ترك الخطاب الأخير للرئيس عبد الفتاح السيسى أكثر من رسالة وكان لها رد فعل قوى على الجانبين، الجانب الأول وهم من يؤيدون سياسته والجانب الآخر وهم المعارضين أو ما شابه، عندما نراجع الخطاب بدقة ووضوح ونظرات الرئيس وحركات يده ونبرة صوته وانفعالاته نجد أكثر من رسالة واضحة ولا تقبل سوى تأويل واحد وهو أن فعلا مصر تمر بظروف قاسية وبالغة الخطورة، فعندما يعرض رئيس دولة نفسه للبيع من أجل شعبه فيجب أن نتناول الأمر على محمل الجد ولا مجال للسخرية، اتفق أن حرية التعبير مكفولة للجميع ولكن عندما يستهان بتلك الكلمات وتلك الانفعالات من بعض الإعلاميين وتطلق العبارات التى تلقى صدى من البعض ورسوم الكاريكاتير الساخرة من كلماته بهدف النيل منه.
فهذا ليس تعبيرا عن الرأى أنما أبسط ما يمكن قوله (وقاحة) مستفزة مهما كنا نحب ذلك الإعلامى، ففى تلك الظروف لا مجال للسخرية لا مجال للفلسفة المقززة، فعندما يعلنها صريحة أن مصر فى أزمة ومحنة لابد من التجاوب والتكاتف على قلب رجل واحد حتى وأن كان البعض يختلف معه ولهؤلاء أقول.. لو كنتم تختلفون معه فهذا حقكم ولكن ليس من حقكم تدعيم الفتن والسخرية والاستهزاء بمحنة بلد أنتم تنتمون لها، فماذا كنتم تنتظرون من رئيس يفعل ما بوسعه من أجل الحفاظ على مصر هل كنتم ستصفقون بحرارة له لو قال سنبيع قناة السويس إلى قطر وسنمنح الحق الكامل لتركيا بالتدخل فى شئون مصر وسنفرج عن المسجون محمد مرسى بعد تورطه فى الخيانة؟
بأى عقل تفكرون وبأى سذاجة تتعاطون الأمور..؟ فلتسقط رسوماتكم القذرة وتسحق كلماتكم الساخرة تحت أقدام شعب أراد الحياة فأنتم لا تشعرون ولا تفكرون ولكن مجرد تبعية غافلة تعوى فقط دون أن تعقل.
لم يخطئ الرئيس السيسى عندما دعا الشعب بالتبرع لمصر فهذا ليس عيبا أو حراما فنحن فى حرب غير معلنة ضد الفساد وضد من يعملون ليل نهار فى مصانع الفتن والمؤامرات التى تحاك ضد مصر فغلاء الاسعار مؤامرة.. ارتفاع سعر الدولار مؤامرة.. تشويه الجيش مؤامرة.. تشويه الشرطة مؤامرة ولنسال أنفسنا لماذا لا يثور هؤلاء عندما يخطئ طبيب أو يخطئ مهندس فكلهم مؤسسات مصرية ولكن يزداد العواء دائما على الشرطة والجيش والهدف معروف لأنه لا يوجد دولة بلا شرطة أو جيش وفى حال سقوط أحدهم سقطت الدولة، فليحاسب من يخطئ مهما كان ولكن لا نطالب بالإسقاط فهذا ما يسعى إليه المتآمرون.
لنفكر جيدا ونترك السخرية جانبا ونتخيل ماذا لو قامت ثورة فى الوقت الحالى ونحن لا نملك سياحة أو صناعة والاقتصاد المصرى يترنح بكل وضوح وليعلم هؤلاء الساخرون أن الرئيس اتخذ خطوة عملاقة لم يجرؤ عليها معظم رؤساء المنطقة وهو الخروج من قبضة الولايات المتحدة وعدم التبعية لها فعندما اشترى سلاح من فرنسا وروسيا والصين كانت صفعة قوية على وجه أمريكا وإسرائيل وكان متوقعا بردود أفعال قوية ولكن غير معلنة وبأساليب ملتوية وغير مباشرة وهو ما نمر به الآن من ذيول تلك الدول وينبحون باسم الديمقراطية وحرية التعبير والسخرية.
أشرف عبد العزيز إمام يكتب: ليس تعبيرا عن الرأى وإنما استفزاز مرفوض
الإثنين، 29 فبراير 2016 11:35 ص