أكرم القصاص - علا الشافعي

"طبطبلى" مجتمع آمن لدعم ضحايا الختان والعنف من خلال الإنترنت

الأربعاء، 14 ديسمبر 2016 01:04 م
"طبطبلى" مجتمع آمن لدعم ضحايا الختان والعنف من خلال الإنترنت شعار صفحة طبطبلى
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الأرقام والإحصائيات المفزعة عن نسبة الختان فى مصر تأخذ شكلاً من لحم ودم، تعرف أن هذه الأرقام فى القائمة ليست مجرد أعداد، وأن من صنفن كضحايا لسن فقط هن من فقدن حياتهن جراء مضاعفات هذه الجريمة البشعة التى يرتكبها آلاف الآباء بحق بناتهن.

1
 
رسالة قصيرة أرسلتها "هـ . ب" لمسؤولى صفحة مبادرة "طبطبلى" على فيسبوك، التى تحولت فى فترة قصيرة إلى مجتمع مفتوح لضحايا الختان والعنف، واستقبلت ونشرت العشرات من رسائل البوح حول هذه التجربة المؤلمة، التى تختلف فى تفاصيلها ولكنها جميعها تجتمع فى أن ما حدث لهؤلاء الفتيات لن ينسى ولو بعد مئة عام، وأن هذه الحكاية المؤلمة التى حاولن دفنها تحت عشرات الذكريات، وحاولن ألا يتحدثن عنها أبدًا منذ الطفولة لن تنسى بهذه البساطة.

"مجتمع مفتوح وآمن لضحايا الختان والعنف، يدعم حقهم فى البوح والطبطبة كخطوة أولى لبداية حياة خالية من الألم والخوف" ببساطة أوضح القائمون على "طبطبلى" هدفهم من المبادرة التى بدأت بتدوينة لـ"حسام السكرى" الإعلامى ورئيس "بى بى سى العربية" السابق، الذى تناول فيها بعض المفاهيم المغلوطة حول ختان الإناث سواء بربطها بالدين أو حتى تبريرها طبيًا بالمقولة الشائعة "الطبيب هو اللى هيقرر هى محتاجة ختان ولا لأ".

بعد التدوينة تلقى "السكرى" رسالة من إحدى ضحايا الختان تتحدث عما حدث لها وعن الصدمة التى لا تزال تعانى آثارها رغم مرور نحو 30 عامًا على الواقعة، وبعدما نشر هذه الرسالة توالت الرسائل من ضحايا الختان التى نشرها تباعًا دون كشف هويات صاحباتها وكشفت الرسائل المتتالية جانبًا مظلمًا مما تتعرض له الملايين من النساء فى مصر.

ومع توالى الرسائل قرر "السكرى" تأسيس هذه المبادرة التى استقطبت عددا من المتطوعين بمجرد الإعلان عن إطلاقها واستحقت تقييم خمسة نجوم من مشاركى فيسبوك بعد يوم واحد من إنشائها. كما استقطبت اهتماما دوليا كان من مظاهره دعوة فريق حكايات البنات طبطبلى للحديث عن المبادرة فى فعالية نظمتها إحدى الهيئات التابعة للأمم المتحدة فى مصر قبل مرور أسبوع من إطلاقها.

صفحة طبطبلى
صفحة طبطبلى

هذه الفكرة التى بدأت بمبادرة من الإعلامى حسام السكرى تلقت عددًا كبيرًا من طلبات التطوع والمساعدة فى إدارتها، ويعمل عليها فى الوقت الحالى، بالإضافة إلى "السكرى"، الدكتورة هالة عصمت وهى طبيبة بشرية ومستشارة تحاليل وتقييم قدرات فى منظمة الصحة العالمية، الدكتورة أمال عويضة الكاتبة الصحفية بجريدة الأهرام، المهندسة نسرين يوسف التى تعمل فى قطاع تكنولوجيا المعلومات، الدكتورة هدير محمد طبيبة الأمراض النفسية والعصبية بجامعة القاهرة، رانيا بسيونى المذيعة ومقدمة البرامج فى إذاعة القاهرة، ميرنا أحمد وتعمل فى مجال الدعم التقنى ومن المهتمات بمجال حقوق المرأة وانضمت لها مؤخرًا المهندسة المعمارية دنيا الجبالى المقيمة فى الولايات المتحدة الأمريكية.

