أكرم القصاص - علا الشافعي

رشا الجندى

صوروا عوراتكم

الجمعة، 27 يناير 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
علمونا من كانوا قائمين على رعايتنا أن العورة فى جسد الرجل من السرة للركبة، وأن جسد المرأة كله عورة إلا وجهها وكفيها.. وفى بعض المجتمعات ومع اختلاف الأديان وفى بعض الآراء والأفكار يختلف تحديد العورة للإنسان سواء كان رجلا أم امرأة.. علمونا وعلمونا وعلمونا ولكن علم الحياة وعلم النفس يعلمنا ما لم تتعلمه الأنفس إلا بخبرة المواقف والتعاملات، يعلمنا أن العورات الجسدية من السهل معرفتها ولكن العورات النفسية والفكرية والسلوكية فى أغلب الأحيان تكون عورات لا شعورية قد يصعب على صاحبها اكتشافها.. وقد يكون الحفاظ عليها لكى لا تضر النفس ولا من يحيطها هى من أصعب أمور الحياة.. ولذا عندما ذكر رسول الله أن الأعمال بالنيات وأن لكل امرئ ما نوى، وأن الله عز وجل لا ينظر إلى أجسامنا ولا صورنا وإنما ينظر إلى قلوبنا فإن ذكره وقوله لا ينطق عن الهوى بالفعل.
 
ما سبق يثبت أن من السهل أن تغطى عورتك الجسدية ولكن من الصعب أن تغطى عورتك النفسية والفكرية والسلوكية.. فكم بالأنفس من نفاق، تملق، استغلال ولعب بمشاعر الآخرين، خيانة للاخوة والصداقة، خيانة للامانة، استغلال للسلطات، قطع أرحام وأنا ومن بعدى الطوفان.. إلخ؟ أليس هذه عورات تستحق كتابة مقال لها ؟ أليس هذه عورات تستحق أن يكتشفها كل مننا فى ذاته ويتذكر قوله تعالى ( وإذا بليتم فاستتروا )؟ 
لا يوجد إنسان يمتلك صحة نفسية بنسبة ١٠٠٪‏ ولكن كل منا خلق على الفطرة الطاهرة النقية، وطبيعة الحياة تثقل نفسيته وسلوكياته بالخير والشر. إذن فلنتفق جميعا أن كل منا يمتلك نسبة من الإنسانية والأخلاق والضمير والأصول ونسبة من العورات. 
 
لا يعيبنا أننا نمتلك عورات ولكن يعيبنا إلا نسعى لاكتشافها أى تصويرها ووضعها أمام عقولنا وأعيننا للعمل على القضاء عليها لكى لا نضر بها أنفسنا والآخرين ولكى لا ننشر عوراتنا فى المجتمعات ونعود فى النهاية نشتكى من عدم الإحساس بالأمان ونطالب العالم بالسلام ونحن من نشارك فى اضمحلال السلام فى العالم يوم بعد يوم دون أن نشعر.. وأن كانت تتملكنا الأنانية ولسان حالنا يقول (وأنا مالى ومال العالم؟ أنا أهم حاجة إنى أظبط حالى أنا) فلتذكرنا أنانيتنا بأن سلام العالم الخارجى من سلامنا الشخصى..
 
علموا أولادكم أن اكتشاف العورات النفسية والفكرية فى أنفسهم وفى من يتعاملون معه فى الحياة مبدأ أساسى يأتى قبل تغطية العورة الجسدية.. لأن من كانت نفسيته رافضة لضرر الآخرين بعوراته الداخلية فسوف ترفض بشكل تلقائى ضررهم بعورته الجسدية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

شاعر الاحزان

الخضرة والماء والوجه الحسن

شوفى يا ستو انا .فى ظل عالم يموج بالتغيرات .والاضطرابات وفى ظل احداث غير طبيعية يشهدها العالم اجمع .وفى ظل احداث صراعات وعنف..ومشاكل غلاء ووباء .وهيفاء .عاوزة الانسان ازاى يكون سليم اقولك حاجة القيامة اول ما هتقوم هتقوم من البندر ...وحياتك عندى ..كلنا عاوزين نمدد على الشيزلونج .اه والله الشيزلونج ونحكى ونفضفض ...الناس فيها اللى مكفيها يا دكتورة ..ولكن .نقول دائما الحمد لله .هى تكفى .دعينا ننظر للمستقبل والقادم افضل ان شاء الله ...بس انا خايف تطلعى زى الدكاترة الللى بييجوا فى الافلام .بتلاقى دايما الدكتور هو اللى محتاج لعلاج ....وبعدين .معظم الناس للاسف بتبص للعورة الجسدية مش النفسية ....انتى بتتكلمى كأننا عايشيين فى اوروبا يا دكتورة ..

عدد الردود 0

بواسطة:

ali

السلوك النفسي

يعتمد السلوك النفسي على عدة متغيرات منها أسلوب التربية. فإذا نشأ الطفل في تربة خصبة مليئة بالقيم والتعاليم الدينية السمحة أصبح نقي النفس. لكن ما يحدث أن بيئة التربية الآن بدءاً من المنزل وحتى المدرسة والشارع ومواقع التواصل مليئة بالمعوقات التي تؤثر على نفسية الطفل تاثيراً سلبياً يبدأ من طريقته في الكلام وملبسه وأفعاله. والحل الإهتمام بأنفسنا وجعلنا قدوة لأبنائنا على أسس دينية تربوية سليمة. (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الرحمه حلوه

اشعه ممكن .. تصوير في البرد ده مستحيل

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmed hessin إسكندرانى وأفتخر .

الجميله رشا توفيق ...

قولت لكى فى تعليقى على مقالك الأخير كيف تستقبل الحرمان؟ عندى أستنتاج إنك قبل ماتكونى أنسانه جميله خارجيآ بمعنى ظاهريآ إنك جميله داخليآ بمعنى نفسيآ ... ألآن أستطيع أن أقول لكى توقعى وأستنتاجى فى محله لشخصك الكريم ... لى تعقيب للعلم والتوضيح فقط بعد إذنك سيدتى الجميله ... إذا بُليتم فاستَتِروا " . هذا حديث جاء معناه في حديث فيه ضعف مرسل عن زيد بن أسلم أنه ....... قال: (من أصاب شيئاً من هذه القاذورات – يعني المعاصي - فليتب إلى الله وليستتر بستر الله)، وهذا يدل على أنه ينبغي للمؤمن أن يستتر بستر الله، ولا يفضح نفسه، ولهذا لما جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول أنه زنى أعرض عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- مرات لعله يتوب ويستغفر ويرجع حتى لا يتظاهر بهذا الأمر العظيم. فالمقصود أن الإنسان مأمور بالستر والتوبة إلى الله، وعدم إبراز معصيته وإظهارها للناس، ومن تاب تاب الله عليه، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: (من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة)، فالمؤمن يستر نفسه ولا يعلن معصيته، لكن متى أعلنها إلى ولي الأمر وجب أن يقام عليه الحد إذا كان فيها حد، وإن كان فيها تعزير وجب التعزير، لكن هو مشروع له أن لا يبديها للناس، وأن لا يذهب إلى الحاكم، بل يستتر بستر الله، وليتب إلى الله، وليستغفر الله، ويكفي والحمد لله، هذا هو المشروع.

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة