أكاديميون: "العامية" ضرورية ولا خوف على العربية من اللغات الأجنبية

السبت، 12 نوفمبر 2016 08:00 ص
أكاديميون: "العامية" ضرورية ولا خوف على العربية من اللغات الأجنبية ندوة لغة الكتابة فى معرض الشارقة الدولى للكتاب
رسالة الشارقة - أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أثارت ندوة "لغة الكتابة.. التأرجح بين العامية والفصحى" التى استضافها "ملتقى الأدب"، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولى للكتاب، عدداً من التساؤلات حول واقع الكتابة الإبداعية اليوم، وأثر الإعلام المعاصر على لغة الأدب، وعلاقة الأجيال الجديدة باللغة العربية فى ظل المتغيرات التكنولوجية المتسارعة.

 

وشارك فى الندوة التى أدارها المسرحى محمد غباشى، كل من: الدكتور على الحمادى، والكاتب الصحفى دانيال لاك، والروائى محمود حسن الجاسم، حيث توقفوا عند مجمل الظواهر التى تتعلق بمستويات اللغة العربية، وأهمية تنوع مستويات الخطاب فى المجتمع الواحدة.

 

وقال على الحمادى إن الكثير من المتابعين لواقع اللغة العربية يعتقدون أن تعلم لغة أجنبية، أو الانزياح نحو العامية، يؤثر سلباً على الفصحى، وهذا تفسير خاطئ، إذ لا ضرر إن تعلمنا لغات غيرنا، ونحن محافظون على لغتنا الأم، ولا يمكن لنا أن نستغنى عن العامية فى حياتنا لأنها الأبسط، والأقرب فى الشأن العام.

 

وأضاف "الحمادى" أن اللغة تعد واحدة من صور الهوية، فالكثير من العرب الذين تربوا على اللغة الإنجليزية يفقدون انتماءهم إلى العربية ويبدون حائرين تجاه هويتهم، لذلك ينبغى التمسك بمحوريين أساسيين فى ترسيخ الفصحى، وهما، لغة الأدب، ولغة التعليم فى المدارس، فأن تتحول لغة الدراسة بالمجمل إلى لغة أخرى، يعنى ذلك إيذاناً بهدم العربية فى أذهان الجيل الجديد.

 

واستعرض الكاتب الصحفى دانيال لاك خيارات الكتابة الإعلامية فى اللغة، وأثرها على التجارب الإبداعية، قائلاً: هناك أهداف رئيسية عند الإعلامى، سواء كان مذيعاً، أو كاتباً، وهى أن الرسالة الصحفية يجب أن تصل بصورة دقيقة، وواضحة، وتصيب هدفها، وهذا كله يستند فى المقام الأول على اللغة المستخدمة فى عملية الاتصال، فلا يمكن للمتلقى أن يفهم لغة غريبة عليه، أو يفهم رسالة صعبة الصياغة.

 

وأضاف دانيل لاك، أن هذه الأهداف تفرض على الإعلامى أن يختار نوعاً من اللغة المتوسطة التى تعد واحدة من مستويات اللغة الفصيحة، بحيث لا ينزاح إلى العامية، وفى الوقت نفسه لا يتحدث أو يكتب بالفصحى الخالصة البعيدة عن الجمهور.

 

وأشار محمود حسن الجاسم إلى أن مستوى اللغة العامية ضرورى، ولا يمكن فى الحديث عن دعم الفصحى أن ندعوا لمحاربة العامية، لافتاً إلى أن الخطورة فى العامية هى حين تصبح لغة الأدب، إذ تتدنى حينها مستويات الأعمال الإبداعية، وتخرج من سياقها الجمالى القائم على حسن البناء، والتوصيف، والتصوير غيرها، موضحا أن الكثير من الروائيين العرب ظلوا فى حالة صراع مع العامية داخل أعمالهم، فقدم كبير الرواية العربية نجيب محفوظ تجربة مهمة حاول فيها تفصيح العامية، لكنه عجز فى بعض الأحيان، فيما ظلت تقنيات السرد هى الحل فى الهروب من العامية داخل الرواية، مثلما فعل الروائى إبراهيم نصر الله فى مجمل تجربته، وكذلك الروائية رضوى عاشور، وغيرهم الكثير.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة