اختيار زعيم جديد لبوكو حرام يكشف انقسامات داخل الجماعة

الأحد، 07 أغسطس 2016 12:44 م
اختيار زعيم جديد لبوكو حرام يكشف انقسامات داخل الجماعة مقاتلى بوكو حرام
أبوجا (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يكشف اختيار زعيم جديد لجماعة بوكو حرام وما بدا أنه رفض شخصية بارزة فى الجماعة النيجيرية لقيادته انقسامات كبيرة فى صفوف المتشددين وسط تعرضهم لضغوط من الجيش.

وأعلنت ترقية أبو مصعب البرناوى فى المجلة الأسبوعية لتنظيم الدولة الإسلامية. ويعتقد أن البرناوى يفضل شن هجمات موجهة بدقة أكبر على العنف بالجملة الذى كان ينفذه الزعيم الصورى لبوكو حرام أبو بكر شيكاو.

وبايعت الجماعة التى شنت تفجيرات انتحارية كثيرة فى مناطق مزدحمة تنظيم الدولة الإسلامية.

لكن يبدو أن شيكاو رفض الدور الجديد للبرناوى الذى يقول خبراء أنه كان القائد العسكرى للجماعة وكان تحت الرقابة منذ شهور بصفته قائد فصيل يفضل شن هجمات على الجيش النيجيرى.

وفى تسجيل فيديو مدته عشر دقائق نشر على مواقع التواصل الاجتماعى أوضح شخص ورد أنه شيكاو حقيقة الانقسامات الداخلية بانتقاده وجهة النظر التى قال أن البرناوى يتبناها وهى أن المسلمين يمكنهم العيش بين غير المسلمين دون حمل السلاح.

وقال شيكاو بلغة الهوسا المحلية "أنا أعارض مبدأ أن يعيش شخص وسط الكفار دون أن يعلن معارضته أو غضبه عليهم."

وأضاف "أى شخص يفعل ذلك لا يعتبر مسلما بأية حال."

وقال مصدر أمنى غربى أن فصيل البرناوى يتمركز فى شمال شرق مدينة مايدوجورى وهى عاصمة إقليم بورنو بشمال شرق نيجيريا ومركز النشاط المسلح الذى بدأته بوكو حرام قبل سبع سنوات من أجل إقامة خلافة إسلامية فى المنطقة.

وبذلك يكون الفصيل فى موقع جغرافى يؤهله لإقامة صلات عبر الصحراء مع جناح تنظيم الدولة الإسلامية فى ليبيا غير أن مدى العلاقات الفعلية العملية المباشرة بين الجماعتين غير واضح. ويقول العديد من الخبراء أن الصلات رمزية بدرجة كبيرة.

وظهر شيكاو فى الماضى فى تسجيلات فيديو دعائية سابقة مدججا بالسلاح الآلى وأحزمة الذخيرة وهو ينتقد بحدة نيجيريا والغرب.

وأثار غيابه عن مثل هذه التسجيلات منذ مارس الماضى تكهنات بأنه أصيب أو أنه مريض فى حالة خطرة أو ربما توفى.

ومن المرجح أن يثير اقتصار ظهوره على تسجيل صوتى شكوكا بشأن تقلص قدراته البدنية أو قدرته على قيادة العمليات من غابات سامبيزا فى شمال شرق البلاد حيث يحاصره الجيش النيجيري.

وتولى الرئيس النيجيرى محمد بخارى وهو حاكم عسكرى سابق السلطة العام الماضى بناء على برنامج انتخابى يتعهد باجتثاث الجماعة من جذورها.

وقال المصدر الأمنى "شيكاو وزمرته ما زالوا فى سامبيزا حيث يتعرضون لضغوط كبيرة من حملة الجيش النيجيرى على بوكو حرام."

وأضاف "الأمر لا يهدد وجودهم بعد لكن لم تعد لديهم حرية الحركة التى كانوا يتمتعون بها سابقا."

"جماعة آخذة فى الذبول"

وعانت جماعة بوكو حرام -ويعنى اسمها بلغة الهوسا "التعليم الغربى حرام"- من تراجع شديد فى ثرواتها مقارنة بقبل 18 شهرا عندما كانت تسيطر على منطقة تعادل بلجيكا فى المساحة وكان الجيش النيجيرى فى موقف ضعف.

وفى ظل قيادة شيكاو قتلت بوكو حرام 15 ألف شخص وشردت أكثر من مليونى شخص وذاع صيتها على مستوى العالم عندما خطفت أكثر من 200 تلميذة من بلدة تشيبوك فى أبريل نيسان عام 2014.

لكن الجماعة منيت بالعديد من الهزائم منذ أوائل 2015 على يد جيوش نيجيريا والكاميرون والنيجر وتشاد التى كانت إما تعمل منفردة أو فى إطار قوة إقليمية منسقة.

وقال ربيع أبو بكر المتحدث باسم الجيش النيجيرى أن ما كشفت عنه قيادة بوكو حرام مؤخرا "غير ذى صلة".

وأضاف "نحن نركز فقط على القضاء على فلول المقاتلين المتناثرين." وتابع أن الصراعات على الزعامة هى مجرد "تصرفات جماعة آخذة فى الذبول."

وقال البرناوى فى حديث مع مجلة النبأ التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية أن بوكو حرام "ما زالت قوة يحسب لها حساب" وأضاف أنها ما زالت تجند مقاتلين جددا.

ويبدو أن الجماعة تستهدف الجيش النيجيرى بدلا من المدنيين.

ويتناقض ذلك مع التفجيرات التى نفذتها الجماعة فى أماكن عامة مزدحمة مثل الأسواق والمساجد ومخيمات النازحين وميزت أسلوبها فى شمال شرق نيجيريا والنيجر والكاميرون العام الماضي.

وقال فلان نصر الله المحلل الأمنى المقيم فى شمال نيجيريا "فى فكر شيكاو يسمح بقتل النازحين فى المخيمات." وأضاف أن مثل هذا العمل لم يكن مقبولا لدى الفصيل الذى يقره تنظيم الدولة الإسلامية.

ويقول نصر الله أن أنصار شيكاو ما زالوا رغم انتكاساتهم يمثلون القسم الأكبر من الجماعة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة