أكرم القصاص - علا الشافعي

هل العلاقة ضرورية بين الفن والسوق؟ .. سؤال يؤرق الغرب والشرق

الأربعاء، 25 أكتوبر 2017 02:21 م
هل العلاقة ضرورية بين الفن والسوق؟ .. سؤال يؤرق الغرب والشرق صورة أرشيفية
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تثير العلاقة بين الفن والسوق جدلا بين المبدعين من الفنانين والأدباء سواء فى الغرب أو الشرق وسط متغيرات سريعة فى العالم ومنجزات تقنية ينظر لها بعض الفنانين بتوجس واجتهادات لطرح بدائل أكثر إنسانية من وجهة نظرهم.
 
إنها "نزعة عامة لدى أجيال جديدة من المبدعين للتحرر من سطوة آليات مثل آليات السوق الحرة " وهى نزعة تتجسد كما لاحظت صحيفة الجارديان البريطانية فى كتب ومعارض وفعاليات ثقافية متعددة وكلها تومئ لمقاومة الفنانين لقوة السوق وسطوة الشبكة الرقمية العنكبوتية المعروفة "بالإنترنت" بينما يذهب بعض الفنانين مثل هيتو ستيريل لاستخدام مفردات وعبارات توحى بصعوبة المهمة.
 
فحسب كلمات للمخرجة السينمائية والفنانة الألمانية هيتو ستيريل التى عاينت محنة سكان ديار بكر الأكراد الواقعة جنوب شرق تركيا فى ظل نظام رجب طيب اردوغان :"أصعب شييء أن تحاول أن تجعل النزاع مرئيا للناس وأنت فى أماكن تعجز فيها عن الرؤية".
 
وترى هينو ستيريل أنه"ينبغى شن حرب على تسليع الفن وفساد السوق" فإن هذه الرؤية تتسق مع أفكار جيل جديد من الفنانين فى الغرب يدعو لإعادة النظر فى كل شييء بما فى ذلك "شبكة الانترنت" بعد أن تحول الفن المعاصر فى اعتقاد العديد من المنتمين لهذا الجيل إلى "نوع أو نمط من العلاقات العامة تخدم القوى المهيمنة على السوق".
 
وللسينمائية والكاتبة الألمانية هيتو ستيريل رؤى غير تقليدية حيال قضايا الفن والمجتمع كما يتبدى فى كتابها الجديد الذى صدر بعنوان :" فن السوق الحرة :الفن فى عصر الحرب الأهلية الكوكبية" وتطرح فيه اسئلة شائكة حول المشهد الثقافى الراهن وسوق الفن.
 
ومن الواضح أن هذه الفنانة والمبدعة السينمائية وصاحبة الاهتمامات الفنية التشكيلية التى ولدت عام 1966 فى ميونيخ تتخذ مواقف مضادة "لتسليع الفن أو تحويله إلى تجارة مربحة قى ظل آليات السوق" أو "التداخل بين بينالى الفنون واقبية سبائك الذهب فى البنوك".
 
وبالتأكيد فهى مهمومة سواء فى أفلامها السينمائية أو لوحاتها التشكيلية بقضايا جوهرية فى الفن مثل "القيمة والالتزام والمعنى" ولا تخفى مواقفها المناهضة لما تسميه "بالنظام الفنى العالمى الراهن" ضمن رؤية شاملة ونقدية "للرأسمالية الليبرالية الجديدة التى توسع الفجوة الهائلة أصلا فى عدم المساواة".
 
كما أن رؤيتها المناهضة لشبكة الإنترنت والتى قد تبدو غريبة للبعض ليست حكرا عليها فى التيارات الفنية الجديدة او الجيل الجديد من الفنانين فى الغرب فهاهو زاك بلاس الذى ولد عام 1981 ويقيم فى لندن يدين بدوره هذه الشبكة العنكبوتية "كأداة تعمق اللامساواة" 
 
وهذا الجيل الجديد من الفنانين فى الغرب الذى تعبر عنه أصوات مثل هيتو ستيريل وزاك بلاس منهمك فى اهتمامات فنية وأدبية وتقنية متعددة ما بين السينما والفن التشكيلى والكتابات الأدبية ومستحدثات التكنولوجيا وهم يبحثون عن بدائل لمنجزات هائلة مثل الانترنت تتسق مع رؤاهم المناهضة للرأسمالية بصورتها الحالية ورفضهم الاستسلام لسطوة آليات السوق و"ثقافة وادى السيليكون" التى ترمز للتقدم التقنى الهائل فى الولايات المتحدة على حساب الحرية الحقيقية للكائن الانسانى وفقا لتصورات هذا الجيل.
 
وكل ذلك ينسحب على رؤية هذا الجيل لدور الفن حيث ترى هيتو ستيريل أن هذا الدور يتمثل فى "البحث عن الطريقة التى تدرك بها الأشياء أو العدسات التى ينظر الناس من خلالها" ومن بين أهم "عدسات هذا العصر" شبكة الانترنت بمواقعها ووسائط التواصل الاجتماعى التى أسهمت فى نظرها فى ظهور ما تسميه "بالأوقات الرديئة" حيث "تؤثر هذه الشبكة العنكبوتية بمواقعها على رؤية الناس للحقائق لتكون رؤية سطحية لأعين بشر تتنقل بخفة مابين الصور دون ان تنتقل الأذهان لأعماق الاسئلة الكفيلة بالوصول لجذور الحقائق".
 
ومع أنه ولد عام 1956 فإن المخرج والفنان التشكيلى والمعمارى الشيلى والمقيم فى نيويورك الفريدو جار يتبنى رؤى قريبة مما يطرحه هذا الجيل الجديد من الفنانين فى الغرب ويتفق صاحب "صوت الصمت" و"حديقة الخير والشر" مع هيتو ستيريل فى أن "العالم يعيش أوقاتا سيئة" فيما يرى أن واجب الفنان الآن "السعى للرؤية بصورة أفضل ومساعدة الآخرين ليروا بشكل أفضل" كما يدعو "لتقديم إجابات وعدم الاكتفاء بطرح الأسئلة" . 
 
وفى عملها الثقافى الرائد "موسوعة النقد السينمائى - تشكيل الوعى عبر القوى الناعمة" التى صدرت فى ستة أجزاء ترى الدكتورة نهاد إبراهيم صاحبة هذا العمل الموسوعى الكبير أن الفن يدافع عن القضايا النبيلة للمصريين وحضارتهم الإنسانية الممتدة عبر آلاف السنين فيما تطالب بالتصدى الواعى "للممارسات واللغة البذيئة المنسوبة ظلما للفن والإبداع".
 
وفى سياق رؤية حول العلاقة بين الفن والسوق تستنكر المصرية نهاد إبراهيم "تسليع المرأة وتحويلها لمجرد جسد بعيدا عن جوهرها الانسانى ودورها الحقيقى فى المجتمع"فضلا عن "تغييب الوعى او تزييفه بسبل الفن الهابط والخطاب الفكرى المسموم الذى قد يكون أشد خطرا وفتكا من المخدرات".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة