خبير الغابات العالمى هانى الكاتب فى حواره لـ"اليوم السابع":ترتيبنا الأول عالميا فى التصحر و3.5فدان تبدد كل ساعة ستسبب جوعا للأجيال القادمة..والشعب مستهلك غير منتج وعدم فيضان السد العالى أثر على التربة

السبت، 08 أغسطس 2015 03:54 ص
خبير الغابات العالمى هانى الكاتب فى حواره لـ"اليوم السابع":ترتيبنا الأول عالميا فى التصحر و3.5فدان تبدد كل ساعة ستسبب جوعا للأجيال القادمة..والشعب مستهلك غير منتج وعدم فيضان السد العالى أثر على التربة الدكتور هانى الكاتب خلال حواره لليوم السابع
حوار محمد محسوب - تصوير حسام عاطف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعد الدكتور هانى الكاتب عضو المجلس الاستشارى للرئيس عبد الفتاح السيسى، من أشهر 3 علماء حول العالم فى مجاله ألا وهو زراعة الغابات، حيث تستعين به جميع دول العالم لإدارة الموارد بالاستدامة بالغابات والزراعة، ويدير حاليًا العديد من المشروعات الضخمة بجميع القارات .

الكاتب فى حواره لـ"اليوم السابع" قال، ولدت فى الإسكندرية عام 1952 فى مكان جميل كنت أعيش فى منطقة مليئة بالحدائق أرى الخضرة، وكطفل أتوقع أن تستمر هذه الخضرة وفى الشباب أسافر إلى سيدى عبد الرحمن فى الساحل الشمالى، واستمتع بالبحر والصحراء والجمال والهدوء وأرى الحال اليوم اختلف تمامًا.

وأضاف، أنهيت دراستى للزراعة فى جامعة الإسكندرية ثم الغابات والإحصاء فى ألمانيا وجنوب أفريقيا، ذهبت إلى أوروبا بعد إنهاء دراستى، وأعمل بجامعة ميونخ التقنية بألمانيا منذ نصف السبعينيات ولدى مشروعات بجميع قارات العالم مرتبطة بإدارة الموارد، بالاستدامة، بالغابات وبالزراعة .


-بداية ..هل يمكن إصلاح حال مصر بالمشاريع التنموية فقط؟



بالطبع المشاريع لها دور هام فى التنمية، ولكن لابد أولاً أن يكون لدينا رؤية كاملة كى نعى إلى أين نريد أن نصل، مصر بلد حضارات ولا يصح أن يصل حالها لما هو عليه الآن، فمصر يمكنها أن تكون دولة رائدة والموارد متوفرة وموجودة لتحقيق هذا، ولذا يجب أن تكون المشروعات هادفة لتحقيق الرؤية المرغوبة.

- ما المشروعات التى تقدمت بها للمجلس الاستشارى للرئيس؟




نحن مجموعة من العلماء والخبراء، وليس هناك دورًا منفصلاً، ولكننى مسئول عن الملف الزراعى، تقدمت بعرض رؤيتى لكيفية إقامة زراعة مستدامة خالية من أى مواد ضارة، سواء بالإنسان أو البيئة، وهذا النظام مستقر تكون فيه دورات الطاقة والمياه والتغذية إلى حد كبير منظمة ذاتيًا، وهذا يعنى استخدام كميات مياه أقل عن كميات مياه الرى المستخدمة فى الطرق الزراعية التقليدية بنسبة كبيرة، وبالتالى الإدخار المناسب لأثمن الموارد الطبيعية "المياه"، ويمكننا فى هذا النظام زراعة أنواع متعددة من الأشجار والفاكهة والخضراوات والمحاصيل الحقلية، وأيضًا تربية الماشية واستزراع الأسماك.

- ما المشاكل التى ترها بارزة فى هذه الفترة؟



لدينا أخطاء وتراكم مشاكل كثيرة فى كل شىء منذ عشرات السنين وننتظر حلها فى فترة قصيرة، وهذا خطأ كبير، فالرئاسة والحكومة فقط لا يقع على عائقهما حلها بل يجب أن يكون للشعب دور أيضًا لأن شعبنا أصبح شعبًا مستهلكًا غير منتج، ويجب أن نكون منضبطين ونحارب اللامبالاة واللاحرفية، فمثلاً سوء حركة المرور ليست مشكلة الوزارات فقط، بل سلوك أفراد.

- ما هى الموارد المتاحة فى مصر ولما لم نستغلها حتى الآن؟



لدينا الموارد التى تساعدنا أن نكون دولة منتجة رائدة لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وهى الشمس ومياه البحر والصحراء والموارد البشرية، والشمس طبعًا يمكن استخدامها فى توليد الطاقة ثم تستخدم الطاقة فى تحليه مياه البحار فنحن نقع على شواطئ تزيد عن 2000 كم وتستخدم المياه المحلاة فى تعمير الصحراء وإنشاء مجتمعات جديدة حيث اننا نملك اراضى كافية بمساحة تقرب من 1 مليون كم2 مربع من الصحراء.

وطبعًا سوء استخدام الموارد يسبب مشاكل عديدة لنا مثل التعدى على الأراضى الزراعية المحدودة، والتى تستخدم فى البناء.


وماذا عن التصحر؟



حسب إحصائيات الأمانة التنفيذية لمكافحة التصحر بالأمم المتحدة، فإن مصر تأخذ المرتبة الأولى فى نسبة التصحر، حيث إن حوالى 3.5 فدان تبدد وتتصحر كل ساعة خلال الـ36 عامًا قبل عام 2011، وبعد ذلك تضاعفت هذه النسبة، وهذا يعد سرقة لحقوق الأجيال المقبلة، وسيسبب فقرًا وجوعًا للأجيال القادمة ولابد من إيقاف هذا .

كيف يمكننا محاربته فى مصر؟



عن طريق التوعية وتفعيل القانون وتشديد العقوبات وإنشاء مجتمعات زراعية جديدة بشكل جذاب بعيدة عن الدلتا، وعلى المدى الطويل يمكن إعادة التوطين واسترداد هذه الأراضى المعتدى عليها.

- من وجهة نظرك.. هل نلجأ لحفر الآبار أم لتحليه مياه البحر لمواجهة التصحر؟



تحلية المياه إحدى البدائل الهامة لمواجهة الفقر المائى وتنمية البلاد، ولكن بالنسبة لاستخدام المياه الجوفية لابد أن نميز بين المياه الجوفية الجديدة والمتجددة، والتى يمكن استخدامها مع مراعاة أن يكون السحب لا يزيد عن الوارد، ولكن إذا لم تكن المياه الجوفية جديدة ومتجددة، فيجب أن نبتعد عن استخدامها وحمايتها، حيث إنه فى حالة سحب ما بها من مياه فنحن نسرق حقوق الأجيال القادمة.

-كيف ترى حال الزراعة فى مصر؟




للأسف الزراعة فى معظم بلاد العالم تتجه إلى زراعة محصول واحد على مساحة كبيرة، وبالتالى ينقصنا المواد الغذائية ونلجأ لاستخدام الأسمدة الكيماوية والتى تلوث الماء والتربة وتضر بمحللات وميكروبات التربة المفيدة، وتؤدى هذه الطرق الزراعية إلى زيادة احتمال إصابة النبات بالآفات، ثم نلجأ مرة أخرى للمبيدات للقضاء على الآفات، ونلوث التربة والمياه، وهذا يؤثر على الأمن الغذائى، ولا ننسى طبعًا العواقب المؤثرة على صحة الإنسان والبيئة .

وكيف نتغلب على هذه المشكلة؟



النظم الطبيعية تدير نفسها بنفسها ولديها اكتفاء ذاتى ولا تحتاج إلى كيماويات، فلماذا لا ندير الزراعة بهذا الشكل؟ فالطبيعة تمدنا بالتنوع النباتى والحيوانى.. التنوع النباتى هام جدا ويؤدى إلى تكامل المواد الغذائية حيث كل نوع يعطى ويأخذ من الآخر الاحتياجات الغذائية. وبالتالى لن نحتاج للأسمدة الكيماوية، ولكن نقص العناصر الغذائية العضوية يمكن أن يعوض عن طريق تربية الماشية والأغنام والطيور وأيضا استزراع الأسماك.

هل يمكن أن تلعب الغابات دورًا فى إصلاح حال الزراعة؟



نحن فى بلد صحراوية نعانى من أضرار الرياح والأتربة ولابد من حماية الزراعة بالأشجار او مصدات الرياح، وأنا للأسف لم أر كثيرًا من مصدات رياح تم تنفيذها بطريقة صحيحة فى مصر، والموجود ما هو إلا سياج شجرى حول الأراضى غير مطابق لمواصفات مصدات الرياح.

- هل يمكننا زراعة الغابات مثل ألمانيا؟



يمكننا زراعة الغابات لكن ليس مثل ألمانيا؛ فالمناخ هنا يلعب دورًا هامًا وبالتالى أنواع الأشجار مختلفة وأيضًا الهدف من إنشائها مختلف، فنحن فى بلد زراعية ولابد أن نحمى زراعتنا من أضرار الرياح والأتربة وأيضًا لابد من حماية المجتمعات العمرانية وقد نستطيع تقليل درجات الحرارة إلى أربع درجات مئوية، وبالتالى ترشيد استهلاك الطاقة. وبالطبع لدينا نسبة الكثبان رملية تصل إلى حوالى 18% من مساحة مصر والتشجير أفضل شىء لتثبيتها.

فى عام 2010 استوردت 2.3 مليار دولار أخشاب، على الرغم من أنها فى العصر الفاطمى أول دولة أنشأت أول هيئة قومية للغابات، وكان هناك إدارة صحيحة للأخشاب وتم استخدام الأخشاب فى بناء السفن.

ولابد من معرفة أن الغابات لها استخدامات كثيرة، مثل إنتاج الأخشاب والطاقة وعلف للحيوانات وتخزين ثانى أكسيد الكربون وغيرها، والحكومة المصرية قامت فى التسعينيات بزراعة المناطق الصحراوية بالأشجار كوسيلة للاستخدام الأمن لمياه الصرف الصحى، لكن كان دون إدارة صحيحة معتمدة على الاستدامة بسبب نقص الخبرات فى هذا المجال، كما أننى أجريت حسابات أنه لو استخدمنا 5.5 مليار متر مكعب من مياه الصرف الصحى أى عشر حق مصر من مياه النيل، وهو 55 مليار متر مكعب، سوف نستطيع زراعة مليون 1.5 مليون فدان غابات، كما يمكننا تخزين 25 مليون طن سنويًا من ثانى أكسيد الكربون.

-كيف ترى استخدامنا للموارد فى الفترة الحالية؟



استخدام العالم للموارد خاطئ تمامًا، فنحن نستخدم الموارد بكميات كبيرة وعلينا التوفير لأنها محدودة، ومنها ما هو غير متجدد، ونحن نستخدم أكثر من حقوقنا وبالتالى نسرق حقوق الأجيال القادمة .

وماذا عن استخدام مياه الصرف فى الزراعة؟



مياه الصرف الصحى إذا لم تعالج بطريقة صحيحة، فهى تضر بصحة الإنسان والبيئة ولا تصلح بدون معالجة لاستخدامها بالزراعة، ولكن يمكن استخدامها بعد معالجات اولية فى منتجات لا تأكل ولا تستخدم مباشرة للإنسان أو الحيوان، أيضًا لابد من معالجة مياه الصرف الزراعى بطريقة صحيحة قبل إعادة استخدامه مرة أخرى فى الزراعة، ولكن فى نظم الزراعة المستدامة التى ذكرت سابقًا، فمياه الصرف الزراعى خالية من أى مواد ضارة ويمكن إعادة استخدامها فى الزراعة واستزراع الأسماك.

مياه الصرف الصحى يمكننا من خلالها إنتاج طاقة وأسمدة لكن وجدنا المشاكل الموجودة فى مصر جميعها إدارية، فنحن لا نمتلك إدارة جيدة لمياه الصرف الصحى ولا الغابات وينقصنا الخبرة، حيث إن هناك أخطاءً كبيرة تمت فى زراعة الأشجار بمصر، من حيث أنواع البذور والشتلات وغيرها.

هل بناء السد العالى وعدم فيضان النيل أثر على خصوبة التربة؟




بالطبع، لأن مياه النيل كانت تحتوى على الطمى، وكان هذا سماد طبيعى للتربة.

- هل هناك مشاريع قائمة فى مجال زراعة الغابات فى مصر؟



-هناك مشروع مصرى ألمانى لتنفيذ غابات على طرق الاستدامة فى مصر ممول من وزارة الخارجية الألمانية والهيئة الألمانية للتبادل العلمى، وبحثنا هل هناك إمكانات لزراعة الغابات ووجدنا الإمكانات متوفرة وأن هناك أنواعًا عديدة زرعت فى مصر وعمرها يصل إلى 200 عام، وهذا أعطانا دفعة لزراعة أنواع أفضل، ووجدنا أن هناك نموًا سريعًا للأشجار ومبهرًا يفوق ألمانيا بأربع أضعاف ونصف، وهى بلد رائدة للغابات فى أوروبا، ونحاول الوصول إلى الاستدامة وأدخلنا أنواعًا جديدة، مثل أشجار التيك العالى الجودة والتيك الأبيض، ذات النمو العالى.

- وهل سيتم تدريس علم زراعة الغابات فى مصر؟



- بالفعل فالمجلس الأعلى للجامعات وافق على إدخال أقسام الغابات بكليات الزراعة المصرية، وهذا شىء جيد جدًا .

- كيف سيؤثر تغير المناخ على الزراعة وحال الكرة الأرضية بشكل عام؟




- لو حدث تغير المناخ، فيمكن أن يحدث أسوأ الأشياء، حيث ستزداد عدد الكوارث الطبيعية نتيجة لذلك، ولو سيرنا فى هذا التغير سيحدث أيضًا فقر وجوع وعطش فنحن لدينا فقر مياه وغذاء، ولذلك يجب أن نكون حذرين كى نقاومه من خلال نظم بيئية صالحة .

كيف ترى حال البحث العلمى فى الفترة الحالية؟



البحث العلمى تدهور بشكل كبير، وقرأت فى بعض الصحف أن ترتيب مصر فى المراكز الأولى بالنسبة للسرقات العلمية ومستوى التعليم فى الستينيات أفضل من الآن بمراحل، مصر حاليًا فى طريقها لتحسين هذا ويجب أن تدعم الدولة التعليم والبحث العلمى، لأننا لن نتطور بالشكل المطلوب دون تحسينهما وتشجيع الابتكار .

وماذا عن التعليم؟



التعليم يعانى من مشاكل كثيرة ولا بد من تحسينه، وكما ذكرت فقد كان هذا من إحدى مهام المجلس الاستشارى لكبار علماء وخبراء مصر.

- من وجهة نظرك.. ما أسباب سفر علماؤنا إلى الخارج؟



أى فرد يفكر فى بحث علمى سليم يستطيع أن يبحث فى أى مكان فى العالم لتطوير خبراته، لكنى متخوف من هجرة الشباب المتعلم والذى كلف الدولة أموالاً طائلة بسبب الإحباط وعدم إيجاد فرص للعمل فى الفترة الحالية، ويريد أن يهجر مصر وهذا شىء سيئ لأن الدولة فى احتياج للمتعلمين فى الفترة الحالية، لأنهم هم من سيكون لهم دور كبير فى إصلاح حال الوطن .


بماذا تنصح الشباب؟



أنصح الشباب المصرى، بأن يكون لديه أمل كبير ورؤية أن تصبح مصر أفضل دولة فى العالم، وأن تكون مصر بلدًا رائدة بشبابها ومواردها المتاحة، ولابد أن يكون هناك انضباط ونظام ونترك اللامبالاة كى نستطيع رفع مستوى المعيشة، خاصة لأصحاب الدخل المحدود.


موضوعات متعلقة:-
-العالم مصطفى السيد فى حواره لليوم السابع: مبارك معملش حاجة وحشة وكان راجل طيب.. واللى حوليه استغلوا كبر سنه وسرقوا البلد ولا يصح سجنه.. ويؤكد: مفيش تعليم فى مصر.. ونسير بخطى ثابتة لعلاج السرطان بالذهب


-فاروق الباز يفتح قلبه لـ"اليوم السابع": "قابلت مبارك مرة واحدة وياريتنى ما قابلته".. حينما شرحت له خيبتنا قال: «يارب الأرض تنشق وتبلعك».. ويؤكد: العهود السابقة "خربانة".. ويجب ردع الإخوان بالقوة


-خبير الأنفاق العالمى هانى عازر: مؤتمر شرم الشيخ أكد قدرة مصر على الظهور «العالمى».. اتفاقياتنا مع «سيمنس» الألمانية ستحل 50% من أزمة الطاقة ورئيسها قال لى: «السيسى أعجبنى وعاوز أخدمه وأخدم مصر كمان»


-إبراهيم سمك: لو استخدمنا الطاقة الشمسية سنحل أزمة الكهرباء فى 6 أشهر..خبير الطاقة الشهير: مشروع القوات المسلحة لتصنيع الخلايا الشمسية مستواه عالمى ونفكر فى تصنيع السيلكون فى مصر


-طارق شوقى رئيس المجلس الاستشارى للتعليم: بدء تطبيق قرار تحمل جزء من طلاب الجامعات الراسبين تكاليف تعليمهم من العام المقبل.. وإلزام الناجحين بتقدير أقل من 70% بتحمل جزء من المصاريف











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة