أحمد المحروقى يكتب: عباد الله المتقين

الثلاثاء، 09 أغسطس 2016 02:09 م
أحمد المحروقى يكتب: عباد الله المتقين خلافات - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الكثير من الناس عندما يتخاصمون يكيد بعضهم بعضا ويتربص كل واحد بالآخر دون اعتبار لحرمة المخاصمة بين المسلم وأخيه المسلم.

فنجد البعض ينسيه الشيطان أن من صفات (المنافق) أنه (إذا خاصم فجر) أى أنه عندما يتخاصم مع أخيه يلهث خلف شيطانه ونفسه الأمارة بالسوء لكى يكيد بأخيه ظناً منه أنه بتلك الأفعال يكون قد حقق انتصاراً عليه.

ويوهمه شيطانه أنه عندما يكيد لأخيه فإنه بذلك قد حقق نصراً معنوياً لنفسه... ويشعره شيطانه ونفسه الأمارة بالسوء بحلاوة السعادة التى تغمر قلبه عندما يظن انه قد تسبب فى ضيق لأخيه.

فنحن ننسى دائما حجم المعصية التى نغمس انفسنا فيها فلا ندع لضمائرنا فرصة لكى تلومنا على افعال عندما تخرج من اطفال صغار نلومهم عليها وإنما أحيانا نلهث خلف تلك الاعمال حتى نصنع بداخلنا فرحة كاذبة.

ولو اعطينا لأنفسنا قليلاً من الوقت كى نتفكر حين نسمع أو نقرأ القرآن الكريم لعرفنا كيف نتصرف تصرف سليم عندما نتعرض لظلم أو يقع بين الشخص وأخيه اى أمر سيئ كما امرنا الله تعالى..

فقد وصف الله تعالى عبادة المتسامحين والذين لا يوجد مكان فى قلوبهم للحقد أو الكره ( بالمتقين ) الصابرين العافين عن الناس، ووعدهم بالفوز بمعية الله وعونه، كما قال تعالى:
وَسَارِعُواْ إلى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ {آل عمران:133}،
ومن هم المتقين الذين يقصدهم الله سبحانه وتعالى ؟
فقال الله تعالى (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {آل عمران:134}،

ولكن الله سبحانه وتعالى لم يقف عند وصف اعمال المتقين عند هذا الحد بل زاد فى الوصف وقال تعالى. ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أو ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ {آلعمران:135}،
سبحانك ربى ما ارحمك.... فقد بشر الله سبحانه وتعالى فى هذه الاية ايضاً الذين يقعون فى الفواحش والمعاصى بمغفرة منه ورحمة.. ولكن بشرط التوبة والاستغفار وعدم الاصرار على المعصية... وبشر الله عبادة المتقين ببشرة عظيمة.. فقد وعدهم الله سبحانه وتعالى بجائزة كبيرة حينما يدخلون انفسهم فى زمرة المتقين المحسنين.. فقال سبحانه.

أولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ {آل عمران:136}،
اذا كان دخول الجنة بهذا اليسر فلماذا اذاً لا ندخلها ونجرى خلف شيطان رجيم.. والنفس تأمرنا بالسوء صباحاً ومساء..... لماذا لا نريد أن نكون من (الْمُتَّقِينَ )..
وهنا يجب ان نسأل انفسنا...هل شعورنا الوهمى بالنصر عند الكيد ببعضنا يكفينا عن ان نكون من اهل الجنة ؟

فكل شخص منا هو صاحب القرار فى نفسه... اما ان يجعلها من (الْمُتَّقِينَ ) أو ان يجعلها من (المنافقين).. فالطريقين أمامنا.. والعلامات موضوعة حتى لا نضل الطريق... فمن اراد ان يضل فلا يلومن إلا نفسه.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة