عقد نادى المحليات بسوهاج ندوة على هامش معرض صنع فى سوهاج بعنوان "الحلقة المفقودة بين الإعلام فى الصعيد والقاهرة"، شارك فيها الدكتورة عزة عثمان رئيس قسم الإعلام بجامعة سوهاج وعدد من الإعلاميين، الذين أكدوا أن المركزية فى مصر تمثل خطورة شديدة على الصحافة الإقليمية فى الصعيد.
حاضر فى الندوة محمد البديوى نائب رئيس قسم الأخبار بصحيفة "اليوم السابع"، والزميل أبو العباس محمد نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام، والصحفية نسمة الخطيب الصحفية بوكالة أنباء الشرق الأوسط، والدكتورة فاطمة الزهراء صالح أستاذ الإعلام المساعد بجامعة سوهاج، بحضور عدد من الأكاديميين وطلاب قسم الإعلام بالجامعة.
وقال محمد البديوى نائب رئيس قسم الأخبار باليوم السابع إن سبب الأزمة الحقيقة اعتماد النظام السياسى على المركزية الشديدة، وإنه لن يكون هناك اهتمام بالصعيد طالما استمرت فكرة المركزية التى أدت لتركز كل فرص الاستثمار والتنمية فى القاهرة ومحيطها، مشيرا إلى أنه حتى المشروعات الجديدة التى تطرح تكون فى المحيط القريب منها.
وأشار إلى أن حادث صغير فى ميدان التحرير ينتج عنه إصابة شخص واحد، سيلقى اهتماما إعلاميا أكبر من حادث بميدان فى محافظة سوهاج ينتج عنه وفاة 10 أشخاص.
وطالب البديوى محافظات الصعيد والقائمين بها بالاستفادة من الإنترنت الذى حول العالم إلى قرية صغيرة، ودعا لإنشاء مواقع إعلامية تفاعلية فى كل محافظة تكون قادرة على طرح مشاكل المحافظة، ويتفاعل معها المسئولين، مشيرا إلى تجربة اليوم السابع التى أطلقتها لدعم الصحافة الإقليمية.
من جانبه أوضح أبو العباس محمد أهمية وجود صحافة إقليمية قوية تتغلب على تهميش الإعلام المركزى لقضايا الصعيد أدت إلى وجود حالة من الاكتئاب بين طلبة الجامعات فى الصعيد، أو رؤيتهم أن الآخرين هم السبب فى تهميشه داعيا إلى الاهتمام بالإعلام الإقليمى واستخدام وسائل التواصل الاجتماعى فى هذا الصدد خاصة أن هذه الوسائل لا تحتاج إلى قيود كالتراخيص.
ومن جانبها قالت نسمة الخطيب خلال الندوة إن وسائل الإعلام خلال القيام بوظيفتها تولى اهتماما كبيرا بالمناطق محل الأحداث، وبالتالى تتركز فى العاصمة وربما تمتد لتغطى محافظات الصعيد فى الحوادث الكبرى وتكتفى بتقرير أو متابعة للحادث من المسئوليين بالقاهرة، مشيرة إلى أن الإعلام يوجد متى وجد الحدث وهو ما تفتقده محافظات الصعيد رغم الإمكانيات الاستثمارية غير المستغلة وتفردها بخامات انتاجية متميزة عالميا، إلا أنها تظل مواد خام تنتظر استثمارها.
وأضافت أن الإنترنت اختصر الوقت والجهد فلم يصبح تواجد وسائل الإعلام أو مكاتب لها بمحافظات الصعيد أمر حيوى، وأثبت الخمس سنوات الماضية، حيث تواصل الشباب واستثمروا الهواتف الذكية فى نقل الأحداث صوت وصورة لوسائل الإعلام وحطموا الحدود، داعية المسئولين إلى الاستفادة من خدمات الإنترنت والتواصل والتسويق للمحافظة وإمكانياتها.
وقالت شيماء سمير باحثة بوحدة التنمية الاقتصادية بالمحافظة إذا كان مبدأ التوازن الإخبارى أحد أهم مبادئ التغطية الإخبارية فى الإعلام غير موجود على المستوى الدولى، فهو أيضا يظهر بوضوح على المستوى المحلى، فلا يوجد توازن إخبارى فى تغطية أخبار العاصمة مقارنة باخبار الريف فى وجه بحرى أو حتى الصعيد".
وأضافت تأتى المركزية الشديدة التى تعانى منها كل المؤسسات فى الدولة المصرية لتعصف أيضا بالتوازن الإخبارى وحجم الاهتمام الإخبارى بأخبار الصعيد والمحافظات مقارنة بالقاهرة وللأسف هناك أسباب داخلية نابعة من مراسلى الصعيد انفسهم وأبناؤه الذين لا يولون اهتماما حقيقيا وتغطية متعمقة لأخبار الصعيد والتنمية المحلية بداخله والأنشطة الاستثمارية وغيرها فقط لا يهتمون بالصعيد إلا فى أخبار الحوادث.
وقالت الدكتورة عزة عثمان المستشار الإعلامى لمحافظة سوهاج ورئيس قسم الإعلام بجامعة سوهاج أنها بالتنسيق مع الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج ستعمل على إنشاء موقع إلكترونى لكل قرية، لعرض المشاكل الخاصة بالمواطنين وحلها ويشارك فى تحرير أخباره طلبة قسم الإعلام.
ودعت إلى لفظ الإحساس بالقهر والظلم لدى أبناء الصعيد والكف عن ترديد مقولة محافظات الصعيد فقيرة وطاردة للسكان، مع التمسك بالأمل المصحوب بالعمل والتسلح بالأدوات التى يتطلبها سوق العمل.
وأشارت إلى أنه ينبغى الاعتراف أنه لدينا إشكالية فى تدنى الخدمات فى الصعيد نتيجة إهمال الحكومات المتعاقبة، لكن لا ينبغى إغفال الدور المهم لأبناء الصعيد من الأثرياء الذين ذهبوا ليستثمروا فى القاهرة ونسوا محافظاتهم.
وأضافت الدكتورة فاطمة الزهراء صالح أستاذ الإعلام المساعد بكلية الإعلام بسوهاج أن الشباب بحاجة إلى التمسك بالتجارب الناجحة والاستفادة منها وتجاهل دعوات الإحباط وعدم الاستسلام لليأس.
صحفيون يحذرون من خطورة المركزية على الصحافة الإقليمية
السبت، 27 فبراير 2016 10:01 م
جانب من الندوة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة