بدقة تضاهى حجم وقيمة القطعة التى يمسك بها، وبحركات مرنة من أصابع عشقت الذهب فعشقها و أصبحت العلاقة بينهما أشبه بسيمفونية تسعى للجمال والكمال، هكذا يتعامل الصائغ مع قطع الذهب والفضة المرصعة بالحجار الكريمة، فى حى الصاغة الذى يعد من أقدم الشوارع بالقاهرة، وبالرغم من وصول جرام الذهاب إلى 600 جنيه، إلا أن أهل الصاغة مازالوا محتفظين بعلاقتهم مع الذهب.

قطع ذهب مميزة

قطع من الذهاب
عدسة و قصدير وكاوية وملقاط دقيق لا يخطئ الهدف ومجموعة من الأحجار الكريمة لا يعرف قيمتها إلا قليلون هذه هى أدوات الصائغ التى يشكل بها أجمل حُلى النساء، ساعات طويلة يقضيها الصائغ يتابع مراحل تصنيع الذهب منذ أن يصهره إلا أن يضع عليه لمساته الخيرة ليكون جاهزاً للعرض والارتداء.

أحد العاملون بالصاغة

أحد عمال الصاغة فى ورشته
مشاهد عديدة ومتشابهة تلحظها العينان منذ أن تطأ قدماك شارع الصاغة بحى الحسين الذى تندمج فيه رائحة انصهار الذهب مع عبق الحضارة القديمة، ليخرجا مزيج رائع من الجمال اليدوى الذى ينتج عن عدد من "الصنايعية" المحترفين، يبدأ المشهد الأول بكهل مسن تظهر على ظهره علامات الانحناء بشكل واضح، بفعل الكرسى الذى لم يتركه منذ سنوات، يمسك بعدسته التى تكشف له أدق التفاصيل فى قطعة لا يعلم قيمتها إلا هو، يجلس فى هدوء تام منعزلاً بوجدانه عن الضوضاء الموجود بالخارج ليضع كل تركيزه فى قطع الذهب الموجودة بيده".

أدوات الصائغ

تشكيل الذهب
من محل لآخر يتواجد الصنايعى الذى تنطبق عليه جملة "إيده تتلف فى حرير" فهو المسئول عن تشكيل قطعة الذهب بعد أن تنصهر ليسلمها إلى المرحلة التالية وهى مرحلة تركيب الحجار الكريمة التى لا يعمل بها إلا العمال "الخبرة" فقط.

تصليح قطعة من الفضة

جانب من عمل الصائغ
نظرات المارة هى بطلة المشهد الثالث، فبعد أن كان شارع الصاغى يعج بالمارة والزبائن، أصبح المارة يكتفون بالـ"فُرجة" فقط، منهم من يتابع أحدث صيحات الذهبن ومنهم من ينظر إلى الصنايعية والورش باندهاش، ومنهم من يسأل عن تصليح خاتم أو تركيب فص، يعيد به الروح إلى قطعة من الحُلى فقدت جزء من جمالها.