قوات النظام تتقدم مجددا فى شرق حلب والمعركة تدخل "مرحلتها الاخيرة"

الإثنين، 12 ديسمبر 2016 12:41 م
قوات النظام تتقدم مجددا فى شرق حلب والمعركة تدخل "مرحلتها الاخيرة" أثار دمار نتيجة عمليات قثف على حلب- أرشيفية
حلب (أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أحرزت قوات النظام السورى والمجموعات الموالية لها الاثنين تقدما جديدا فى مدينة حلب، حيث باتت سيطرة الفصائل المعارضة تقتصر على اقل من 10% من الأحياء الشرقية، تزامنا مع نزوح اكثر من عشرة ألاف مدنى خلال الـ24 ساعة الاخيرة.

 

وقال مدير المرصد السورى لحقوق الانسان رامى عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة حاليا لا تشكل الا جزءا قليلا، ومن الممكن ان تسقط فى اى لحظة". وأضاف "يمكن القول ان معركة حلب بدأت الدخول فى المرحلة الاخيرة، بعد سيطرة قوات النظام على اكثر من 90% من مساحة الاحياء الشرقية".

 

ومن شأن خسارة حلب ان تشكل نكسة كبيرة وربما قاضية للفصائل المقاتلة، فى حين قال الرئيس السورى بشار الأسد إن حسم المعركة لصالحه سيشكل "تحولا فى مجرى الحرب" و "محطة كبيرة" باتجاه انهاء النزاع المستمر منذ اكثر من خمس سنوات.

 

وتمكنت قوات النظام الاثنين وفق المرصد وتحت غطاء جوى كثيف، من السيطرة على حى الشيخ سعيد الاستراتيجى فى جنوب الأحياء الشرقية بعد معارك مستمرة منذ اشهر.

 

كما تمكنت من استكمال السيطرة على حى الصالحين الذى كانت تسيطر على أجزاء منه وعلى اجزاء كبيرة من حى كرم الدعدع، وباتت تسيطر ناريا على حى الفردوس، وفق المرصد.

 

وأكدت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) أن وحدات من الجيش والقوات الرديفة أعادت "الامن والاستقرار الى عدد من الاحياء والمناطق فى الجهة الجنوبية الشرقية من مدينة حلب" بينها الشيخ سعيد والصالحين وكرم الدعدع.

 

ونقلت عن مصدر عسكرى أن وحدات الجيش "تتابع تقدمها باتجاه احياء الكلاسة وبستان القصر وسوق الهال".

 

وذكرت مراسلة فرانس برس الموجودة فى غرب حلب ان دوى الغارات والقصف على القسم الشرقى لم يتوقف طيلة الليل بشكل عنيف ومكثف.

 

وبحسب عبد الرحمن، تحتفظ الفصائل المقاتلة حاليا "بسيطرتها بشكل كامل على حيين اثنين هما المشهد والسكرى فى حين تتقاسم السيطرة مع قوات النظام على الاحياء الاخرى المتبقية"، علما ان ثلاثة منها على الاقل مقسومة بين الطرفين منذ العام 2012، وهى احياء صلاح الدين والعامرية وسيف الدولة.

 

ويرى كبير الباحثين فى مركز كارنيغى للشرق الاوسط يزيد الصايغ ان السيطرة على مدينة حلب "ستشكل انجازا كبيرا للنظام" فضلا عن انها "ستكسر ظهر المعارضة المسلحة (...) ويصبح من الممكن اخيرا تجاوز التفكير بامكانية الاطاحة بالنظام عسكريا".

 

خشية على المحاصرين

احرزت قوات النظام والمجموعات الموالية لها منذ بدئها هجوما فى منتصف نوفمبر، تقدما سريعا فى شرق حلب. ودفعت المعارك المستمرة عشرات الالاف من المدنيين الى النزوح من الاحياء الشرقية، معظمهم إلى أحياء تحت سيطرة قوات النظام.

 

وأحصى المرصد الاثنين نزوح اكثر من عشرة ألاف مدنى من الاحياء التى لا تزال تحت سيطرة الفصائل الى القسم الغربى أو الأحياء التى استعادها الجيش مؤخرا.

 

وبات عدد المدنيين الذى فروا منذ منتصف الشهر الماضى نحو 130 الفا وفق عبد الرحمن، الذى اشار الى ان "بعض الاحياء تحت سيطرة الفصائل باتت خالية تماما من السكان، فيما تضم احياء اخرى عشرات آلالاف من المدنيين الذين يعانون من اوضاع إنسانية مأساوية".

 

واكد عبد الرحمن وجود "مخاوف حقيقية على من تبقى من المدنيين فى احياء المعارضة والذين يقدر عددهم بعشرات الالاف"، معتبرا ان "كل قذيفة تسقط تهدد بارتكاب مجزرة فى ظل الاكتظاظ السكانى الكبير".

 

وحذرت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) الأحد من أن "جميع الاطفال" فى مدينة حلب "مصدومون".

 

وقال مدير مكتب المنظمة فى حلب رادوسلاف رزيهاك الذى يعمل منذ 15 عاما مع المنظمة لوكالة فرانس برس "لم أر فى حياتى هذا الوضع المأساوى الذى يعانيه الأطفال فى حلب".

 

ومنذ بدء هجوم قوات النظام، قتل 415 مدنيا بينهم 47 طفلا فى شرق حلب فيما قتل 139 مدنيا بينهم اربعين طفلا جراء قذائف اطلقها مقاتلو المعارضة على غرب المدينة.

 

اعدامات فى تدمر

يتزامن تقدم قوات النظام فى شرق حلب مع تراجعها فى وسط البلاد، حيث تمكن تنظيم الدولة الاسلامية من السيطرة على مدينة تدمر الاثرية بعد ثمانية اشهر على طرده منها بغطاء جوى روسي.

 

وأفاد المرصد الاثنين "بإعدام التنظيم ثمانية مسلحين موالين للنظام فى تدمر، فيما قتل اربعة مدنيين بينهم طفلان جراء إصابتهم بطلقات نارية خلال تمشيط التنظيم للمدينة".

 

وتمكن الجهاديون اثر سلسلة هجمات شنوها الخميس فى ريف حمص الشرقى من التقدم فى المنطقة والدخول الى تدمر السبت لساعات قصيرة قبل انسحابهم منها تحت وابل الغارات الروسية الكثيفة فجر الأحد.

 

الإ ان التنظيم تمكن مجددا الاحد من السيطرة على المدينة برغم القصف الجوى الروسي، وذلك اثر انسحاب الجيش السورى منها باتجاه الريف الجنوبي، وفق المرصد.

 

وقال عبد الرحمن إن التنظيم احرز ليل الاحد الاثنين تقدما فى محيط تدمر من الجهتين الغربية والجنوبية الغربية.

 

ويخوض الطرفان الاثنين معارك عنيفة قرب مدينة القريتين ومطار التيفور العسكري، تزامنا مع غارات روسية عنيفة تستهدف مناطق الاشتباك.

 

وأسفر هجوم الجهاديين منذ الخميس عن مقتل مئة عنصر على الاقل من قوات النظام والمسلحين الموالين.

 

واستعاد الجيش السورى السيطرة على مدينة تدمر فى مارس باسناد جوى روسى وتمكن من طرد الجهاديين الذين كانوا قد استولوا عليها فى مايو 2015.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة