مع بداية العام الجديد وصدور تقارير دولية حول توقعات النمو وتوصيات بنوك الاستثمار ومراكز الأبحاث بضخ الأموال فى جهة تردد مصطلح الأسواق الناشئة كثيرا فى الآونة الأخيرة، وسط توصيات للمستثمرين بضخ أموالهم فى تلك البلاد نظرا لارتفاع العائدات على الاستثمار فيها.
وفى السطور القادمة، تحاول "اليوم السابع" الإجابة عن بعض التساؤلات حول الأسواق الناشئة بداية من تعريفها وما هى المعايير المطلوبة ليصبح بلدا ما ناشئا، وخصائص تلك الأسواق وأهمها.
1- الأسواق الناشئة أو الدول الناشئة، هى تلك الدول التى تمتلك بعض خصائص الدول المتقدمة ولكن لا تتوافق مع جميع معاييرها، ويتمتع شعوب تلك الدول بدخول منخفضة أو متوسطة، وتشكل نحو حوالى 80% من سكان العالم وحوالى 20% من اقتصادات العالم.
2- تعتبر البلدان ناشئة بسبب التطورات والإصلاحات التى تجرى فيها بغض النظر عن حجمها، فاليابان والاقتصادات الآسيوية المتقدمة كانت تعتبر ناشئة، وتصنف الصين، وهى ثانى أكبر اقتصاد فى العالم، كدولة ناشئة. من أبرز الدول الناشئة إلى جانب الصين، الهند والبرازيل، والمكسيك وتركيا، وروسيا وجنوب إفريقيا.
3- وقال الدكتور محمد النظامى، الخبير فى البورصات وأسواق المال العالمية، إن الأسواق المالية الناشئة هى تلك التى توجد فى الدول منخفضة ومتوسطة النمو التى بدأت عمليات التغير والتطور الاقتصادى فيها بشكل تدريجى وذلك بالاعتماد على قدرات متعددة لمواصلة النمو والتقدم وينطبق مصطلح السوق الناشئ على الأسواق المنشأة حديثا أو البورصات التى تمارس نشاطها منذ زمن بعيد فى بلدان العالم الثالث دون أن تساهم فى تطوير اقتصاديات تلك البلدان.
وأوضح أن تلك الأسواق هى أسواق قائمة فى الدول النامية التى شهدت طفرة من النمو والتطور فى الحجم بعدما كانت تعانى من حالة ركود، وتمتلك قدرات تؤهلها لمواصلة النمو والتطور ورفع درجة كفاءتها وفعالية أدائها الاقتصادى لتتحول إلى مركز جذب لرؤوس الأموال الملحية والدولية من خلال العوائد المرتفعة التى حققتها.
وحدد النظامى عدة خصائص للأسواق الناشئة: أبرزها الحجم الصغير ويعكسه مؤشر رسملة السوق وعدد الشركات المسجلة فيه، تذبذب كبير بالمقارنة مع الأسواق المتقدمة، والتطور السريع حيث حققت العديد من الأسواق الناشئة معدلات نمو مرتفعة، ويرجع ذلك إلى دخول الشركات الخاصة للأسواق.
هل مصر دولة ناشئة أو سوق ناشئة؟
وقال النظامى إن مصر كانت من واحدة من أفضل الأسواق الناشئة على مستوى العالم قبل ثورة يناير فى 2011، فكانت تحتل المركز الثانى بعد الهند، لكنها خرجت من مؤشر الأسواق الناشئة بسبب الاضطرابات السياسية والأمنية التى أعقبت الثورة والتى أدت إلى خفض التصنيف الائتمانى، وهى الآن خارج الترشيحات كسوق جديدة فى المستقبل القريب.
وفى تقرير البنك الدولى لعام 2009، كانت مصر والهند وجنوب إفريقيا من أفضل الأسواق الناشئة.
ومع ذلك، أبدى خبير أسواق المال تفاؤله بأن تستعد مصر مكانتها كواحدة من أهم الأسواق الناشئة، بفضل الإصلاح الاقتصادى وشهادة الجودة الاقتصادية من صندوق النقد الدولى والتقارير الإيجابية من معظم وكالات التصنيف الائتمانى، متوقعا أن تنضم مصر للأسواق الناشئة مع استقرار سعر الصرف ورفع التصنيف الائتمانى للبلاد واستدامة الاستقرار السياسى.
وتابع: "مصر فى طريق الإصلاح الاقتصادى وخير دليل على ذلك الاستثمار غير المباشر من الأجانب فى البورصة المصرية مما دفع المؤشر الرئيس EGX30 إلى أعلى مستوى فى تاريخ".
أهم الأسواق الناشئة فى العالم
وأشار خبير أسواق المال، أن قائمة الأسواق الناشئة فى العالم تضم مجموعة من الدول التى حققت قفزات اقتصادية نوعية فى الأعوام الأخيرة، وتطمح فى المستقبل إلى منافسة الدول المتقدمة اقتصادياً، وأهم هذه الأسواق الناشئة بحسب تصنيف المؤسسة الدولية للتصنيف: دول أمريكا اللاتينية : الأرجنتين، البرازيل، تشيلى، كولومبيا، المكسيك، البيرو، فنزويل، والصين، وكوريا الجنوبية، والفلبين، وتايوان فى شرق آسيا.
ومن الأسواق اناشئة فى جنوب آسيا: الهند، إندونيسيا، ماليزيا، باكستان، سيريلانكا، تركيا، وفى إفريقيا دول جنوب إفريقيا، نيجيريا، زيمبابوى، وفى منطقة الشرق الأوسط الأردن، وإسرائيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة