أكرم القصاص - علا الشافعي

فى الموالد والأعياد.. لماذا يدق الأقباط المصريون الصليب دون باقى المسيحيين فى العالم؟.. مدرس لاهوت: ليس لها أصل فى الكتاب المقدس.. وتعود إلى عصر الاضطهاد الرومانى فى محاولة للتمسك بالهوية الدينية

الأربعاء، 17 أغسطس 2016 04:00 ص
فى الموالد والأعياد.. لماذا يدق الأقباط المصريون الصليب دون باقى المسيحيين فى العالم؟.. مدرس لاهوت: ليس لها أصل فى الكتاب المقدس.. وتعود إلى عصر الاضطهاد الرومانى فى محاولة للتمسك بالهوية الدينية رسم الصليب
كتبت: سارة علام - تصوير حسن محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد مقاومة وخوف كبير، تستلم الطفلة مارينا ذات الخمسة أعوام لرغبة والدها الشاب وتجلس على حجره وتمد يدها المرتجفة ليحقنها "رومانى" بإبرة صغيرة ممتلئة بسائل ملون ومتصلة بآلة الوشم الحديدية لتدق على يدها صليبًا يبرز هويتها باقى سنوات حياتها.

فى الطريق لمولد العذراء بمسطرد

يمسك أبويها كتفها وجسمها، وسط محاولاتها المستمرة الفرار، يحمر وجهها وتواصل البكاء يمتزج بصوت الآلة الحديدية تخترق جلدها الطرى، ينتهى الطقس وسط بكاء لا ينقطع.


طفلة تبكي أثناء وخزها بإبرة دق الصليب

على الناحية الأخرى، كان شاب آخر قد خلع سترته العلوية، وسلم ظهره للعامل ينقش عليه رسومًا مسيحية أخرى لقديسين، وذلك فى الطريق المؤدى لمولد السيدة العذراء بكنيستها الأثرية بمسطرد، حيث تكثر سرادقات دق الصليب فى المواسم والأعياد وتصبح الأديرة والكنائس الأثرية مع مرور الوقت موسمًا لهذا الطقس القديم الذى يخص المسيحيين المصريين دون غيرهم من مسيحيى العالم العربى أو الأجانب.

شاب رسم على ظهره وشما للقديسين

يجلس هانى غبريـال على اليسار، يضع صورًا للقديسين "مارجرجس ومارمينا والعذراء" وصورًا بأحجام مختلفة للصليب، وسرنجات ومطهرات وقطن.


شاب يرسم صور القديسين على ذراعه

ينادى هانى "ارشم الصليب، صورة مارجرجس"، هانى عامل الوشم، يعمل بالمهنة منذ 20 عامًا يرسم للأقباط صليبًا على معصمهم، وصورًا على الأيدى إن أرادوا، يؤكد أن مكان عمله الأصلى بدير الخطاطبة ولكنه يأتى إلى المولد كل عام يطلب رزقًا وبركة.

صورة العذراء بعد اكتمال رسمها

يقول هانى لـ"اليوم السابع"، إنه يغير إبرة دق الصليب مع كل مستخدم لكى يتجنب إصابة زبائنه بأمراض الدم المعدية، مؤكدًا أن القطنة الصغيرة والمراهم الطبية التى يضعها عقب عملية دق الصليب تخفف من أثر الألم الذى لا يستغرق إلا بضع دقائق ويزول.

 

"دق الصليب ليس له أصل فى الكتاب المقدس".. يقول مينا أسعد كامل مدرس اللاهوت بالكنيسة القبطية، ويرجع تلك العادة المصرية الخالصة التى تخص الأقباط وحدهم دون باقى المسيحيين فى العالم إلى عصور اضطهاد الأقباط فى مصر، خاصة فى عصر الاستشهاد الرومانى الذى شهد مذابح واسعة بحق الأقباط لإجبارهم على ترك المسيحية والعودة إلى الوثنية.

فى مولد مسطرد الأطفال يرشمون الصليب

يضيف مينا أسعد: فى تلك الأثناء كان الآباء المسيحيون يعذبون حتى الموت بشتى وسائل التعذيب، ويتركون أطفالهم خلفهم، فيربيهم الوثنيون على الإيمان الوثنى، وهنا ظهرت عادة دق الصليب لتضمن بقاء الطفل مسيحيًا بعد وفاة والديه أو إحداهما.


طفل يصرخ أثناء دق الصليب

يعتبر مدرس اللاهوت أن عادة دق الصليب محاولة للحفاظ على الهوية الدينية فى عصور الاضطهاد، ويختص بها المسيحيون الأقباط المصريين ضمن طقوسهم المتشددة التى حافظت على الإيمان القويم - على حد تعبيره - ولكنها فى الوقت نفسه لها أصول فرعونية، حيث كان الوشم رائجًا فى القرى والأرياف بين الفلاحين هناك.


