الدنيا زى المرجيحة.. "حازم بيه" من رجل أعمال لسجين بسبب قضية تزوير

الأربعاء، 01 نوفمبر 2017 09:51 ص
الدنيا زى المرجيحة.. "حازم بيه" من رجل أعمال لسجين بسبب قضية تزوير السجين
كتب محمود عبد الراضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من صاحب مكتب مقاولات شهير فى محافظة الدقهلية لسجين يقبع خلف أسوار السجون، هكذا تحولت حياة ابن شربين رأساً عن عقب، بعد اتهامه فى قضية تزوير دخل على إثرها السجن.
 
بملابسه الزرقاء وقف السجين يروى، لـ"اليوم السابع"، قصته وكيف دخل السجن، وتحول من رجل أعمال لرقم صحيح فى دفتر السجناء، يعمل نجاراً داخل ورش السجون.
 
وقال السجين اسمى "حازم.م" عمرى 50 عاماً، عشت معظمها ميسور الحال، وكانت الأمور على ما يرام، فلدى مكتب مقاولات شهير، يدر على مبالغ مالية معقولة، من خلالها أستطيع الإنفاق على نفسى وأولادى.
 
وتابع السجين قضيت معظم أيام حياتى منهمك فى الشغل أو المنزل، لم أتخيل يوماً أن أعبر بجوار قسم شرطة، فما بالكم بالسجن، فلم يأتى يوماً فى خيالى أن أدخله نهائياً، خاصة أننى كنت مسالم، وفى كثير من الأحيان "أسيب من حقى".
 
وتابع السجين شاءت الأقدار أن يتم اتهامى في قضية تزوير تم القبض على بسببها، وصدر ضدى حكم بالسجن لمدة 5 سنوات، وكانت الصدمة بالنسبة لى، خاصة بعد هذا العمر، وكنت أردد دائماً عبارة " يالا حُسن الختام"، ولم أتخيل لحظة أن آخر العمر سيكون فى السجن، كنت أتمنى أن يكون هذا الوقت فى المسجد، أو فى بيت الله الحرام، وبالقرب من قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.
 
وتداعب الدموع عيون السجين ثم يكمل حديثه قائلاً، دخلت السجن فى منطقة جمصة، حيث إنه أقرب سجن لمسقط رأسى بشربين فى الدقهلية، وكانت الأيام الأولى صعبة وقاسية، فطالما تعودت قبل ذلك على السهر مع أصدقائى والمجالس الاجتماعية، لأجد نفسى اليوم خلف أسوار السجن، ويحاصرنى التفكير، وما أصعبه على الإنسان، خاصة عندما يجلس بمفرده ويسلم نفسه للتفكير، إنه إحساس قاس.
 
وأضاف مر على وجودى فى السجن 9 أشهر، وأتمنى أن تمر باقى المدة سريعاً، حتى أعود مرة أخرى لأسرتى أقضى معهم ما تبقى من عمرى، فقد حرمتنى أسوار السجن من أولادى السبعة، "أيوه معايا سبعة أولاد.. أصل العزوة حلوة مافيش كلام"، أتشوق إليهم جميعاً، وأصعب شىء على نفسى وجودى لمدة 5 سنوات بدونهم، أستقبلهم فى الزيارات الرسمية، لكن وجودى معهم باستمرار شىء لا يوصف.
 
"بالتأكيد تعلمت هنا أشياء كثيرة"، هكذا يتحدث "السجين"، عن الدروس التى استفادها من تجربة السجن، فيقول: تعلمت دروس الصبر، وتأكدت أن الدنيا لا تساوى شيئا، وأن الباقيات الصالحات أفضل بكثير.
 
وعن تعلمه حرفة النجارة، يقول السجين، مصلحة السجون حريصة على تأهيل السجناء والاستفادة من الطاقة الإنتاجية، فهنا من يعمل فى ورش النجارة والحدادة، ومن يعمل فى الصناعة والزراعة، وغيرها من المهن التى يتعلمها السجناء، حتى يضمنوا مصدر رزق حلال لدى خروجهم من السجون.
 
وتابع السجين تعلمت صناعة الأثاث وأشارك فى تصنيع "الدولايب" وكل الأثاث، وأحصل على عائد مادى نتيجة عملى.
 
واستكمل "السجين" حديثه، قائلاً: نفسى أخرج "بقى" لأولادى، وأعيش معهم فى سلام وأمان، وأمارس حياتى بشكل طبيعى، أتحرك دون أن تحاصرنى أسوار السجون، وأحصل على حريتى بشكل كامل، أتمنى الحصول على عفو فى القريب العاجل حتى أحقق هذا الحلم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة