الحكومة التركية تشن حربا ضد الأكراد ..
ويقول تقرير لمعهد جايتستون للسياسة الدولية ومقره نيويورك، إن الحكومة التركية يبدو أنها تشن حربا ضد الأكراد الذين يسعون للحصول على اعتراف دولى لمكانتهم السياسية فى سوريا، مستشهدا بما جاء فى وسائل إعلام تركيا، التى ترصد العملية العسكرية ضد حزب العمال الكردستانى فى العراق.
وأعزى التقرير ذلك إلى أن تركيا قلقة من علاقة الحزب الكردستانى بالولايات المتحدة وأوروبا، ومن الانتصارات، التى تمكن من تحقيقها ضد داعش، فى الوقت الذى تمكن من تعزيز مكانته الدولية، الأمر الذى دفع أنقرة إلى قصف مواقع الحزب إلى جانب مواقع تنظيم داعش، مؤكدا أنه لا يوجد أثر للتنظيم فى قنديل، التى يوجد بها مقر حزب العمال الكردستانى.
العدالة والتنمية تستخدم داعش كحجة للهجوم على حزب العمال الكردستانى
واعتبر المعهد، أن حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا يستخدم داعش كحجة للهجوم على حزب العمال الكردستانى، فبمجرد إعلان أنقرة عن عزمها فتح قاعدة "إنجرليك" للطائرات الحربية الأمريكية لتنطلق منها إلى الأجواء السورية فى إطار الحملة العسكرية ضد داعش، استهدفت المواقع الكردية، مشيرة إلى ان "هذه الهجمات لا تفتح فقط عصرا جديدا من الموت والدمار، وإنما تضع نهاية لإمكانية حل قضية اكراد تركيا دون عنف"، بحسب التقرير الذى كتبه أوزاى بولوت.
وتابع تقرير المعهد بالقول، إن "النجاح الكبير" للعمليات العسكرية ضد حزب العمال الكردستانى على حد وصف رئيس الوزراء التركى داود أوغلو كان سببا فى إصابة مدنيين أكراد، فضلا عن مقتل أعضاء فى الحزب، كما تلاه وقف مواقع إلكترونية ووكالات إخبارية موالية للأكراد بـ"قرار محكمة".
الجيش التركى قصف مواقع لداعش فقط لتجنب الإدانة الدولية
ورأى تقرير المعهد، أن الجيش التركى قصف مواقع لداعش فقط لتجنب الإدانة الدولية ولإضفاء "شرعية" لهجماته ضد حزب العمال الكردستانى، الذى يتبعه حزب الاتحاد الديمقراطى فى سوريا وجناحه المسلح "وحدات حماية الشعب الكردى"، اللذان يقاومان تنظيم داعش والجماعات المسلحة الأخرى منذ 2013.
العدالة والتنمية ليست راضية عن نتيجة الانتخابات البرلمانية
واعتبر المعهد أن حكومة العدالة والتنمية ليست راضية عن نتيجة الانتخابات البرلمانية، التى عقدت الشهر الماضى، وتريد أن تجرى غيرها من شأنها أن تحول دون حصول حزب الشعوب الديمقراطى – والذى يتألف معظمه من أعضاء أكراد- على الـ10% من الأصوات، الذى يحتاجها للدخول للبرلمان، وبالتالى دفعهم خارجه، لافتا إلى أن الحكومة ربما تعتقد أن قصف حزب العمال الكردستانى سيولد حماسا قوميا تركيا يساعد حزب العدالة والتنمية على استعادة الأغلبية فى انتخابات مبكرة.
الشعوب الديمقراطى يتهم العدالة والتنمية بإشعال النيران فى البلاد ..
واتفق مع هذه الرؤية حزب الشعوب الديمقراطى الذى أصدر بيانا اتهم فيه حزب العدالة والتنمية بإشعال النيران فى البلاد من أجل ضمان وجود حكومة قائمة على حزب واحد وذلك من خلال خلق مناخ عسكرى قومى، ورسم انطباع أن هناك حربا شاملة ضد الإرهاب.
وأضاف البيان الذى نشرته الصحف التركية وأكد على رفض العملية العسكرية ضد حزب العمال الكردستانى فى العراق، أن "الهجمات العسكرية والتفجيرات والعمليات العسكرية والضغوط يجب أن تتوقف فورا، ليس لدينا مشكلة لا يمكن حلها من خلال المفاوضات"، بحسب ما جاء فى البيان.
السلام ممكنا فقط فى حال استسلم الأكراد للتفوق التركى..
واتهم تقرير معهد "جايتستون" تركيا بأنها تفضل عدم تشكل تحالف "تركى –كردى" لتدمير داعش، وظهر هذا فى فتح حدودها للتنظيم، الأمر الذى ساعد فى تقوية شوكته، "والآن مع أول فرصة، بدأت فى قصف الأكراد مرة أخرى، ووفقا لهذه الاستراتيجية، "السلام" سيكون ممكنا فقط فى حال استسلم الأكراد للتفوق التركى والتخلى عن هدفهم بأن يكونوا أمة متساوية".
الولايات المتحدة تعتمد على الجناح العسكرى الكردى لإيقاف داعش
وأشار التقرير إلى أن حزب العمال الكردستانى وحزب الاتحاد الديمقراطى، التابع له ووحدات حماية الشعب الكردى كان أكثر شركاء الولايات المتحدة فاعلية فى المعركة ضد داعش، لافتة إلى أنه منذ توغل داعش فى سوريا، اعتمدت الولايات المتحدة بشكل كبير على الجناح العسكرى الكردى لإيقاف تقدم داعش. ويقول هنرى باركى، مسئول سابق فى الإدارة الأمريكية متخصص فى الشأن التركى أن "الولايات المتحدت أصبحت سلاح الجو لوحدات حماية الشعب التركى والوحدات أصحب القوة الأرضية للولايات المتحدة فى سوريا".
تحذيرات من عواقب الضربات العسكرية لأكراد العراق..
وحذرت من ناحية أخرى، وسائل إعلام غربية من عواقب الضربات العسكرية لأكراد العراق وكيف سيعقد الحرب، التى تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش والمتطرفين فى العراق، حيث إنها تعتمد على القوات البرية الكردية فى تحقيق مكاسب على الأرض ضد هذه الجماعات الإرهابية، التى تسيطر على مساحات واسعة من البلاد.
وفى محاولة لترضية تركيا بعدما منحتها حق استغلال قواعدها العسكرية لضرب داعش، وصف مسئول بالبيت الأبيض حزب العمال الكردستانى بالإرهابى، مدينا فى الوقت نفسه الهجمات، التى شنها الحزب على القوات التركية.