حقوق الإنسان تشعل المؤتمر الصحفى لوزيرى خارجية مصر وأمريكا.. كيرى: اضطهاد الناس وحرمانهم من حقوقهم يزيد من الإرهاب.. وشكرى يرد: لن نقبل بمشروطات على قرارنا.. ولا يوجد صحفيون مسجونون بسبب عملهم

كيرى: لدينا أدلة على ضلوع قيادات إخوانية فى الإرهاب.. ومشروع قناة السويس الجديدة إنجاز عظيم .. واشنطن مهتمة بأن تكون الانتخابات "حرة ونزيهة ".. والاتفاق النووى الإيرانى سيجعل مصر والمنطقة أكثر أمنا

رغم أن ملف الإرهاب طغى على مباحثات الحوار الاستراتيجى المصرى الأمريكى إلا أن الخلاف حول ملف حقوق الإنسان والتباين فى وجهات النظر بين الطرفين ظهر طاغيًا على المؤتمر الصحفى الذى عقده وزير الخارجية سامح شكرى ونظيرة الأمريكى جون كيرى، حيث قال الوزير الأمريكى، إن اضطهاد الناس وحرمانهم من حقوق الإنسان يزيد من فرص الإرهاب، مشددًا على أن هناك حاجة إلى إحداث توازن بين الحاجة إلى المشاركة السياسية وبين العمل الإرهابى.

وقال كيرى، إن هناك بعض التوتر بين البلدين بشأن هذا الملف إلا أنه تمت مناقشته بصراحة، لافتًا إلى أنه عبر عن القلق بشأن بعض التحديات بحماية حقوق الإنسان حتى فى الحرب على الإرهاب، مشددا على أن الموقف كان واضحا فى أكثر من موقف سابق، وأوضح كيرى أنه تحدث مع وزير الخارجية المصرى حول التحدى حول أفضل طريقة لدحر الإرهاب وحماية حقوق الإنسان وحق الجميع فى حرية التعبير.

وردا على سؤال حول وجود مساجين صحفيين فى السجون المصرية والتضييق على الحريات واعتراف أمريكا بالإخوان فى أعمال إرهابية قال كيرى: "لقد دخلنا فى حوار صريح مع شكرى ونعلم أن هناك دليلا فى كثير من الحالات بالضلوع فى أعمال عنف من قبل بعض القيادات وهناك البعض ينتهج السلمية، والوضع فى مصر كان هشا ومليئا بالتحديات بالإضافة إلى وجود قنابل تسببت فى قتل الأرواح والعنف وأثر على السلام، ومصر تحاول أن تجد هذا التوازن، وأعتقد أن الدليل سيكمن فى الانتخابات البرلمانية المقبلة وهناك تحرك نحوها حيث أبلغنا المصريون نيتهم عقدها فى الخريف المقبل".

هناك اتفاق على أهمية وجود انتخابات برلمانية وهى خطوة هامة فى طريق الديمقراطية

وقال كيرى: "وأثق فى أن الجميع يدركون هذا التحدى والدليل سيكون فى الأيام المقبلة من خلال عقد انتخابات حرة ونزيهة ومفتوحة للجميع، وهناك اتفاق على أهمية وجود انتخابات برلمانية وهى خطوة هامة فى طريق الديمقراطية وعبرنا عن قلقنا من بعض الأمور ولكن لدينا قضايا يجب العمل عليها بطريقة متوازية، فمصر حيوية ويعرف الجميع التحديات فى المنطقة لذا هناك تحد سياسى كبير"، لافتًا إلى أنه تحدث مع شكرى حول ضرورة إصلاح الشرطة ومنح الحريات للمصريين ومنظمات المجتمع المدنى، لافتا إلى أن الولايات المتحدة تدعم شعب مصر وتقدّم المساعدة فى خارطة الطريق للتحول إلى الديمقراطية، موضحاً أنهم تحدثوا حول مشكلة التطرف الذى يمكن أن يحدث نتيجة السجن الطويل خلال المحاكمات، لافتا إلى ضرورة وجود نظام قضائى يتحرك بسرعة فلا نريد دفع الشباب لمزيد من التطرف.

وحاول سامح شكرى خلال المؤتمر الصحفى تخفيف حدة الخلاف الذى ظهر فيما يخص ملف حقوق الإنسان، حيث أكد أن الأجواء كانت إيجابية ولا يمكن وصفها بوجود خلافات كبيرة، لكن هناك تباين فى وجهات النظر تجاه بعض الجوانب وهذا أمر طبيعى فى العلاقات بين البلدين، لافتا إلى أن وجود خلافات لا ينفى طبيعة العلاقات القوية بين البلدين وهناك أرضية واسعة من الأشياء المشتركة والتعاون لمواجهة التحديات.