"طبطبلى" لأن دعم المجتمع له أثر كبير فى التخفيف عن الضحايا

الاسم البسيط والمعبر الذى يسهل تذكره لم يكن السبب الوحيد لاختيار "طبطبلى" عنوانًا للمبادرة وإنما السبب الأهم حسبما يقول القائمون على الصفحة هو "أن إبداء الدعم والتضامن من المجتمع له أثر كبير فى التخفيف عن الضحايا، خاصة أن بعض من يعلقون ويتضامنون مع السيدات اللاتى يعبرن عن مشاعرهن مروا هن أيضا بتجارب مماثلة وبعضهن يقدم النصح والإرشاد".

وأشاروا إلى أن هذه "ربما تكون المرة الأولى التى نسمع فيها هذا الكم من الشهادات من ضحايا الختان خاصة وأن التركيز فى معظم المبادرات يكون على المنع ولا يوجد ما يكفى من اهتمام للتعامل مع ملايين الضحايا ممن يعانون من الصدمة، أو الآثار النفسية أو الفسيولوجية للختان".

ويرى القائمون على "طبطبلى" أن "الحكى مهم وهو أول خطوة تخطوها الضحية فى طريق التأهيل النفسى أو البدنى"، ويضيفوا "اكتشفنا أن عددا غير قليل من السيدات لم يسبق لهن الحديث مطلقا عن صدمة الختان رغم مرور عشرات الأعوام على الانتهاك".

وإلى جانب "البوح والطبطبة" تقدم الصفحة أيضًا بعض الإرشادات والنصائح العلمية لضحايا العنف والختان. ويقول القائمون عليها "هناك عدد من المتخصصين تطوعوا لمتابعة ما ينشر وللتعليق عليه. ومن حين لآخر نقدم نصائح من المتخصصين تغطى بعض الجوانب النفسية وتساعد فى التعامل معها. ومن خططنا مساعدة بعض الحالات التى تلجأ إلينا بشكل فردى لتوصيلها بالمتطوعين أو بمؤسسات تدعم مثل هذه الحالات. ودورنا فى هذه الحالة هو تعريف المؤسسات بالحالات التى تحتاج مساندة ولا نتدخل فى تفاصيل الاستشارة التى تتم بين المؤسسة أو المتخصص المتطوع والحالة التى تحتاج الدعم".

2
 
يقول المسؤلون عن الصفحة لـ"اليوم السابع": كان من بين ما نشره (السكرى) رسائل أثارت موجات واسعة من القلق من سيدات قلن إنهن تكرهن أمهاتهن منذ لحظة الختان ورغم مرور عقود على العملية، إضافة إلى سيدات تحكين بدقة عن الصدمة النفسية التى تمتد آثارها حتى اليوم، أو عن مأساة فقدان القدرة على الاستمتاع بالعلاقة الحميمية مع الزوج".

تزامن إطلاق الصفحة مع حملة الـ 16 يومًا العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة، ولكن القائمون على الصفحة يقولون "إطلاق الصفحة فى هذه الفترة بالذات جاء بالصدفة البحتة ولم يكن له علاقة بفعاليات أيام مناهضة العنف ضد المرأة، كما لم يكن هناك تنسيق مع أية جهات بخصوص إطلاقها".

على الرغم من أن دعم النساء صاحبات التجارب المؤلمة مع الختان كان الهدف الأساسى من المبادرة إلا إنها تستقبل كل رسائل الفضفضة والبوح من النساء من كافة الأعمار، ويقول القائمون عليها "هناك تركيز على ضحايا الختان نظرا لعدم وجود منافذ كثيرة تركز على دعمهن بعد الانتهاك الواقع عليهن. لكن الصفحة تتعامل أيضا مع كافة أنواع العنف ضد المرأة، من التحرش إلى العنف المنزلى، وننشر تقريبا كل ما يردنا فى هذا الصدد".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة