مصطفى حامد يكتب : ميكانزمات الدفاع.. مواجهة فيروس القلق "3"

السبت، 24 ديسمبر 2016 12:00 م
مصطفى حامد يكتب : ميكانزمات الدفاع.. مواجهة فيروس القلق "3" شخص مصاب- أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وفقا لما ذكرنا سابقا وتم شرحه فإن الآليات الدفاعية التى يحمى الإنسان نفسه وذاته بها من مثيرات القلق ومسببات التوتر متنوعة ومتعددة فمنها ما سبق التنويه عنه بمقالات سابقه مثل ميكانزم الإنكار والإسقاط والعزل والانشطار وأمنها ما سنعرضه بهذا المقال ومقالات أخرى لاحقة بإذن الله عز وجل وعلى هذا نبدأ الآن مقال اليوم المقال الثالث بهذه القضية بذكر ميكانزم.

التبرير

حيله دفاعيه لا شعورية يستخدمها الإنسان لحماية نفسه من حقيقة نفسه بمعنى أدق حماية ذاته من أن تنكشف خستها و فسادها أمام ذاته كالمرايا التى يخشى الإنسان النظر لها كى لا يرى شكله الحقيقى فيبقى محافظا لنفسه على شكل يرضيها مبتعدا رويدا رويدا عن جوهر ذاته ومكنونها فالتبرير هو خلق دوافع ومسببات منطقية أخلاقيا وحتمية اجتماعيا تبرر الأفعال المشينة والتصرفات اللا أخلاقية التى يقوم بها الفرد من حين لآخر، حيث إن النسيج النفسى للفرد لا يتحمل حقيقة سوء ذاته دينيا وأخلاقيا فيقوم بإضفاء أسباب مقبولة اجتماعيا لأفعاله وتصرفاته ولا عجب فى ذلك حينما ترى السارق يدعو الله عز وجل أن يوفقه فى فعل الحرام فالمجتمع هو من دفعه لذلك و تجد أعتى السفاحين على مدار التاريخ يرى قتل الأبرياء ضرورة من ضروريات الحياة فلا يندم على فعله أبدا بل يمدحه ويجد من يمدحه من الناس لهذا فالتبرير حيلة دفاعيه خطيره فى استخدامها فما بالك بفرط استخدامها قد تدمر معايير الشخص الدينيه و الأخلاقيه و تؤدى لشمول الأرض بفساد عظيم.

النكوص

حيلة دفاعيه أخرى يستخدمها الإنسان مرارا و تكرارا للهروب من ألم النسيج النفسى الممزق بفعل التوتر والقلق فالنكوص هو ارتداد الفرد على مستوى العقل و الفعل بإتيان تصرفات حققت له الراحة النفسية فى زمن بعيد بمعنى التقهقر إلى مراحل عمريه سابقه تنعم فيها الفرد براحه نفسيه و سعاده ذاتيه مراحل عمريه خاليه من مسئوليات الحاضر الصعب صافيه نقيه من مشاعر الإحباط و اليأس فيعود بذهنه إلى ذكريات جميله و مشاعر رائعه بعمل أفعال و تصرفات لا تناسب المرحله العمريه الراهنه ولكنها وفقا لما نتج عنها سابقا من راحه و سعاده فهى مخلص و منقذ من توتر و إضطراب الواقع الملىء بالضيق و مشاعر الحزن و السأمه فتجد الأباء يلعبون ألعاب الأطفال و الأمهات تتعلق بمسلسلات الصغار و أفلامهم هروبا لذكريات جميله و من واقع أليم و لكن إحذروا شديد الحذر أن تصبحوا سجناء للذكريات تبحثوا عن السعادة فى دفاتركم القديمة تاركين الواقع دون مواجهة وإصرار على الحياة .







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة