رئيس وزراء إيطاليا: تفجير القنصلية زادنا إصراراً على تقوية علاقتنا بمصر

التقى المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الجمعة فى ختام زيارته لإيطاليا، برئيس الوزراء الإيطالى، ماتيو رينزى، وذلك بحضور وزيرى التجارة والصناعة والبترول، ومحافظ دمياط، والسفير المصرى بإيطاليا.

ورحب رئيس الوزراء الإيطالى بالمهندس إبراهيم محلب، والوفد المرافق له، مضيفا: أرجو أن تبلغوا تحياتى الحارة للصديق العزيز، الرئيس عبد الفتاح السيسى، وتنقلوا إرادة إيطاليا حكومة وشعبا بالوقوف إلى جانب مصر خاصة فى هذه الفترة.

وأضاف: خلال سنة واحدة التقيت بالرئيس السيسى ثلاث مرات، وهذا دليل على قوة العلاقات، موجها الشكر لرئيس الوزراء والوفد المرافق على مشاركتهم فى معرض اكسبو ميلانو العالمى.

وقال رئيس الوزراء الإيطالى: لقد صُدمنا من حادث انفجار القنصلية الإيطالية، وقلنا أكثر من مرة إنه إذا أراد أحد تخويفنا من هذا العمل فلن يؤدى ذلك إلا إصرارنا على تقوية علاقاتنا مع مصر، ووقوفنا مع مصر فى هذه المرحلة.

وأكد استئناف الخدمات بالقنصلية الإيطالية بالقاهرة، فى أسرع وقت، وتوجه بالشكر للحكومة المصرية على إعلانها تحمل تكاليف إصلاح القنصلية، فهذه المبادرة كان لها أبلغ الأثر عندنا، ثم اعرب رينزى عن التضامن الكامل مع مصر لما تعرضت له فى سيناء، وغيرها من هجمات إرهابية آثمة، مؤكدا أن إيطاليا ستقوم بكل ما فى وسعها للتعبير عن تضامنها ومساندتها للحكومة المصرية.

ومن جانبه قال رئيس الوزراء المصرى : منذ وصولنا إلى إيطاليا، وتنقلنا بين ميلانو وتورينو وروما نلمس العلاقة الوطيدة بين البلدين، والتى تتعدى الحكومات إلى الشعوب، وبالتالى الحادث الجبان بالقنصلية الإيطالية استنكره الشعب المصرى، وذهبت بعد ساعة لموقع القنصلية، وقررت الحكومة تحمل تكاليف إصلاح القنصلية، وأكد على أن التفجير الإرهابى الأخير الذى استهدف القنصلية الإيطالية بالقاهرة يوم 11 يوليو 2015 لن يزيدنا إلا إصراراً على القضاء على الإرهاب.

وتوجه محلب بالشكر العميق لرئيس الوزراء الإيطالى ومختلف المسئولين الإيطاليين على تصريحاتهم التى عبرت عن التأييد ومساندة القيادة السياسية المصرية والتضامن مع مصر فى مواجهة الإرهاب، مشيرا إلى أن مصر تقوم بتوفير الأمن اللازم للسفارات الأجنبية بالقاهرة تنفيذاً لالتزاماتها فى هذا الشأن.

وأشاد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء بقوة العلاقات الثنائية على نحو ما يعكسه توالى الزيارات رفيعة المستوى المتبادلة خلال الشهور الماضية، حيث تعد زيارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى لإيطاليا فى نوفمبر 2014 نقطة انطلاق جديدة للعلاقات بين البلدين، فضلاً عن المشاركة المتميزة لرئيس الوزراء الإيطالى للمشاركة فى مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى فى مارس 2015، وجاءت كلمته بالمؤتمر، والتى قالها من قلبه، لتدلل على قوة العلاقات بين البلدين.

واثنى المهندس إبراهيم محلب على موقف إيطاليا الإيجابى بشأن عملية الانتقال الديمقراطى فى مصر، والتفهم الإيطالى للتحديات التى تواجه مصر فى التعامل مع الهجمات الإرهابية، خصوصاً فى سيناء، كما أثنى على نجاح التنظيم الإيطالى للمعرض العالمى EXPO MILANO والذى قام رئيس مجلس الوزراء بزيارته.

وقال رئيس الوزراء: نتطلع إلى مشاركتكم فى احتفال افتتاح قناة السويس الجديدة، مضيفا إن مصر تتطلع لتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية، خاصة أن إيطاليا هى الشريك الرئيسى لمصر داخل الاتحاد الأوروبى، والشريك التجارى هام على المستوى العالمى، حيث وصل حجم التجارة البينية إلى حوالى 5.12 مليار يورو بنهاية عام 2014، ونتطلع للبناء على النتائج الإيجابية لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لإيطاليا فى نوفمبر 2014 فى تحقيق هذا الهدف، وكذلك نتائج كل من الزيارة التى قام بها وزير التجارة والصناعة لإيطاليا خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو 2015 والزيارة التى قام بها الوفد الاقتصادى الإيطالى إلى القاهرة خلال الفترة من 24 إلى 26 مايو 2015، كما تمت الإشادة بالاتفاقيات التى تم التوقيع عليها خلال الزيارة، وبنجاح أعمال مجلس الأعمال المصرى الإيطالى الذى عقد يوم 23 يوليو 2015 فى ميلانو.

وأشار المهندس إبراهيم محلب إلى تطلع مصر لاستكشاف إمكانية إبرام اتفاقيات للتعاون الثلاثى بين مصر وإيطاليا ودول أفريقية، وتحديد الوسائل الفعالة التى تمكن إيطاليا من تحقيق أقصى استفادة ممكنة من عضوية مصر فى السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا (مجموعة الكوميسا)، وكذلك عضويتنا فى منطقة التجارة الحرة بين أكبر ثلاث كتل اقتصادية فى أفريقيا (الكوميسا، وجماعة شرق أفريقيا وجماعة تنمية الجنوب الافريقى (تجمع السادك)، وهى المنطقة التى تم تدشينها خلال المؤتمر الذى استضافته مصر فى شرم الشيح يوم 10 يونيو 2015 فى شرم الشيخ، كما نتطلع لدعم إيطاليا لمسعى مصر لتصبح دولة العمليات فى إطار البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD)، بالنظر إلى الدور الذى يمكن أن يلعبه البنك فى دعم جهود التنمية فى مصر.

وأكد أهمية استمرار الحوار المؤسسى بين الاتحاد الأوروبى ودول جنوب المتوسط لتنسيق المواقف والتحركات والابتعاد عن المواقف الأحادية.

وفى نهاية اللقاء أكد محلب أن الاتفاقات التى تم توقيعها فى شرم الشيخ دخلت الآن حيز التنفيذ، وخلال مأدبة غداء العمل التى دعا اليها رئيس الوزراء الإيطالى الوفد المصرى، أكد الجانب الإيطالى دعمه لمشروع مدينة دمياط للأثاث، التى قدم محافظ دمياط عرضا موجزا بشأنها.

كما عرض رؤساء مجالس إدارات الشركات التى وقعت الاتفاقيات ملخصا للمشروعات التى تم التوقيع عليها.