وقال شكرى حول المشروطيات الأمريكية فيما يخص حقوق الإنسان، إنه كان هناك بعض المشروطيات فى الوقت السابق، لكن مصر لم تتعامل معها فى أى مرحلة ولكن جاء قرارها وسياستها اتصالا مع متطلبات الشعب المصرى ومصالحة وهذا ما ترتكن إليه الحكومة المصرية.

مصر حريصة على حقوق الإنسان وضرورة إذكاء سيادة القانون

وقال شكرى، إنه أكد حرص مصر على حقوق الإنسان وضرورة إذكاء سيادة القانون، لافتا إلى أن مصر تتابع التطور حول العالم بشأن حماية حقوق الإنسان وتعمل على تجنب الإخفاقات التى تتعرض لها الدول الأخرى، مشددا إلى أنه لا يوجد دولة وصلت إلى المثالية فى مجال حقوق الإنسان، وأكد تقدير مصر لمنظمات المجتمع المدنى والتى بلغت 45 ألف منظمة تُمارس نشاطها وفقا للقانون والذى يضمن قيامها بمسئولياتها بشفافية.

لا يوجد صحفى محبوس بسبب عمله

وشدد شكرى على أنه لا يوجد فى السجون المصرية صحفيون وإذا كانوا فهذا لايرتبط بعملهم، ولكن ارتباطات بنشاطات إرهابية والمساس بالقوانين المعمول بها مما لزم حبسهم، لافتا إلى أن السلطات القضائية توفر لهم المحامين، نافيا بشكل قاطع وجود أى نوع من الحبس نتيجة امتهان الصحافة او التعبير عن الرأى.

وبخصوص التظاهر قال شكرى إن لكل دولة الحرية فى تنظيمها بما يتماشى مع الحفاظ على الاستقرار وخلاف ذلك فسيتم معاقبته وفقا للقانون، والتظاهر بدون ترخيص أمر يعاقب عليه القانون، وقال إن هناك سوء فهم فيما يتعلق بالمنظومة القضائية فى مصر والحقوق القانونية، لافتا إلى أهمية التعرف على النظام القضائى المصرى وما يكفله من حقوق.

مصر والولايات المتحدة اتفقتا على مضاعفة الجهود المشتركة فى مواجهة الإرهاب

أكد وزير الخارجية سامح شكرى أن مصر والولايات المتحدة اتفقتا خلال الحوار الاستراتيجى الذى عقد اليوم الأحد بالقاهرة على مضاعفة الجهود المشتركة فى مواجهة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، مشيراً إلى أهمية انعقاد الحوار الاستراتيجى الذى يعكس حرص البلدين على تعزيز العلاقات التى تربط بين القاهرة وواشنطن، فالولايات المتحدة قوة دولية ومصر بثقلها ووزنها بحاجة إلى مثل هذه الآلية خاصة فى ضوء المتغيرات السياسية المتلاحقة التى يشهدها العالم.

وقال شكرى إن الحوار جرى فى أجواء إيجابية عكست طبيعة العلاقات الاستراتيجية والسعى إلى تعزيزها على أساس الاحترام المتبادل، لافتاً إلى أن الحوار ساهم فى مراجعة أوجه العلاقات الثنائية المختلفة بالإضافة إلى طرح أفكار جديدة تحدد مسار العلاقات مستقبلا، خاصة فى المجالات العسكرية بالإضافة إلى محور قناة السويس والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.

شكرى وكيرى يبحثان اهتمام البلدين المشترك بقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان

وأشار شكرى إلى أنه بحث مع كيرى اهتمام البلدين المشترك بقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان خلال أول حوار استراتيجى بين البلدين منذ عام 2009، وقال "تناولنا خلال الحوار اهتمامنا المشترك بقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان حيث أكدت على حرص مصر على الاهتمام بهذه القضايا باعتبارها تلبى طموحات الشعب المصرى وتطلعاته نحو التقدم والعمل على مراعاة الأبعاد المختلفة المرتبطة بحقوق الإنسان سواء اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية بدرجة متساوية، وضرورة إزكاء سيادة القانون فى كافة مناحى إدارة الدولة باعتباره التزاما لا حيد عنه كذلك أوضحت التقدير الذى توليه الحكومة لمنظمات المجتمع المدنى وإسهامها فى الارتقاء بالمجتمع".

وأضاف شكرى أن عدد تلك المنظمات فى مصر بلغ 45 ألف منظمة تمارس نشاطها وفقا للإطار القانونى والتشريعى الذى يرتضيه المجتمع، لكى يسهم فى توفير الحماية لنا من خلال تقنين أوضاع هذه المنظمات بما يضمن قيامها بمسئولياتها بكامل الشفافية، موضحاً أن مصر تتابع عن كثب التطور العلمى من أجل حماية وتعزيز حقوق الإنسان فى كافة دول المجتمع الدولى، وذلك بهدف الاستفادة من التجارب الناجحة وتجنب الإخفاقات التى مرت وتمر بها بعض الدول، ونحن ندرك أن أية من دول العالم لم تصل حتى الآن إلى المستوى المثالى فى مجال حقوق الإنسان وحالات الإخفاق ماثلة للجميع، وهو ما يحتم علينا جميعا مضاعفة الجهد والسعى نحو الوفاء بالمبادىء العالمية فى مجال حقوق الإنسان".

اتفق الجانبان على مضاعفة الجهد الخاص بمكافحة الإرهاب والتطرف

وأكد شكرى على تطابق رؤية الجانبين المصرى والأمريكى بشأن ما تمثله العلاقات الاستراتيجية المصرية الأمريكية كقاعدة أساسية تسمح للجانبين وتمكنهما من مواجهة الإرهاب الذى يواجهه الشرق الأوسط، حيث اتفق الجانبان على مضاعفة الجهد الخاص بمكافحة الإرهاب والتطرف والعمل على تعزيز التعاون فى مواجهة التنظيمات الإرهابية لما تمثله من خطر يهدد السلم والأمن الدوليين، مشيراً إلى أن الحوار الاستراتيجى المصرى الأمريكى تناول أيضا الضرورة القصوى لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ودور القاهرة وواشنطن فى دفعها من أجل سلام عادل وشامل وفقا للأسس التى قامت عليها عملية السلام وفى إطار المبادرة العربية للسلام.

وأضاف شكرى أنه تم أيضا مناقشة الأزمة الليبية ودعم مصر الكامل للجهود الأممية وصولا لحل سياسى للأزمة الليبية حتى تتمكن أطرافها المقتنعة بالحل السياسى من تنفيذ اتفاق الصخيرات بشكل فورى لتشكيل حكومة وحدة وطنية تكون إحدى أولوياتها مكافحة الإرهاب، فضلا عن إعادة تأهيل الاقتصاد الليبى، لافتا إلى أن مصر أكدت على أهمية دعم المؤسسات الليبية الشرعية المتمثلة فى الحكومة والبرلمان الشرعيين، وأوضح أن الجانبين المصرى والأمريكى أكدا على أهمية الحل السياسى فى اليمن بما يضمن سلامته الإقليمية ووحدة أراضيه ويصون مقدرات شعبه وفقا لمقررات الشرعية الدولية.

مصر والولايات المتحدة توافقا على أهمية إيجاد حل سياسى للأزمة السورية

وفيما يخص الأزمة السورية قال شكرى إن مصر والولايات المتحدة توافقا على أهمية إيجاد حل سياسى للأزمة والحفاظ على وحدة الأراضى السورية، كما تم بحث الاتفاق الذى تم الإعلان عنه مؤخرا بين الدول الغربية وإيران حيث أكدت مصر أهمية أن يسهم هذا الاتفاق فى تحقيق السلم والاستقرار فى الشرق الأوسط وأن يحول التنفيذ الدقيق له دون الحصول وحيازة السلاح النووى لأية دولة وتحقيق هدف إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل وتنفيذ القرار الصادر عن مؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار النووى الصادر عام 1995 والذى يمثل جزءا أساسيا من المد اللانهائى لمعاهدة الانتشار النووى.

وأشار شكرى إلى أنه لا يوجد صحفيون محبوسون فى مصر بسبب طبيعة عملهم، وقال "لا يوجد أى من أولئك الصحفيين محبوس بسبب أى مشكلة متعلقة بحرية التعبير".

كيرى يشكر السيسى وسامح شكرى

من جانبه، أعرب وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى عن سعادته لزيارة القاهرة، وتوجه بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى ووزير الخارجية سامح شكرى على ترحيبهما الحار ولكل القائمين على حوار اليوم الذى وصفه بأنه "ناجح للغاية"، لافتاً إلى أنه تم بحث جدول أعمال مشترك ضم النواحى الأمنية والاقتصادية بالإضافة إلى موضوعات أخرى تمت مناقشتها بمنتهى الصراحة، وقال أن الحوار الاستراتيجى بدأ باجتماع خاص بينه وبين شكرى ودارت فيه بعض المناقشات، لافتا إلى أنه سيلتقى مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأشار كيرى إلى أن مصر لعبت تاريخيا دورا مهما للغاية فى المنطقة وفى العلاقات الدولية ودون شك مصر ستواصل لعب هذا الدور عالميا وإقليميا، موضحا أن اجتماع اليوم تناول عددا من القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية.

كيرى يصف مشروع قناة السويس الجديدة بـ"الرائع والإنجاز العظيم"

وهنأ جون كيرى مصر والشعب المصرى بمناسبة قرب موعد افتتاح قناة السويس الجديدة، والمقرر يوم /الخميس/ المقبل، ووصف مشروع قناة السويس الجديدة بـ"الرائع والإنجاز العظيم"، الذى قامت به مصر والذى سيكون له أثر عالمى فى دعم التجارة وتبادل البضائع، وقال "إننا نهنئ مصر على مشروع قناة السويس الجديدة، والذى يعد بدون شك إنجازا كبيرا وعظيما ومشروع ضخم".

ومن ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الأمريكى "إن بلاده تشعر بحزن شديد تجاه حادث اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات وكذلك الهجوم على القنصلية الإيطالية بالقاهرة والهجمات الإرهابية فى سيناء، واصفا هذه الأعمال بـ"الخسيسة والوضيعة"، مؤكدا أن القيام بأعمال إرهابية ليس له أية صلة بالشجاعة على الإطلاق، وإنما الهدف هو خلق الفوضى"، مؤكداً على "أن تحقيق الاستقرار هو ما يتطلب الشجاعة.. ونحن لا نريد أن نقدم أى أعذار دينية لمن يقتلون المدنيين والأبرياء.. ويجب أن نعرف كيفية وقف دائرة العنف، لذا فإن المناقشات الخاصة بوقف العنف والتطرف كانت على قمة جدول أعمال الحوار الاستراتيجى".

وتابع "إننا جميعا على علم بأن تنظيم داعش هى مجموعة تتسم بالجبن، لافتا إلى أنه عند محاولة بناء عملية سياسية يجب أن تكون شاملة وأن نمنح المواطنين الفرصة لبناء دولتهم وأمتهم.. كذلك تحدثنا اليوم عن ضرورة تدعيم العلاقات بين مصر وواشنطن فى نواحى مختلفة، وخاصة مناهضة العنف والتطرف"، وأعرب كيرى عن تقديره الشديد لما قامت به مصر مؤخرا من مناهضة العنف والإرهاب، وما قامت به من تطور على النواحى الاقتصادية أخذا فى الاعتبار مشروع قناة السويس الجديدة.

الأتفاق النووى الإيرانى سيجعل مصر والمنطقة أكثر أمنا

ورداً على سؤال حول الاتفاق النووى الإيرانى، قال كيرى أن هذا الاتفاق سيجعل مصر والمنطقة أكثر أمنا، وقال "لا يوجد شك على الإطلاق فى أنه إذا طبقت خطة فيينا فإنها ستجعل مصر وكل دول المنطقة أكثر أمنا"، لافتاً إلى أن "الولايات المتحدة ومصر تقران بان ايران تقوم بأنشطة تزعزع الاستقرار فى المنطقة، ولذلك من المهم للغاية ان نضمن ان يبقى برنامج ايران النووى سلميا بالكامل".

وقال كيرى "أمريكا قامت بتسمية ايران الدولة الاولى الراعية للإرهاب فى العالم وحاولنا التعامل مع مبدأ اذا كانت ايران تزعزع الاستقرار فمن الأفضل الا تمتلك ايران السلاح النووى ووجود اتفاقية سيحول دون ذلك، وبعد الاتفاق مصر وإسرائيل ودول الخليج اكثر أمانا الان".

من جهة أخرى قال كيرى إنه سيبحث سبل تقديم مساندة أكبر لخطة الأمم المتحدة لتشكيل حكومة وحدة فى ليبيا، وأضاف أنه لا يمكن السماح "لمجموعات مفسدة" أن تدمر عملية السلام.