الصليب مرسوما على الايدي

 

 

"مع الوقت تحولت العادة من الحفاظ على الهوية إلى الفخر"، كما يقول مينا، ويستشهد بآية من الكتاب المقدس " أَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ"، وكأى عادة تنتقل من جيل إلى جيل بشكل متتابع تصبح جزءًا من الثقافة والعادات والتقاليد، وصار العاملون بدق الوشم يواكبون العصر بأحدث الآلات والإبر فى محاولة منهم لتجنب الأضرار الطبية الناتجة عن عملية دق الصليب المؤلمة.

 

العشرات يتزاحمون فى ساحة كنيسة العذراء طلبا للبركة

الكبار ايضا يرسمون صور القديسين

فى ساحة المولد
 

نساء وأطفال حول بئر استحمام المسيح

فى كنيسة البئر الأقباط يشعلون الشموع

طفلة تخرج من السرداب المؤدى للبئر

الخدام والكشافة يمدون زوار الكنيسة بالماء المقدس

الخدام يوزعون أكياس الماء على الزوار

الزوار ينهلون من ماء استحمام المسيح

نصف مليون زائر يدخلون الكنيسة فى عيدها

شاب يحمل جديًا ضمن نذور الكنيسة

طفل صغير بعد تعميده بالكنيسة
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

حزين

دق الصليب يساهم في إنعزلية وتميز الأخوة المسيحيين المصريين وهذا رأي شخصي

أتعجب من دق الصليب بصورة طواعية من العائلات المسيحية للأبناء والبنات وفي ذات الوقت يطالبون بإزالة خانة الديانة من البطاقة الشخصية. أنا لا ألوم أحد ولا أحقر من تصرفات أخوة الوطن لكن التناقض في تصرفات المصريين بصفة عامة وليس المسيحين فقط شئ يحتاج وقفة مع النفس لكي نرتقي مثل باقي الأمم. أي عاقل يفهم أن قوافل الشهداء المسيحين في كل حروب مصر لا تعد وحتى اليوم يقدمون الشهداء في الحرب ضد الإرهاب مثل المسلمين. أريد فقط من هذا التعليق منع الفصل بين المصريين بصورة ربما لا تكون مقصودة لأن عصر الرومان قد أنتهى ولا يوجد مسيحين في العالم أجمع يدقون الصليب بهذه الصورة التي تعرضهم للتميز بصورة لا إرادية من بعض الجهلاء والمتعصبين. لكل المسيحيين لكم حبي وأحترامي وتقديري لكم.

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود ماهر

شىء عجيب

ثم ينطلق البعض مطالبا بازالة خانة الديانه من البطاقه ولا اعلم ما جدوى ذلك اذا كنا نستطيع ان نعرف الهوية الدينية لكل مواطن من خلال اسمه فالاسماء المسيحيه مميزه والاسماء الاسلاميه مميزه ثانيا يمكن التعرف على الهويه من خلال التاكد من وجود او عدم وجود صليب منقوش فى اليد اليمنى -- لكن ماذا اقول الا ان هذه عقليات العلمانيين السطحيه المقلدون للفكر الغربى دون وعى ولا تمييز ثم بعد ذلك يطالبون بما يسمى بالزواج المدنى وما الفرق طالما كله زواج ويمكن ان يحدث طلاق وخلافات فى جميع الزيجات خصوصا العالم كله يعيش ازمه طاحنه من نقص الموارد الى الاحتباس الحرارى وتلوث الهواء بسبب الانفجار السكانى ربنا يرحمنا من شر هذه العقول السطحيه ويخرجنا منها على خير

عدد الردود 0

بواسطة:

مسيحي مش داقق صليب

مش الزامي

الي راسم ع ظهره دي رسمه عاديه مش بيرسم قديس ,,, باينه اوي الرسمه جمجمه بتشرب سيجاره. ركزوا قبل ما تكتبوا عنوان ع الصوره مافيش حاجه في المسيحيه تجبرنا ع اننا ندق صليب في ايدينا. دق الصليب كان موجود زمان في عصور الاضطهاد المسيحي كان الاب والام يدقوا الصليب ع ايد الطفل عشان لما يستشهدوا يتعرف ان الطفل ده مسيحي مش وثني ,, فا دق الصليب ده كان دليل ع مسيحيه الولد. مش محتاجه دباجه الافلام الي عاملاها في الاول دي

عدد الردود 0

بواسطة:

ابن مطروح

الحمدلله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة

يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك

عدد الردود 0

بواسطة:

ميدو الاسيوطي

الحمد لله علي نعمة المسيحية و كفي بها نعمة .

رجاء كل شخص يحترم دين الأخر .

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة