كركوك فى استراتيجية إيران.. لماذا تركت واشنطن طهران تبسط نفوذها على كردستان؟.. 5 أسباب وراء إرسال الحرس الثورى "فيلق القدس" إلى الإقليم بعد الاستفتاء.. وروحانى أراد التفوق على بوتين بأربيل

الجمعة، 20 أكتوبر 2017 04:00 ص
كركوك فى استراتيجية إيران.. لماذا تركت واشنطن طهران تبسط نفوذها على كردستان؟.. 5 أسباب وراء إرسال الحرس الثورى "فيلق القدس" إلى الإقليم بعد الاستفتاء.. وروحانى أراد التفوق على بوتين بأربيل جانب من عملية استعادة كركوك
تحليل يكتبه: محمد محسن أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نجحت القوات العراقية وقوات الحشد الشعبى مدعومة بقوات من فيلق القدس، وهو الذراع الخارجية لمؤسسة الحرس الثورى الإيرانى، فى استعادة محافظة كركوك من سيطرة قوات البيشمركة الكردية، ولئن كان هذا النجاح يصب فى خانة رئيس وزراء الحكومة الاتحادية ببغداد، حيدر العبادى، إلا إنه يدعم المكانة الإيرانية المتعاظمة فى العراق، بدءا من المركز وانتقالا لإقليم الشمال.

 

استراتيجية إيران فى كركوك

 

تركزت استراتيجية إيران فى كركوك على عدد من الاعتبارات المتمثلة فى ضرورة تقوية نفوذ رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى الذى تعتبره طهران أحد الدائرين فى فلكها، فضلا عن تعزيز مكانة الحكومة المركزية ببغداد من خلال إعادة الثروة النفطية الكركوكية الهائلة التى سيطرت عليها قوات البيشمركة منذ العام 2014 وحتى الآن.

حيدر-العبادي
حيدر-العبادي
 

وتعمل وزارة النفط العراقية الآن على استئناف الصادرات النفطية عبر شبكة خطوط الأنابيب التى تمتد من حقول كركوك إلى ميناء جيهان التركى، مرورًا بمحافظتى صلاح الدين ونينوى.

 

وقال الوزير العراقى، جبار على اللعيبى إنه وَجَّهَ شركات "نفط الشمال" و"المشاريع النفطية"، و"خطوط الأنابيب" بوضع خطة عاجلة للمباشرة بتنفيذ مشروع عملية إصلاح وتأهيل شاملة وعاجلة لشبكة الأنابيب الناقلة للنفط الخام من حقول كركوك إلى ميناء جيهان التركى بالجهد الوطنى، ما يعنى أن العراق فضلاً عن المكانة الاستراتيجية يستهدف تعزيز مركزه المالى فى الفترة المقبلة، خاصة أن كركوك وحدها تنتج ما يعادل 20% من نفط العراق.

القوات-العراقية
القوات-العراقية
 

وعلى الجانبين السياسى والاقتصادى بنت إيران موقفها الصلب الداعم بشدة للقوات العراقية فى استعادة كركوك باعتبارها حجر الزاوية فى المواجهة القائمة بين هولير (التسمية الكردية لأربيل، وهى العاصمة السياسية لإقليم كردستان العراق) وبغداد، وبالتالى فإن نجاح إيران فى تلك الاستراتيجية يعنى فى المقام الأول تفوق العبادى على مسعود برزانى وإفقاد الأخير ما تبقى له من شعبيته فى الأوساط الكردية.

 

موسكو وطهران واللعبة الأمريكية

 

على العكس من الإجماع الدولى لم تصدر الحكومة الروسية بيانات تندد بعملية الاستفتاء على الانفصال تلك التى دعت إلى أربيل يوم الخامس والعشرين من سبتمبر الماضى، ويشير الموقف الروسى إلى أن بوتين وصناع القرار المحيطين به كانوا يرومون الاستفادة من تناقض المواقف الإقليمية ـ الدولية وتباين المشاريع الكبرى فى كردستان للدخول إلى الإقليم والحصول على عقود نفطية تعوض خسائر الدب الأبيض بعد حزم العقوبات الغربية ـ الأمريكية الأخيرة.

 

وبالرغم من أن أمريكا لديها علاقات وثيقة بقوات البيشمركة الكردية إلا إنها لم تحرك ساكنا تجاه الانخراط الإيرانى فى المشهد، خاصة أن قاسم سليمانى، قائد فيلق القدس بالحرس الثورى، زار الإقليم وأدار العمليات الحربية من على أرض الميدان بعد أن وضع أكاليلا من الزهور على قبر الراحل، زعيم حزب الاتحاد الوطنى الكردستانى ورئيس العراق، جلال طالبانى.

 

ومن الخطأ الظن أن الولايات المتحدة الأمريكية أظهرت سلبية تجاه مشهد استعادة كركوك، بعد أوامر أصدرها مسعود برزانى إلى قوات البيشمركة بالانسحاب، لأن الهدف الأبعد لواشنطن ليس محاربة توسع النفوذ الإيرانى فى المنطقة، بل توقيع الضرر على روسيا من خلال العطب الذى سيلحق بمشروعات الطاقة الروسية فى الإقليم.

 

وهنا تكمن اللعبة الأمريكية التى تضرب الكل بالكل، خاصة أن روسيا حليفة لإيران على كل المستويات فى المسألة السوريا، فضلا عن موقف موسكو الرافق لأى إجراء منفرد تقوم به واشنطن تجاه خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووى).

 

مهمة الحرس الثورى

 

تمحورت مهمة الحرس الثورى حول إعادة نفوذ الحكومة المركزية فى كركوك، باعتبار أنها محافظة متنازع عليها بين إقليم كردستان والحكومة المركزية فى مرحلة ما بعد هزيمة البيشمركة لداعش قبل نحو 3 سنوات، وبالتالى السيطرة على حقول النفط الغنية للغاية والتى لا تحتاج بريمات للتنقيب واستخراج ما بها من ثروة.

قوات-البشمركة
قوات-البشمركة

وفى زيارة لنا إلى كركوك الشهر الماضى رأينا بأعيننا أن النفط يخرج إلى سطح الأرض من دون تدخل بشرى ما يعنى ببساطة أن تكاليف استخراجه من حقول كركوك تكاد تكون منعدمة كليا، ما يشير إلى أن النفط هو محور العملية برمتها وأن برزانى كان يريد الانفصال للانفراد بالثروة السوداء من دون شريك، وهو أمر كان مستحيلا فى علم السياسة بسبب توحد المواقف ضد المشروع من أصله.

 

إلى جانب ذلك أرادت طهران رد الهزيمة التى منيت بها فى سوريا على يد الدور الروسى، لأن إيران كان لها القول الفصل فى المسألة السورية قبل الانخراط الروسى العسكرى المباشر فى العملية بحلول خريف العام 2015، وبالتالى عرف الإيرانيون أن روسيا تستهدف دخول الإقليم والخرج بالنفط من دون حرب، فأرادت تعطيل المشروع الروسى والخصم من نفوذها فى الشرق الأوسط.

 

وعليه يبدو واضحا أن إيران تفوقت على الجميع فى المسألة الكردية، تفوقت على أمريكا بأن نجحت فى التوسع بالعراق وهزيمة القوات المدعومة من أمريكا، ونجحت فى لجم المشروع الروسى النفطى، ونجحت فى استخلاص موقف تركى مؤيد لاستراتيجيتها تجاه المسألة برمتها ونجحت فى تثبيت وتقوية مكانة حليفها الجالس على قمة السلطة التنفيذية فى بغداد.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة