق نقلة نوعية خلال عام 2017 م، جمع خلالها ما بين الإنجاز النوعى، فيما يتعلق بتطوير المناهج الدراسية وجودة العملية التعليمية، وبين الطفرة الكمية، من حيث تطوير المعاهد وزيادة عدد الفصول الدراسية ورفع كفاءة المبانى التعليمية وتزويدها بأحدث الوسائل والمستلزمات التعليمية، ولتحقيق ذلك شارك قطاع المعاهد الأزهرية ضمن لجنة إصلاح التعليم الأزهرى قبل الجامعى فى إعداد مقررات دراسية عصرية اتسمت بلغتها السهلة وأسلوبها البسيط وإخراجها الفنى الجذاب، ودُمجت فيها فروع اللغة العربية فى مقرر واحد وهو كتاب "اللغة العربية"، والعلوم الشرعية فى مقرر واحد وهو كتاب "أصول الدين"، وحُذفت منها الموضوعات التى لا تناسب العصر ومستجداته، واستُبدلت فيها نصوص صريحة فى مفهومها ودلالتها بالنصوص التى كانت تؤول بما يخدم أهدافا معينة، كل ذلك من أجل تيسير العلوم دون تحريفها، والتخفيف على الطلاب دون تسطيح عقولهم.

 

وتم تطوير نظم المكتبات والكتب الدراسية، وإنجاز مقرر للثقافة الإسلامية وتطبيقه منذ العام الدراسى الماضى على طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية كمقرر جديد تحت عنوان "الثقافة الإسلامية"، وتم إعداد محتوى هذه المادة إعدادا علميّا وفقهيّا منضبطا يأخذ بعدا ثقافيا اجتماعيا، يهدف إلى توعية الطلاب بمخاطر التطرف والإرهاب ويحصنهم من الوقوع فى براثن الجماعات التى تنتهج العنف، ويرسى مبادئ المواطنة والتسامح والعيش المشترك وقبول الآخر.

 

وضمانا لجودة التعليم قام قطاع المعاهد الأزهرية بإنشاء عدد 54 مقر تدريبيّا لأعمال الجودة يتسع لعدد 2200 متدرب فى الوقت ذاته لنشر ثقافة الجودة بالمعاهد الأزهرية وتطوير قدرات أعضاء هيئة التعليم، وحصل عدد 84 معهدا أزهريا على شهادة الاعتماد من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، ولأول مرة بالأزهر الشريف تم تقديم معاهد لمرحلة رياض الأطفال للاعتماد من الهيئة القومية لضمان الجودة.

 

وشهد هذا العام طفرة علمية أزهرية سيكون لها أثر كبير فى المستقبل؛ فقد بدأت الدراسة بمجمع شعبة العلوم الإسلامية بمقرها الجديد فى القاهرة الجديدة، والذى يستوعب 1500 طالب على أرض مساحتها 18 ألف متر مربع، ومزود بوسائل تعليمية متقدمة وقاعات دراسية مجهزة، وهيئة تدريس على أعلى مستوى فى ظل مناهج متطورة ومتميزة، إضافة إلى سكن داخلى للطلاب يضم غرفَ إقامةٍ ومطاعم وملاعب.

 

انطلاقة غير مسبوقة بالجامع الأزهر وأروقته

شهد الجامع الأزهر وأروقته هذا العام انطلاقة قوية، من خلال الكثير من الفعاليات والندوات، بهدف تقوية التواصل العلمى والفكرى والثقافى والدعوى والاجتماعى مع كل فئات المجتمع، وترسيخ المرجعية العالمية لمنهجه الوسطى محليّا وعالميّا، ولتجديد الخطاب الدينى وفق المنهج الأزهرى المستنير فى كل ربوع الوطن.

 

وتميز عام 2017م بتحقيق تطور نوعى فى نشاط الأروقة الأزهرية، فقد نظم رواق القرآن الكريم 10 فعاليات كبرى كلها لخدمة كتاب الله من تحفيظ وتجويد ومسابقات لتحفيز الطلاب على الحفظ، وقدم رواق العلوم الشرعية والدعوة عددا من البرامج العلمية تجاوزت 50 برنامجا، بينما بلغ عدد الدروس العلمية أكثر من 120 درسا أسبوعيّا فى العلوم الشرعية والعربية والعقلية، كما نظم رواق المتون العلمية الكثير من المسابقات لتشجيع الطلاب على الاهتمام بالمتون العلمية وإحيائها، بينما نظم رواق اللغة العربية للناطقين بغيرها 12 برنامجا، بعضها خاص بإعداد معلم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وبعضها الآخر استهدف الطلاب الناطقين بغير العربية.

 

ولتجديد الفكر والخطاب الدينى عقد رواق الفكر والثقافة ندوات متعددة كان من أبرزها: "تجديد الخطاب الدينى"، و"العطاء الحضارى للأزهر الشريف فى مصر والعالم"، و"دور الأزهر الشريف فى مكافحة التطرف"، وعقد رواق اللغات الأجنبية العديد من البرامج التنفيذية، التى تنوعت ما بين محاضرات عامة، وندوات تثقيفية باللغات الأجنبية فى مجالات متعددة.

 

وشهد عام 2017 توسع الرواق الأزهرى فى افتتاح فروع فى المحافظات، وقد وصل عدد الفروع حتى الآن إلى سبعة هي: الإسكندرية، الدقهلية، دمياط، القليوبية، حدائق الأهرام، كرداسة، أسيوط.

 

مجمع البحوث الإسلامية.. ذراع دعوى وبحثى

شهد عام 2017م نشاطا مكثفا لمجمع البحوث الإسلامية باعتباره الهيئة العليا للبحوث الإسلامية، وقام المجمع بدور محورى فى تجديد الثقافة الإسلامية وتنقيتها من الشوائب وآثار التعصب السياسى والمذهبى، وتجليتها فى جوهرها الأصيل الخالص، وتوسيع نطاق العلم بها لكل مستوى وفى كل بيئة، وقد أجابت لجان الفتوى الرئيسية والفرعية على نحو (405822) فتوى خلال عام 2017م، كما أطلق المجمع 2789 قافلة تنموية ودعوية، لكافة محافظات الجمهورية، وقام بإطلاق 20 حملة توعوية وأخلاقية بالتعاون مع كافة مؤسسات الدولة، وتنظيم 39 دورة تدريبية لتأهيل الوعاظ علميا وإداريا، واستقبل المجمع 6259 طالبا وافدا من جميع أنحاء العالم بالدراسة بالأزهر فى عام 2017م، وذلك فى مراحل التعليم الابتدائى والإعدادى والثانوى والجامعة، كما جرى إرسال 406 مبعوثين إلى جميع أنحاء العالم ليبلغ إجمالى المبعوثين 642 مبعوثا بواقع 450 مبعوثا إلى أفريقيا، 174 إلى آسيا، 18 إلى أوروبا والأمريكيتين، وتم توزيع (30 ألف) كتاب من إصدارات المجمع خلال 2017م؛ حيث تضم الكتب التى تم توزيعها: (كتاب الغلو والتطرف، تصحيح المفاهيم، عثمان بن عفان، دفاع عن النبى ﷺ، الإرهاب وخطورته على السلام العالمى).

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة