يُعرَف الإبداع بأنه القدرة على إيجاد أكبر عدد من الأفكار المبتكرة غير الموجودة حول موضوع معين بقصد تحسين الأداء، ويعتبر التفكير الإبداعى ضرورة حياتية ومهنية ووظيفية، ومن ثم فهو ضرورة تعليمية ينبغى أن نكسبها لطلابنا؛ لتتفتح أذهانهم وتنتج أفكاراً رائدة تسهم فى النهضة العلمية والحضارية التى ينشدها وطننا.
ولأن الأفكار الإبداعية من أهم دعائم النهضة الحضارية لأى دولة فقد سعت دول العالم المتقدم لتشجيعها والاستفادة منها، فكل المنجزات العلمية كانت أساساً أفكاراً إبداعية ابتكرها أشخاص مبدعون وطورتها المؤسسات لخدمة البشرية .
ويمكننا أن نعتبر الإبداع أرقى مراحل عملية التعلم التى تُعرف أكاديمياً بمستويات بلوم المعرفية (التذكر- الفهم – التطبيق- التحليل- التركيب- التقييم)؛ لأن الإبداع ينتج (أفكاراً جديدة وفريدة وكثيرة ومفيدة لم يأت بها أحدٌ من قبل) وهو ما ينم عن استيعاب كامل لكل المراحل السابقة التى حددتها النظريات التربوية المطورة لمستويات بلوم المعرفية، وهو ما يتطلب منا أن نحفز طلابنا على التفكير الإبداعى وندربهم على ثقافة الإبداع فى شتى أمور حياتهم.
إن الطالب المبدع هو العالم الكفء فى المستقبل والموظف المتميز فى عمله، والطبيب فائق المهارة فى علاج مرضاه، والمهندس الذى يبدع أعمالاً هندسية وفنية ليس لها مثيل وهو المعلم الذى يخرج أجيالاً من العلماء والإبداع لا يتواجد فى أى شخص مهنى مهما عظمت أو صغرت مهنته، إلا وأثمرت عن أفكار متميزة تسهم فى الارتقاء بالعمل وتيسيره وجودته.
إن الإبداع ضرورة تعليمية لا غنى عنها لأى طالب ويجب أن ننمى فى طلابنا وأبنائنا ثقافة الإبداع حتى نخرج جيلاً من العلماء فى شتى المجالات.