"الأندلس" ساحة منافسة بين "داعش" و"القاعدة".. التنظيمان يتسابقان على استعادة قرطبة وطليطلة.. و مخابرات إسبانيا فى حالة استنفار بعد التهديدات الإرهابية.. وتنامى قلق المواطنين من شن هجمات على أراضيهم

الثلاثاء، 02 فبراير 2016 05:29 م
"الأندلس" ساحة منافسة بين "داعش" و"القاعدة".. التنظيمان يتسابقان على استعادة قرطبة وطليطلة.. و مخابرات إسبانيا فى حالة استنفار بعد التهديدات الإرهابية.. وتنامى قلق المواطنين من شن هجمات على أراضيهم داعش
كتبت فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبحت الأندلس ساحة يسعى إليها الإرهابيون سواء من تنظيم القاعدة أو تنظيم داعش الإرهابى، حتى أنها أصبحت ساحة قتال بين التنظيمين، وذلك يرجع إلى أصلها الإسلامى، فكلا التتظيمين يريد استعادتها بشكل ما، وبدأ سباق التنافس على الحصول على الأندلس من خلال نشر التنظيمين الإرهابيين عدد من تسجيلات الفيديو التى تتوعد باستعادتها.

استهداف إسبانيا

وتعتبر إسبانيا أكثر البلاد المستهدفة من قبل التنظيمات الإرهابية، فبعد مضى أكثر من 10 أعوام على التفجيرات التى دمرت 4 قطارات ركاب فى مدريد، وأسفرت عن مقتل 191 شخصا، والتى قام بها أشخاص يرتبطون بتنظيم القاعدة، قام تنظيم القاعدة مجددا بإرسال تهديدات جديدة لإسبانيا بإحداث تفجيرات مدريد جديدة، بالإضافة إلى تهديدات تنظيم داعش بتنفيذ تفجيرات فى أراضى إسبانيا واستعادتها.
وحدثت تفجيرات مدريد 2004 فى محطة قطارات أتوشا رينفى فى مدريد بإسبانيا، وكانت عبارة عن سلسلة من التفجيرات الإرهابية المتناسقة التى استهدفت شبكة قطارات نقل الركاب فى مدريد، وتسببت فى مقتل 191 شخصا وإصابة 1755 آخرين، وجميع التحقيقات القضائية الإسبانية أثبتت أن المنفذين كانوا من خلية فكرها من تنظيم القاعدة الإرهابى.
وآخر التهديدات التى وجهت لاستعادة الأندلس وشن هجمات فى إسبانيا كانت أمس من قبل تنظيم داعش، وذلك بعد نشر شريط فيديو جديد لعملية إعدام خمسة عراقيين بالرصاص، ليتقدم أحد مسلحيها ويتوعد بالفرنسية إسبانيا والبرتغال بهجمات "تنسيهم" هجمات نيويورك وباريس، وتبلغ مدته حوالى ثمانى دقائق ويظهر فيه خمسة مسلحين ملثمين، أربعة منهم يرتدون زيا أسود والخامس الناطق بالفرنسية، يرتدى زيا عسكريا مرقطا، وأمام كل منهم يجثم رجل عراقى يرتدى زيا برتقالى اللون والمسدس مصوب الى رأسه.

وأشار المسلح الى أن "داعش" ستستعيد الأندلس، وأنها لم تنس "قرطبة وطليطلة وشاطبة"، فى إشارة إلى ثلاث مدن ازدهرت فى الأندلس خلال حكم المسلمين لها بين القرنين الثامن والخامس عشر. وأضاف “اصبرى، اصبرى فإنك لست إسبانية ولا برتغالية ولكنك الأندلس المسلمة".
وتعتبر إسبانيا هدف إرهابيى داعش منذ وقت طويل، كما أن لدى داعش خريطة جديدة للسيطرة على أجزاء من أوروبا بخلاف خططه الأصلية لتوسيع الخلافة فى العراق وشمال إفريقيا، ولذلك فإن داعش يخطط لأن تكون إسبانيا التى خضعت لحكم المسلمين 700 عاما تحت خلافته فى 2020.

أما قبل الفيديو الأخير فإن داعش كان نشر تسجيلا آخر بعث فيه رسالة تهديد جديدة لأوروبا، أظهر فيه تلميحات على إسبانيا كثيرة، خاصة أنه فى أول الفيديو ظهر قصر الحمراء بغرناطة من الخارج والداخل، وأظهر الفيديو فى الدقيقة الثانية خريطة أوروبا. وأشارت صحيفة الباييس الأسبانية إلى أن داعش يسير على نفس النمط فى إرسال التهديدات التى تبدأ بـ"بسم الله الرحمن الرحيم"، وتنتهى بـ"الله أكبر"، وفى المنتصف تهديدات للدولة بنشر الإسلام.


تنظيم القاعدة


أما تنظيم القاعدة فى المغرب العربى فكان أرسل تهديدا فى تسجيل فيديو لإسبانيا بتنفيذ تفجيرات جديدة بمدريد، وهذا التسجيل يظهر فيه صور لأعمال إرهابية، ولأعضاء فى جماعة تدعى "خطيبة" التى توجد فى مالى وفى مدينة مليلية الإسبانية، ويدعو فيه زعيم الجماعة بمليلية الإسبانى أبو النور الأندلسى المسلمين فى إسبانيا للانضمام إليهم والعمل معهم، ويقول فى تسجيل الفيديو استمر 13 دقيقة "اليوم ستكونون فى أرضنا نحن، فى أرض الإسلام، وسنأخذ جميع أراضى نابولى وروما ومدريد، وستكون هناك تفجيرات فى كل مكان فيها بإذن الله"، مضيفا "رسالتنا إلى إخواننا المسلمين فى إسبانيا وخاصة مليلية للتحرك حيث يوجد الكفاح، فنحن بحاجة إلى إخواننا المسلمين ومساعدتنا فى القتال، الله أكبر".

وبناءً على هذه التهديدات فإن المخابرات الإسبانية تعتبر فى حالة استنفار، وقامت بنشر تحذيرات قوية باللغة الإنجليزية قبل أن يقوم موقع جوجل العالمى بحذف التسجيل لتحريضه على العنف وتشجيع الإرهاب، وقال وزير الدولة فى الأمن الإسبانى فرانسيسكو مارتينيو إن إسبانيا فى حالة تأهب واستنفار مستمر فى الوقت الحالى بسبب تهديدات تنظيم القاعدة ضد كل من مدينة سبتة ومليلية، ولكنه بعث رسالة تهدئة إلى المواطنيين الإسبان وطالبهم بالهدوء وعدم القلق من هذه التهديدات.
وذكر مارتينيو أن جميع المصالح المتخصصة فى مكافحة الإرهاب تجتمع لتقييم التهديدات بكل من سبتة ومليلية وداخل إسبانيا، وأكد أن هؤلاء المتخصصين يراقبون الأنشطة الدعائية للإرهابيين وأنصارهم على شبكات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى، من أجل تقييم المخاطر، واتخاذ ردود الفعل تجاهها.
وأشار مارتينيو إلى أن التنظيم الإرهابى ذكر 12 مرة مدينتى سبتة ومليلية، وسبق أن حث أيمن الظاهرى زعيم القاعدة المسلمين على تحرير ما أسماها "ديار المسلمين" من المحتلين والتى من بينها سبتة ومليلية، حيث إنه ضرب مثالا على ذلك باستيلاء إسبانيا على سبتة ومليلية، واستيلاء إسرائيل على فلسطين وروسيا على الشيشان والقوقاز، كما أنه هاجم قبل سنوات فى تسجيل فيديو منظمة الأمم المتحدة معتبرة إياها عدوة الإسلام والمسلمين، لأنها أضفت صبغة قانونية وشرعت فى إنشاء دولة إسرائيل والاستيلاء على أراضى المسلمين". وأشارت صحيفة الباييس إلى أن عودة التهديد الإرهابى إلى إسبانيا يذكر بتصريحات أخرى سابقة من أبو مصعب عبد الودود زعيم الجناح المغربى لتنظيم القاعدة حول الاحتلال الإسبانى لسبتة ومليلية، والذى دعا فى 2007 إلى تنظيم تحرير الأندلس.

استنفار أمنى

وقال وزير الدولة لشئون الأمن فرانسيسكو مارتينيز، إن التهديد "قويا بشكل خاص" فى حالة إسبانيا، وكان ذلك فى يوينو الماضى، وأعلن وزير الداخلية الإسبانى خورخى فيرنانديز دياز عقد لجنة تقييم التهديد الإرهابى فى إسبانيا، بعد موجة الهجمات التى تعرضت لها باريس، وهذا يثبت أن إسبانيا تشعر بالقلق وتتزايد مخاوفها من تعرضها لهجمات إرهابية. كما أنه فى وقت سابق ،اعتقلت السلطات الإسبانية العديد من المشتبه فى أنهما بعثا باسم التنظيم الإرهابى داعش رسالة إلى مقر الحزب الشعبى الحاكم فى إسبانيا، يهددان فيها بوضع قنابل بمدريد وبرشلونة، والمتهمين تتراوح أعمارهم بين 41 و34 عاما.
وكان وزير الداخلية أعلن من قبل ارتفاع انضمام إسبان إلى داعش، ووجود عدد من الإرهابيين فى البلاد، مؤكدا أن وجودهم يمثل أكبر خطر على أمن البلاد، وأفادت تقديرات السلطات الإسبانية، أن عدد مواطنيها الذين انضموا إلى صفوف تنظيم داعش فى سوريا والعراق، يقدر بـ 116 شخصا، عاد منهم 16 شخصا إلى إسبانيا.
وتعتبر كتالونيا من أكثر الأماكن التى تثير قلق الحكومة الإسبانية، حيث يتمركز بها عدد من المتطرفين، حيث وجد مؤخرا فى مدخل منزل أحدهم ملصق يظهر عليه شعار داعش والتعبير "كتالونيا للمسلمين". وعززت إسبانيا من وجود الخبراء فى مكافحة الإرهاب، وكان رئيس حكومة إسبانيا ماريانو راخوى أكد "نحن فى حاجة إلى تعزيز التدابير الأمنية"، وفى خطاب له فى مدريد بعد تفجيرات باريس، قال راخوى عن الإرهابيين إنهم "يمكنهم أن يلحقوا بنا ضررا لكنهم لن يمكنهم أن يهزموننا".
وكانت أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية عن اعتقال أكثر من 30 شخص فى إسبانيا والمغرب فى إطار تحقيق حول تجنيد نساء لإرسالهن إلى سوريا والعراق للانضمام الى تنظيم داعش، وارتفع عدد المعتقلين فى إسبانيا بتهمة الانضمام لداعش. وأعلنت مستوى التأهب الرابع ويشمل مراقبة متزايد للبنية التحتية الحيوية مثل المطارات ومحطات الطاقة النووية والمواسم وتفعيل جميع قوات الأمن المشتركة فى الوقاية والبحوث والمعلومات لمكافحة الإرهاب". ويذكر أن السلطات الإسبانية ألقت القبض هذا العام على 63 تكفيريا، وهو أكبر عدد من الإرهابيين يتم القبض عليهم.

الإسبان يرون ضرورة مكافحة داعش

ولهذه الأسباب أجرى معهد إلكانو استطلاعا للرأى حول رأى الإسبان فى أولويات السياسة الخارجية الإسبانية فى الوقت الراهن، ومخاوفهم، وشدد 90 % من الإسبان على ضرورة مكافحة آفة الإرهاب وخاصة تنظيم داعش، وأن يكون هذا على رأس أولويات السياسة الخارجية لإسبانيا.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة